الاخبار

ساعات قبل وقف النار… ترقب على وقع تصعيد “إسرائيل” للإبادة في غزة

تتجسد الأجواء في غزة قبل وقف إطلاق النار في صورة شعب مرهق من الحرب يحمل أملاً بعودة الهدوء

مع اقتراب دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في قطاع غزة صباح الأحد، سيطر الترقب والخوف على وجوه الغزيين الذين عاشوا شهوراً  طويلة من القتل والتعب، خاصة أن تلك اللحظات شهدت زيادة في وحشية جيش الاحتلال ضد المدنيين.

ويترقب سكان قطاع غزة اللحظات الأولى لتوقف القتل من أجل الانتقال إلى أوقات السكينة والاطمئنان، وعدم سماع صوت الانفجارات، وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، وانتهاء صور الشهداء والأطفال تحت الأنقاض.

وتتجسد الأجواء الأخيرة في غزة قبل وقف إطلاق النار في صورة شعب مرهق من الحرب، يحمل أملاً بعودة الهدوء ولو مؤقتاً.

سيدخل اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن، حيز التنفيذ الأحد 19 يناير الجاري الساعة الثامنة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي لغزة.

“العودة أهم انتصار”

وفي مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة التي يحتشد فيها مئات الآلاف من النازحين، يترقب النازح محمود الهسي الساعات التي سيتم فيها دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ من أجل العودة إلى مدينة رفح التي نزح منها في مايو الماضي.

وسيكون الهسي أمام منزله الذي لم يعرف مصيره بعد عند الأوقات الأولى لانتهاء الحرب، متجاهلاً الدعوات الصادرة عن الجهات الرسمية المحلية بالتريث لحين فتح الشوارع والتأكد من خلوها من أي مخلفات للاحتلال.

ويقول الهسي لـ”الخليج أونلاين” ودقات قلبه تكاد تسمعها من حالة الترقب والفرح: “اشتقت لمنزلي، لرفح، لحارتنا، للهدوء، والجلوس بين أشجار حديقتنا، أريد العودة وهدم الخيمة ولن أعيشه فيها ساعة واحدة بعد وقف الحرب”.

ويضيف الهسي: “نريد وقف حياة الذل في الخيمة، والبرد والذهاب إلى الدفء في منازلنا حتى لو كانت مدمرة، فالعيش فوق أنقاضها أجمل وأشرف لنا من حياة الخيام الصعبة التي كانت مأساة، وخوف، ولا خصوصية فيها”.

ويرى الهسي أن عودته إلى مسقط رأسه في رفح أهم انتصار تحقق بعد أيام الحرب الطويلة، رغم استشهاد عدد من أقاربه، وحياة النزوح الصعبة التي عاشها.

“حلم العودة للشمال يقترب”

في مكان آخر من المواصي، سيبقى النازح من شمال قطاع غزة، علاء العطار، في خيمته حتى اليوم السابع من الاتفاق وهو الوقت المسموح لسكان الشمال العودة مشياً على الأقدام عبر طريق الرشيد الساحلي.

في هذه اللحظات يمني العطار النفس أن ينام ويستفيق في اليوم السابع من أيام اتفاق وقف إطلاق النار حتى يعود إلى شمال قطاع غزة، ويهدم الخيمة التي عاشها فيها البرد، والخوف، والجوع.

ويقول العطار في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “اشتقت لشمال قطاع غزة، والعيش بهدوء، والنوم حتى الساعة الثامنة صباحاً وليس الاستيقاظ عند ساعات الفجر الأولى على أصوات القصف، وجراء شدة البرد داخل الخيمة”.

وسيبدأ العطار في الأوقات الأولى من وصوله لشمال قطاع غزة، تقبيل أرضها، وتجميع ما تبقى من مقتنيات وأحجار منزله، وبناء غرفة واحدة من الطين لإكمال حياتها إلى حين وصول المساعدات العاجلة للإيواء.

وسيصل العطار ومئات الآلاف إلى شمال قطاع غزة مشياً على الأقدام وفقاً لبنود الاتفاق، وهو أمر لن يؤثر أو يؤخر عودتهم، كونهم مشتاقون لأرضهم ومنازلهم، وجيرانهم.

أمير دولة قطر ورئيس مجلس الوزراء

“العيش فوق الركام”

في مكان آخر في قطاع غزة، كان محمد عويضة يتحدث مع جيرانه عن اعتزامه إزالة ركام منزله الذي دمره الاحتلال بقصف شرق مدينة خان يونس، لإيجاد مكان لإقامة خيمته والعيش فيها برفقة أطفاله.

ويقول عويضة لـ”الخليج أونلاين”: “ستشرق شمس يوم غد وسأكون أول الواصلين إلى منطقة سكني في شرق خان يونس وهي منطقة قريبة من السياج الفاصل من الأراضي المحتلة، سأعيش حياتي هناك وسأموت هناك”.

ويضيف: “انتظرت الوقت الذي يتم فيه الإعلان عن انهاء الحرب حتى أعود إلى منزلي فأنا كنت أعيش في الشارع خلال حياة النزوح، وكنا نرى الموت كل يوم من خلال القصف الذي كان لا يتوقف ليل ونهار”.

ولن ينتظر عويضة وصول المساعدات التي سترسلها المؤسسات الإغاثية الدولية للإيواء، وسيقوم بنقل خيمته من غرب خان يونس إلى منزله لإكمال الحياة التي كان يعيشها قبل السابع من أكتوبر 2023.

ويوضح أنه لن ينام ولو ليلة واحدة في خيمة النزوح، وسيعود عند الساعات الأولى لدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ برفقة أطفاله وزوجته.

وارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 46 ألفاً و899، وذلك من جراء الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر 2023، وقبيل دخول اتفاق وقف الحرب حيز التنفيذ صباح غد الأحد.

وقالت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، في تقريرها الإحصائي اليومي لعدد شهداء وجرحى العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم 470 على غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في القطاع، وصل منها إلى المستشفيات 23 شهيداً و83 إصابة، خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأضافت أنه من جراء المجازر الجديدة ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 46 ألفاً و899 شهيداً، و110 آلاف و725 إصابة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع.

كما لفتت إلى أنه “ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى