الاخبار

ما انعكاس استهداف “إسرائيل” للنفط الإيراني على العالم؟

طهران تتخذ عدة طرق للاتفاف على العقوبات الأمريكية من أجل بيع نفطها، لا سيما أن عائدات النفط والغاز تمثل مصدر الدخل الأساسي لها.

في ظل تصاعد التوترات بين “إسرائيل” وإيران، تزداد المخاوف الدولية من احتمال تصعيد عسكري مباشر قد يشمل استهداف منشآت النفط الإيرانية.

هذه المنشآت لا تشكل فقط جزءاً حيوياً من الاقتصاد الإيراني، بل من إمدادات الطاقة العالمية أيضاً؛ ما يعني أن أي هجوم على هذه المنشآت قد يسبب اضطرابات كبيرة في أسواق النفط.

هذا الأمر يثير المخاوف بشأن الاستقرار الاقتصادي العالمي جراء عدم استقرار أسواق النفط العالمية؛ حيث من المتوقع أن ترتفع الأسعار إلى جانب اضطرابات الإمدادات العالمية. 

وفي نوفمبر2018 فرضت الولايات المتحدة عقوبات على إيران شملت تصدير النفط، عندما انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اتفاقية وقعت في عام 2015 تهدف إلى وقف الطموح النووي الإيراني.

لكن طهران تتخذ عدة طرق للاتفاف على العقوبات الأمريكية من أجل بيع نفطها، لا سيما أن عائدات النفط والغاز تمثل مصدر الدخل الأساسي لها. 

صادرات النفط الإيراني

  • صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية: ارتفعت صادرات إيران من النفط أكثر من أي وقت مضى خلال السنوات الـ 6 الماضية، مما يمنح اقتصادها 35 مليار دولار سنوياً، وباعت ما متوسطه 1.56 مليون برميل يومياً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2024 إلى الصين. 

  • محسن منصوري نائب الرئيس الإيراني السابق: عائدات إيران من النفط زادت بمقدار 20% في 2023 رغم الحظر.

  • وكالة الطاقة الدولية قدرت إجمالي إيرادات إيران من مبيعات النفط في 2023 بأكثر من 54 مليار دولار.

  • وزير النفط الإيراني السابق جواد أوجي: نصدر النفط  إلى 15 دولة رغم العقوبات الأمريكية، وارتفعت إيرادات النفط والغاز والبتروكيماويات إلى 65 مليار دولار في السنة المالية الإيرانية المنتهية في 20 مارس 2024، مقارنة بـ30 مليار دولار عام 2020.

  • يشكل إنتاج إيران النفطي حالياً ما نسبته 3.1% من مجمل الطلب العالمي على الخام، البالغ قرابة 104 ملايين برميل يومياً.

مخاوف عالمية

وتترقب أسواق الطاقة بقلق شن “إسرائيل” هجوماً على أهداف حيوية نفطية لطهران، رداً على الهجوم الصاروخي الإيراني استهدفها مطلع الشهر الجاري.

تلك المخاوف أكدها الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال تصريح له في 3 أكتوبر الحالي، عندما قال إن “الولايات المتحدة تناقش هجمات محتملة على منشآت النفط الإيرانية مع إسرائيل”.

لكن ما أكدها هو تراجع صادرات النفط الخام الإيرانية بشكل حاد، وفقاً لـ”بيانات الناقلات”؛ بسبب التهديدات الإسرائيلية، حيث حُمّلت آخر شحنة نفط خام في 4 أكتوبر الحالي، ولم تُرصد سوى شحنة أخرى منذ 29 سبتمبرالماضي عندما تصاعد الصراع، بحسب “ستاندرد آند بورز كوميدتي”.

وكانت صور من الأقمار الاصطناعية أظهرت في 3 أكتوبر الحالي ناقلات تغادر جزيرة “خرج” أكبر محطة نفط خام في إيران، التي تتعامل مع نحو 90% من صادراتها.

نتائج استهداف النفط الإيراني 

ووفق توقعات كبرى المؤسسات المالية العالمية فإن أي ضربة إسرائيلية على قطاع النفط الإيراني سوف تؤدي إلى ما يلي:

  • بنك “غولدمان ساكس”: ستقفز أسعار النفط بمقدار 20 دولاراً للبرميل، إذا تعرضت الحقول النفطية في إيران لضربة من قبل “إسرائيل”.
  • مجموعة “سيتي غروب” الأمريكية: إذا ضربت “إسرائيل” منشآت النفط الإيرانية فإنها ستزيل نحو 1.5 مليون برميل نفط يومياً من الأسواق.
  • بنك “إيه.إن.زد”: إذا كانت الضربة قوية سيفقد السوق 3.7 مليون برميل يومياً، وإذا كانت أقل حدة، ستزيل نحو 300 إلى 400 ألف برميل يومياً من الأسواق.
  • بنك “باركليز”: يؤدي أي هجوم إسرائيلي على بنية النفط التحتية الإيرانية إلى ارتفاع أسعار النفط بما لا يقل عن 15 دولاراً للبرميل.
  • صحيفة “نيويورك تايمز”: ضرب منشآت النفط الإيرانية سيرفع أسعار النفط ما يؤدي لارتفاع أسعار المنتجات النفطية، وينتج عنه تراجع الاستثمارات والتوظيف والمشاريع التجارية، ويهدد بركود العديد من الاقتصادات.

بدوره يقول الخبير الاقتصادي نمر أبو كف لـ”الخليج أونلاين”:

  • هناك أكثر من سيناريو يعد له لضرب إيران الضربة الأولى للمفاعلات النووية الإيرانية والولايات المتحدة تدفع باتجاه ألا تقع هذه الضربة.

  • المرجح أن تعمد “إسرائيل” إلى السيناريو الثاني؛ وهو ضرب اقتصاد إيران من خلال استهداف مجمل ما يتعلق بالبترول الذي يعدّ عصب الاقتصاد الإيراني.

  • إيران تتخوف من ضرب ميناء خرج الذي يصدر أكثر من 61% من النفط الإيراني.

  • الضربة سواء كانت للآبار النفطية أو معامل ومصافي أوخطوط الإمداد أو وسائل التصدير، ستعمق أضرار اقتصاد إيران الذي يعاني من حظر أمريكي وأوروبي.

  • ستعاني إيران بعد الضربة من الحصول على العملة الصعبة، ما يشكل نقطة ألم كبير لإيران وتعميق أزمتها الاقتصادية.

  • إيران دولة تمتلك شبه الاعتماد على الذات وهي قادرة على ترميم ما يمكن استهدافه بمساعدة أصدقائها مثل الصين وروسيا، ولكن يتطلب ذلك وقتاً طويلاً خلاله سيشهد الاقتصاد الإيراني تراجعاً. 

  • قد تضطر إيران في حال وجود أي نوع من التعاون بين “إسرائيل” ودول الخليج في ضربها، إلى اتخاذ خطوات عدائية مثل إغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره معظم إنتاج الخليج من النفط والغاز، أو ربما تستهدف مصادر نفط خليجية.

  • في حال ردّت إيران على ضربها بهذه الوسائل ستتعمق مشكلة الطاقة في العالم، وقد يقفز سعر النفط إلى ما يزيد عن 100 بل ويصل إلى 150 دولار للبرميل.

  • دول الخليج قد تملك البدائل لتصدير النفط عبر باب المندب، ولكن تعاون إيران مع الحوثين سيكون عقبة بالتالي المشكلة تطال العالم جميعاً.

  • إذا لم تتأثر الدول الغربية من هذا الوضع فلا شك أن الصين ستكون المتأثر الأول، حتى إن لجأت بكين إلى دول تمتلك فائض للتعويض مثل السعودية والإمارات حيث إيران ستكون مصدر تهديد وتمنع ذلك.

  • قد تكون ردة فعل إيران ربما استهداف منصات الغاز الإسرائيلي في البحر الأبيض أو مصفاة حيفا أو مصافي التكرير الإسرائيلية؛ وهذا يعني أن “إسرائيل” ستعاني أشد المعاناة، وربما تستهدف إيران في ردها مواقع عسكرية إسرائيلية وبالتالي ستكون ردة فعل إيران أكبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى