الاخبار

قصة سان جيرمان مع الخليفي.. من رؤية جريئة إلى زعامة قارية

في ليلة مشبعة بالأحاسيس، وعلى وقع هتافات مدوية داخل ملعب “أليانز أرينا” في ميونيخ، عانق باريس سان جيرمان الحلم الذي طال انتظاره.

مساء السبت، 31 مايو 2025، تحوّل المشهد من مجرد مباراة نهائية إلى لحظة تاريخية ستبقى محفورة في ذاكرة كرة القدم، بعد أن اكتسح الفريق الفرنسي نظيره إنتر ميلان الإيطالي بخماسية نظيفة، متوجاً بلقبه الأول في دوري أبطال أوروبا، منذ تأسيسه عام 1970.

لكنّ هذا الإنجاز الأوروبي لم يولد في ليلة وضُحاها؛ فقد كان تتويجاً لمسار طويل من الطموحات والاستثمارات والرؤى.

البداية كانت في صيف 2011 حين قررت مجموعة “قطر للاستثمارات الرياضية” أن تراهن على نادي العاصمة الفرسية، لا لكونها مدينة ساحرة فحسب، بل عاصمة كروية تستحق مكانها في القمة.

في قلب هذا المشروع، يبرز اسم ناصر الخليفي؛ رجل لم يكتف بإدارة نادٍ، بل أعاد تعريف طموحه وحدوده.

بصفته رئيساً وواجهة للمشروع القطري، مضى الخليفي في طريقه بتخطيط دقيق ومنهجية رصينة، آمن خلالها بأن الإنجازات لا تُشترى، بل تُبنى.

واليوم، مع هذا التتويج القاري، لم يرفع باريس الكأس فقط، بل رفع أيضاً صورة نادي تحوّل إلى قوة كروية واقتصادية، تقف في صدارة كرة القدم الأوروبية بثقة وفخر.

بداية الطريق إلى قمة أوروبا؟

الخليفي، الرجل الذي قاد سان جيرمان للقب الأوروبي حصد ثمرة رؤية استراتيجية امتدت لسنوات، حيث قاد النادي برؤية استراتيجية وحنكة استثمارية جعلت من الفريق الفرنسي قوة ضاربة في كرة القدم الأوروبية.

يمكن معرفة طريق سير الخليفي من نقطة الانطلاق حتى الوصول إلى الطموح المنشود باستعراض أبرز النقاط التي أصدرتها وكالتا الإحصاء “ستاتيستا” و”ترانسفير ماركت” حيث تفيد أنه:

  • في صيف 2011، أصبح الخليفي رئيساً لباريس سان جيرمان بعد استحواذ شركته على 70% من أسهم النادي مقابل 50 مليون يورو.

  • بعد 6 أشهر، استكملت الشركة الاستحواذ على كامل النادي مقابل 50 مليون يورو إضافية.

  • في موسمه الأول، أنفق الخليفي 107 ملايين يورو للتعاقد مع أكثر من 10 لاعبين جدد.

  • استعاد النادي 9 ملايين يورو فقط من عمليات البيع ذلك الموسم.

  • 2.3 مليار يورو إجمالي ما أنفقه النادي على شراء اللاعبين منذ 14 عاماً.

  • 864 مليون يورو إجمالي عائدات بيع اللاعبين خلال نفس الفترة.

  • 3.32 مليار يورو إجمالي الرواتب المدفوعة للاعبين خلال 14 عاماً.

  • بعد رحيل ميسي، ونيمار، ومبابي، انخفضت الرواتب إلى 222 مليون يورو في الموسم الحالي.

  • قيمة باريس سان جيرمان في عام 2011 كانت 100 مليون يورو.

  • القيمة التقديرية للنادي وصلت إلى 4.25 مليارات يورو في عام 2025.

  • تُقدّر ثروة ناصر الخليفي اليوم بـ نحو 8 مليارات يورو.

استثمارات وتطوير

تحت قيادة الخليفي، حقق باريس سان جيرمان انتشاراً كبيراً، وجماهيرية حلّت في كل القارات، وبات النادي مرجعاً عالمياً من خلال شراكات مبتكرة (مثل الشراكة مع جوردن براند) التي تنقل هوية النادي لأرجاء العالم.

وتُشغل أكاديميات النادي الرياضية (في كرة القدم، كرة اليد، الجودو، والرياضات الإلكترونية) في 22 دولة، حيث يتلقى حوالي 45 ألف طفل تعليمهم الرياضي وتدريبهم سنوياً.

وتنتشر متاجر النادي حول العالم، وتُعنى مؤسسة باريس سان جيرمان بنشر قيم التفوق والتضامن والاحترام، حيث دعمت برامجها الإبداعية 300 ألف طفل وشاب منذ عام 2000.

ومع افتتاح مركز التدريب الجديد لموسم 2023-2024، والذي أنشأ منذ 2011 بمبلغ يزيد عن 300 مليون يورو، يسعى النادي لتطوير المواهب الشابة وتحويل المركز إلى محور تدريب أبطال المستقبل في منطقة إيل دو فرانس.

كل ما تقدم يوضح بشكل مختصر أن الإنجاز الكبير الذي حققه باريس سان جيرمان، لم يكن ليتحقق إذا ما استثنيت جهود الخليفي، إذ توضح الأرقام والإحصائيات والخطط، أن وقوفه خلف النادي السبب الأساس وراء تحقيق الحلم الذي يداعب مخيلة جميع نوادي أوروبا.

حققنا الحلم

بعد أن رفع لاعبو باريس سان جيرمان الكأس الأوروبية، أكد الخليفي، أن التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا جاء بعد سنوات طويلة من التخطيط والعمل الجاد.

وقال في حديثه لشبكة “بي إن سبورتس” القطرية: “انتظرنا هذا الإنجاز منذ بدء الاستثمار في النادي، وها نحن نحصد ثمرة 14 عاماً من العمل”، مبيناً أن “الفوز بخماسية في النهائي هو رسالة واضحة لكل من شكك في مشروعنا، ودليل على أننا نسير في الاتجاه الصحيح”.

وأضاف: “نمتلك فريقاً شاباً ومدرباً عبقرياً، واكتسبنا الخبرة اللازمة في هذه البطولة”، وتابع: “نحن نمثل فرنسا بفخر، وسعداء بأن نكون ثاني فريق فرنسي يتوج بهذه البطولة”.

وفي تأكيد صريح على التمكن والجاهزية قال الخليفي: “سندخل كأس العالم للأندية بثقة، وهدفنا أن نواصل كتابة التاريخ”، مشيراً إلى أن لقب أبطال أوروبا “ليس نهاية المشوار، بل بداية لمرحلة جديدة في مسيرة باريس سان جيرمان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى