قطر: الحملة الإسرائيلية على لبنان خرق للقانون الدولي
وزيرة الدولة القطري محمد الخليفي:
- العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان تمثل استهتاراً مقلقاً بالقانون الدولي.
- الإجراءات الإسرائيلية تتحدى المبادئ الأساسية للكرامة الإنسانية واحترام السيادة.
- الهجمات الإسرائيلية تتجاوز العمليات العسكرية البحتة، وتهدد سلامة أراضي لبنان واستقلاله السياسي.
أكدت دولة قطر اليوم الخميس، أن الحملة الإسرائيلية على لبنان تشكل خرقاً صارخاً للقانون الدولي، والذي يؤكد على ضرورة احترام الحدود الدولية، والحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية حقوق الإنسان وكرامة جميع الشعوب.
جاء ذلك في كلمة قطر التي ألقاها محمد بن عبدالعزيز الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، أمام المؤتمر الدولي من أجل دعم شعب لبنان وسيادته والذي احتضنته باريس اليوم الخميس.
وشدد الخليفي على أنه لا يمكن النظر إلى العمليات الأخيرة على طول الحدود بين لبنان و”إسرائيل” باعتبارها مجرد علميات عسكرية معزولة، بل إنها تمثل استهتاراً مقلقاً بالقانون الدولي.
كما تطرق الوزير القطري إلى التحديثات الجسيمة التي يواجهها لبنان على المستويات السياسية والاقتصادية والإنسانية، مؤكداً أن دولة قطر تقف بجانب شركاء لبنان والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمنظمات الرئيسية من جميع أنحاء العالم، لمواصلة دعم الشعب اللبناني.
تهديد سيادة لبنان
وأشار إلى أن الإجراءات الإسرائيلية تتحدى المبادئ الأساسية للكرامة الإنسانية واحترام السيادة، وتقوض الالتزامات المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي صُمم لتعزيز السلام والاستقرار في لبنان.
كما أكد على أن هذه الهجمات تتجاوز العمليات العسكرية البحتة، وتهدد سلامة أراضي لبنان واستقلاله السياسي، مضيفاً: “لا تهدد بجر المنطقة إلى حرب أوسع نطاقا فحسب، بل إنها تشكل عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار العالميين”.
ودعت قطر على لسان الوزير الخليفي، المجتمع الدولي إلى القيام بواجباته والإيفاء بها تجاه الخروقات المتصلة بالقانون الدولي، والدفع نحو اتخاذ إجراءات فعالة لخفض التصعيد، معرباً عن قلق قطر إزاء الأحداث الأخيرة التي تعرضت لها قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل”.
كما أشار إلى أن أي تصرفات من شأنها المساس بسلامة قوات حفظ السلام تثير قلقاً بالغاً ولابد من التعامل معها بأقصى قدر من الجدية، لافتاً إلى أن قطر أطلقت جسراً جوياً إلى لبنان، في إطار جهودها المستمرة لمعالجة الأزمة الإنسانية.
وأوضح أنه تم تسليم أكثر من 150 طناً من المساعدات، بما في ذلك المعدات الطبية والمواد الأساسية، بالإضافة إلى تعاون قطر مع فرنسا لإرسال مساعدات إنسانية مشتركة إلى لبنان.
الدعم القطري
وقال: “قدمت دولة قطر من خلال صندوق قطر للتنمية مساعدات للبنان والتزمت بها، شملت دعم عمليات القوات المسلحة اللبنانية، بالإضافة إلى دعم الوقود لمستشفى (الكرنتينا) بما يساعد في استمرار الخدمات الأساسية، وذلك بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين”.
وأكد على تأييد قطر الكامل الدعوة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار والتوصل إلى حل دبلوماسي لهذا الصراع، لافتاً إلى أنها ستستمر في دعم الجهود الرامية إلى ضمان العودة الآمنة للنازحين في لبنان إلى مساكنهم.
وجدد التزام قطر “بالتنسيق مع الشركاء الدوليين للتوصل إلى اتفاق دولي يعزز السلام والاستقرار في لبنان”، مؤكداً على دعم قطر للمؤسسات اللبنانية في جهودها الرامية إلى حماية سيادة وطنها وصون حقوق شعبها، كما شدد على ضرورة معالجة الفراغ السياسي الذي تشهده قطر.
دعوة فرنسية
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جدد خلال المؤتمر الذي تحتضنه باريس الدعوة إلى وقف إطلاق النار بسرعة، مؤكداً أن المؤتمر يهدف إلى تقديم الدعم للبنان لكي يخرج من محنته.
وحثّ ماكرون في كلمته “إسرائيل” على وقف الغارات على مختلف المناطق اللبنانية، وكذلك وجوب وقف هجمات “حزب الله” على “إسرائيل”، وتطبيق القرار 1701، وتحديد الأسس التي تسمح بسلام دائم على طول الخط الأزرق.
واتهم الرئيس الفرنسي إيران بدفع “حزب الله” لمواجهة “إسرائيل”، داعياً إلى وضع حد لحرب الآخرين على أرض لبنان، معرباً عن استعداد فرنسا للتنسيق من أجل دخول المساعدات إلى اللبنانيين. وحذر من تفاقم أزمة النزوح.
من جانبه جدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي تمسك لبنان بتنفيذ القرار الأممي 1701، لافتا إلى أنه “يبقى حجر الزاوية للأمن والاستقرار في الجنوب”.
ويشهد لبنان تصعيداً إسرائيلياً مستمراً منذ أواخر سبتمبر الماضي، حيث تسببت العمليات الإسرائيلية بجنوب البلاد في نزوح قرابة مليون و400 ألف مدني؛ فراراً من القتال والقصف.