حققت قفزة نوعية.. التعلم المبكر خطة سعودية لتنمية شاملة
تساعد هذه البرامج في اكتشاف مواهب الأطفال وتوجيهها منذ سن مبكرة، مما يعزز من فرص نجاحهم في المستقبل.
تعكس الأرقام التي كشفت عنها السعودية أخيراً حول ارتفاع معدل مشاركة الأطفال ببرامج التعلم المبكرة، الاهتمام المتزايد من قبل الأسر والمؤسسات التعليمية بأهمية هذه المرحلة الأساسية في بناء شخصية الطفل السعودي وتنمية مهاراته.
تعدّ التنمية في مرحلة الطفولة المبكرة عملية متعددة الأبعاد؛ ينتج عنها لدى الطفل نمو تدريجي في المهارات والقدرات الحركية والإدراكية واللغوية والاجتماعية والعاطفية والتنظيمية خلال السنوات القليلة الأولى من الحياة.
تدرك السعودية أن برامج التعلم المبكرة تلعب دوراً حاسماً في تأسيس قاعدة قوية لنمو الطفل الفكري والعاطفي والاجتماعي؛ لذلك كانت تلك البرامج جزءاً أساسياً من رؤية المملكة 2030 التي تركز على تنمية رأس المال البشري باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة.
الهيئة العامة للإحصاء السعودية، كشفت في نشرة إحصاءات تنمية الطفولة المبكرة ورفاهية الطفل 2024، عن ارتفاع معدل مشاركة الأطفال ببرامج التعلم المبكرة.
ووفقاً لنتائج النشرة:
-
بلغت نسبة الأطفال بعمر 36 – 59 شهراً، الملتحقين ببرنامج تعليمي للطفولة المبكرة 9.54%.
-
شكل الذكور ما نسبته 10.68% مقارنة بـ 8.35% للإناث.
-
نسبة الأطفال بعمر 24 – 59 شهراً الذين يسيرون على المسار الصحيح في مجال الصحة والتعلم والرفاه النفسي والاجتماعي بلغت 82.33% في عام 2024.
-
بلغ معدل المشاركة في التعلُّم المنظَّم، قبل سنة واحدة من عمر الالتحاق الرسمي بالتعليم الابتدائي، 64.03%.
-
بلغت نسبة الأطفال بعمر 36-59 شهراً الذين يعيشون في بيئة منزلية إيجابية ومحفزة للتعلّم 82.90%.
-
ما نسبته 33.4% من الأطفال دون سن الخامسة يمتلكون كتاباً أو كتابين من كتب الأطفال.
-
ما نسبته 90.58% من الأطفال في عمر 5-7 سنوات يستخدمون أجهزة التقنية الرقمية يومياً.
اكتشاف المواهب
تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يشاركون في برامج التعلم المبكرة يكتسبون مهارات التفكير النقدي والتواصل والتعاون بشكل أفضل مقارنة بأقرانهم الذين لا يشاركون في مثل هذه البرامج.
وتساعد هذه البرامج في اكتشاف مواهب الأطفال وتوجيهها منذ سن مبكرة، مما يعزز من فرص نجاحهم في المستقبل.
في تقرير سابق دعت منظمة العمل الدولية الى “ضرورة الاستثمار في رعاية وتعليم الطفولة المبكرة”.
المنظمة أكدت أن تعليم الطفولة المبكرة، “لها دور في دعم المساواة بين الجنسين في عالم العمل، وتوليد العديد من فرص العمل، وزيادة فرص عمل المرأة، والمساهمة في مهننة هذا القطاع”.
وفق ما تذكر “المنصة الوطنية” فإن السعودية تعمل منذ تأسيسها على توفير الرعاية الاجتماعية لمواطنيها كافة على قدم المساواة، مبينة أن النظام الأساسي يعمل على تعزيز هذا الحق وحمايته.
وجاء في المادة العاشرة من النظام على أن الدولة تحرص على “توثيق أواصر الأسرة، والحفاظ على قيمها العربية والإسلامية، ورعاية جميع أفرادها، وتوفير الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم”.
