تصدرت نظيراتها في المنطقة.. كيف ارتفعت مكانة الجامعات الخليجية؟
ما التصنيف الذي ميز الجامعات الخليجية لعام 2025؟
تصنيف “تايمز هاير إديوكشن”.
كم عدد الجامعات الخليجية ضمن قائمة أفضل 500 جامعة؟
8 جامعات خليجية.
أحرزت الجامعات الخليجية خلال السنوات الأخيرة إنجازات لافتة في تصنيفات التعليم العالي العالمية، حيث نجحت هذه المؤسسات العلمية الصاعدة بتحقيق مراكز متقدمة.
ويرتبط هذا التقدم الطموح بتوجهات حكومية لدعم التعليم العالي وتوجيهه نحو بناء اقتصادات تعتمد على المعرفة والابتكار، وهو توجه مدعوم برؤى وطنية تركز على التنمية المستدامة وتنافسية الدول الخليجية عالمياً.
مكانة مرموقة
تؤكد التطورات التي شهدتها الجامعات الخليجية على أنها في طريقها لتصبح مراكز تعليمية مرموقة على المستوى العالمي، مدفوعة برؤى طموحة وخطط استراتيجية لدعم التعليم والبحث العلمي.
إذ أضحت الجامعات الخليجية في مصاف الجامعات العالمية، ما يعكس التزام دول الخليج ببناء مستقبل مستدام قائم على المعرفة والابتكار.
وحققت الجامعات الخليجية الصدارة في تصنيف “تايمز هاير إديوكشن” لعام 2025 لأفضل الجامعات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لعام 2024، حيث احتلت مراتب متقدمة بين المؤسسات الأكاديمية العالمية.
وجاءت جامعة قطر في المرتبة الرابعة إقليمياً، وضمن التصنيف (201-250) عالمياً، وفقاً لموقع “BBC عربي”.
وتصدرت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن القائمة في المنطقة، محققة المركز الـ176 عالمياً، مما يعد إنجازاً استثنائياً بتفوقها على الجامعات الأخرى في المملكة والخليج وتركيا وجنوب أفريقيا، ومنها جامعة كيب تاون، التي اعتادت على تصدر القائمة سابقاً.
وشملت المراكز المتقدمة أيضاً جامعة أبوظبي، التي حصلت على المرتبة الثانية إقليمياً و191 عالمياً، تليها جامعة خليفة الإماراتية أيضاً في المركز الثالث، وجامعة الملك سعود في السعودية بالمركز الخامس، ثم الجامعة الأمريكية اللبنانية في المرتبة السادسة، وجامعة الأمير محمد بن فهد في مدينة الظهران سابعاً، تليها جامعة الإمارات ثامناً، وجميعها ضمن التصنيف (251-300) عالمياً.
واحتلت جامعة الملك خالد السعودية المرتبة التاسعة، وجامعة الشارقة العاشرة، وكلاهما ضمن الفئة (301-350) عالمياً، بينما جاءت جامعة الملك عبد العزيز في المرتبة الحادية عشرة بين الجامعات الخليجية، مصنفة ضمن (351-400) عالمياً.
وعلى الصعيد العالمي، حافظت جامعة “أكسفورد” على مركزها كأفضل جامعة في العالم للعام التاسع على التوالي، بينما صعد معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى المركز الثاني، متجاوزاً “ستانفورد” التي تراجعت للمركز السادس.
ويشمل التصنيف أكثر من ألفي جامعة من 115 دولة، مستنداً إلى 18 مؤشراً رئيسياً تتوزع على خمس فئات تشمل التدريس، بيئة البحث، جودته، النظرة الدولية، والصناعة.
أسباب وعوامل
ويرى الباحث حارث سيف الخروصي، أن تقدم تصنيف الجامعة الخليجية يعود إلى الحوكمة التي تتبعها دول مجلس التعاون، فالحكومات تعمل على حوكمة المؤسسات وتطوير النظم والكوادر التي تعمل فيها.
ويضيف لـ”الخليج أونلاين” أن ارتفاع مستوى الدخل للجامعة الخليجية شجعها أيضاً على استقطاب الكفاءات العالمية التي تسعى للحصول على وظائف في دول الخليج لتأمين عائد جيد مقارنة باقي الجامعات، مما أدى الى رفع مستوى الجامعات.
ويبين الخروصي أن تقدم مكانة الجامعات الخليجية سيعزز مكانة الطالب الخليجي والمتخرجين من هذه الجامعات، كما سيحقق عائداً كبيراً على المستوى البعيد.
وأشار إلى أن “الاستثمار في البشر هو الاستثمار الحقيقي، حيث أن وجود الكفاءات في الدول الخليجية سوف يعزز أيضاً فرصها في المستقبل، ويشجعها على تخطي كثير من التحديات المستقبلية”.
بدورها توضح الأكاديمية والباحثة أ.د. فاطمة عباس سلمان، بأن هناك أسباباً عدة تؤهل الجامعة لبلوغ التصنيف العالمي، منها الاعتماد في التدريس على كوادر علمية ذات خبرة وكفاءة عالية وحملة ألقاب علمية، وكذلك اعتماد مناهج دراسية تطابق المناهج الدراسية للجامعات العالمية وتساير سوق العمل.
وتضيف لـ”الخليج أونلاين” أن “النشر الرصين وذو التأثير الواضح في الوسط البحثي للاكاديميين أيضاً ضمن مؤهلات الجامعات، حيث يكون البحث جهد علمي حقيقي لصاحبه، ويترك أثره واضحاً عند نشره”.
وتلفت إلى أن أهمية التعاون الأكاديمي مع الجامعات الرصينة والتبادل العلمي والمعرفي من خلال النشر المشترك والبحوث العملية، بهيئة مجموعات مشتركة وعقد المؤتمرات والورش العلمية المشتركة.
وتتابع: “حين تتحقق المعايير البحثية والتدريسية والتبادل العلمي والمعرفي في الاتجاه الصحيح والمناسب، سيبدأ ارتفاع مستوى توقع نتائج المخرجات العلمية لتلك الجامعات، لاسيما في حال انعكاس عطاء هذه المعايير بصورة تطبيقية في المجتمع، وهذا مطبق فعلاً في جامعات الخليج العربي”.
وترى الأكاديمية أن السمو العلمي للجامعات ليس مجرد تسلسل ورقم تصنيف، بل سينعكس على كافة جوانب الحياة في المجتمع، في مجالات الطب والعمران والمصانع والتكنولوجيا والنتاجات الأدبية والفكرية المعتمدة جميعها على مخرجات التعلم من تلك الجامعات.
وتؤكد بأن هذا التقدم سيكون له تأثير واضح وملموس في استقبال واستقطاب مخرجات الجامعات العلمية الرصينة في أي بلد كان.
اهتمام متزايد
يشهد قطاع التعليم العالي في دول الخليج نمواً متسارعاً سواءً من حيث الحجم أو جودة المخرجات، فقد بلغ عدد الجامعات الحكومية والخاصة في الدول الست الخليجية 229 جامعة، وفقاً لأحدث تقارير مؤسسة “مراجعة التعليم في آسيا” لعام 2024.
واستطاعت 8 جامعات خليجية الوصول إلى قائمة أفضل 500 جامعة على مستوى العالم، بحسب تصنيف “QS” العالمي للعام 2024، والذي يقيّم حوالي 1500 جامعة عالمية.
وحلت ثلاث جامعات سعودية في القائمة، إلى جانب 3 إماراتية، وجامعتين قطريتين، وكذا جامعة واحدة في سلطنة عُمان، بينما دخلت جامعات خليجية أخرى بقائمة أفضل 1000 في العالم.
وفيما يتعلق بجودة النظام التعليمي، أحرزت بعض دول الخليج مراكز متقدمة على الصعيدين العالمي والعربي، تزامناً مع جهودها لتعزيز بنيتها التعليمية واستكشاف تقنيات التعليم الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.
أما أعداد الطلاب الجامعيين في الخليج فلا توجد لها إحصائيات حديثة دقيقة، وآخر تقرير صادر عن مركز الإحصاء الخليجي الموحد في ديسمبر 2021، يشير إلى وجود حوالي 2.3 مليون طالب في الدول الخليجية الست.
وفي الإمارات، هناك 74 جامعة حكومية وخاصة، بالإضافة إلى “جامعة دبي الوطنية” التي تم تأسيسها حديثاً بميزانية أولية قدرها 1.23 مليار دولار، بهدف الوصول بها إلى قائمة أفضل 50 جامعة شابة عالمياً خلال العقد المقبل، وتقديم برامج أكاديمية تخصصية تدعم الإسهامات البحثية الوطنية.
قطر، من جهتها، احتلت مركزاً مرموقاً في تصنيفات جودة التعليم، فقد احتلت جامعة قطر المركز 173 عالمياً، فيما جاءت جامعة حمد بن خليفة في المركز 310.
وتمتلك قطر 32 جامعة وتعتبر من بين أفضل دول العالم في جودة النظام التعليمي، إذ حققت المركز الأول عربياً والرابع عالمياً في مؤشر جودة التعليم لعام 2020.
وفي الكويت، يوجد 17 جامعة خاصة وأهلية، وهي تعمل حالياً على تحديث نظام التعليم العالي لمواكبة التحولات العالمية في مجال المعلومات والنظم التعليمية.
كما تواصل سلطنة عُمان تنمية وتطوير قطاع التعليم العالي من خلال تحسين البنية التحتية وتعزيز جودة التعليم، ويبلغ عدد الجامعات العُمانية 28، مع تعداد طلابي بلغ 113,523 طالباً وطالبة وفقاً لإحصائيات عام 2020 – 2021.
أما البحرين، فتعكف على تعزيز سياساتها التعليمية لدعم خططها التنموية، وتضم 14 جامعة، حيث بلغ عدد الطلاب البحرينيين الملتحقين بها وفق إحصائية 2023 حوالي 11,197 طالباً، إلى جانب عدد من الطلاب من دول الخليج ودول أخرى.