ومن بين أبرز حقوق الطفل في الأنظمة والتدابير السعودية:
-
نظام حماية الطفل
-
نظام الأحداث
-
نظام الحماية من الإيذاء
-
نظام مكافحة جريمة التحرش
-
نظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص
بالإضافة إلى العديد من المؤسسات والمشاريع والبرامج التي تهدف إلى حماية حقوق الطفل وتعزيزها.
جودة التعليم
أولت الحكومة السعودية اهتماماً خاصاً بالطفولة وتعليم الأطفال من خلال إطلاق مبادرات وطنية تهدف إلى تحسين جودة التعليم في هذه المرحلة العمرية.
وفي يوليو 2024 أطلقت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، بالتعاون مع مؤسسة عبد القادر المهيدب الخيرية، مواصفات بيئة الطفولة المبكرة.
ويعدّ إطلاق المواصفات خطوة هامة نحو تطوير بيئة الطفولة المبكرة في المملكة، وتعزيز مستوى الخدمات المقدمة للأطفال وضمان حصولهم على أفضل الرعاية والتعليم في بيئة آمنة وصحية.
وبحسب الهيئة، مرت عملية تطوير المواصفة بثلاث مراحل رئيسية:
-
تحليل الوضع الراهن لبيئة الطفولة المبكرة في المملكة.
-
استخلاص أفضل الممارسات من المعايير الدولية والإقليمية.
-
تصميم الإطار العام وتطوير المعايير الوطنية.
وتهدف المواصفات إلى تحسين جودة البيئة التعليمية للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، وتعكس التزام المملكة بتقديم أفضل المعايير والممارسات العالمية والمحلية لضمان توفير بيئة آمنة وصحية لتنمية الأطفال وتعليمهم.
إدارة الطفولة المبكرة
من جانبها تعد وزارة التعليم أبرز الجهات الحاضنة للتعليم المبكر، ويبرز ذلك من خلال “الإدارة العامة للطفولة المبكرة” التابعة لوكالة التعليم العام.
بحسب الوزارة، يرتكز عمل إدارة الطفولة المبكرة على توفير خدمات تعليمية مميزة للأطفال (من سن 3 وحتى الصف الثالث الابتدائي) ومتابعة أداء مرحلة الطفولة المبكرة وفقاً للمؤشرات المعتمدة لتهيئة الطلبة للالتحاق بالتعليم الأساسي.
وفي أغسطس 2019 دشنت وزارة التعليم السعودية أكثر من ألف مدرسة لـ”الطفولة المبكرة”؛ بوصفها مشروعاً وطنياً لدعم وتحسين جودة التعليم في إطار “رؤية 2030”.
تطوير المهارات وتحفيز الإبداع
حول أهمية برامج التعلم المبكرة تقول المختصة النفسية د. تحرير الصافي لـ”الخليج أونلاين”:
-
أهمية التعليم عموماً للأطفال يترسخ بتنمية القدرات العقلية والحيوية.
-
التعليم المبكر هو الأساس في رحلته التعليمية ما بعد ذلك.
-
التعليم المبكر يوفر بيئة تعليمية تحفز النمو اللغوي والعاطفي والاجتماعي والذهني والجسدي للأطفال.
-
يطور التعليم المبكر مهارات التواصل الاجتماعي والمهارات اللغوية بالكتابة والقراءة بشكل أسهل وأسرع.
-
هذا التطوير يحفز العمل الجماعي والتعاون والتنافس وتحسين قدرات التركيز والانتباه وتطوير المهارات الحركية الدقيقة وتطوير التفكير الإبداعي والابتكاري.
-
يحسن التعليم المبكر الأداء الأكاديمي بتأقلم الأطفال مع بيئة المدرسة وبناء علاقة جيدة بين الأطفال والمعلمين بشكل أكثر تفاعلية.
-
يوفر التعليم المبكر فرصة في كشف مشكلات الاضطرابات النمائية لدى الأطفال الذين لديهم صعوبات التعلم.
-
يوفر فرصة في زيادة ثقة الطفل بنفسه والاعتماد على الذات وبناء شخصية متوازنة مستعدة للتعلم والحياة بشكل عام.