تصاعد التطرف بـ”إسرائيل”… تحريض رسمي وشعبي ضد الفلسطينيين
تظهر كتابات الإسرائيليين ونخبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي الصحف التوجه الواضح للمجتمع اليهودي للتطرف
“لا تعودوا حتى تقتلوهم جميعاً” كان هذا منشور لناشطة إسرائيلية عبر حسابها على موقع “فيسبوك” تدعو فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى استمرار القتال ودمار في قطاع غزة وعدم التوقف.
تعكس هذه الجملة توجه المجتمع الإسرائيلي إلى التطرف والفاشية والدعوة إلى قتل الفلسطينيين، وهو ما أكدت نتائج استطلاعات رأي مختلفة أجرتها مراكز استطلاع إسرائيلية، وقنوات إخبارية عبرية.
وتظهر كتابات الإسرائيليين ونخبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الصحف، التوجه الواضح للمجتمع اليهودي للتطرف، والكراهية والحقد على الفلسطينيين بشكل خاص والعرب بشكل عام.
ومن مظاهر التطرف الإسرائيلي الشعبي هو ما قامت به عضو كنيست إسرائيلية في أغسطس الماضي، بزيارة للإرهابي الصهيوني عميرام بن أوليئيل، الذي ارتكب ثلاث جرائم قتل متعمد بحق أفراد عائلة دوابشة الفلسطينية، في قرية دوما في الضفة الغربية المحتلة، في العام 2015، وحرق الوالد والوالدة والطفل، ووصفته ببطل “إسرائيل”، وفق ما ذكر إعلام عبري.
وبعد السابع من أكتوبر 2023، أيضا رفعت في تل أبيب المدينة الليبرالية، التي تضم غالبية اليهود الغربيين الليبراليين لافتات ضخمة كتب فيها دعوة صريحة للقضاء وإبادة غزة.
كذلك، أظهرت نتائج استطلاع للرأي نشرته القناة “12” الإسرائيلية أن 44% من الإسرائيليين يرغبون في الاستيطان في قطاع غزة، في وقت تبين فيه أن 36% من العينة التي شملها الاستطلاع أصبحت تمتلك آراءً يمينية مقارنة بتلك التي كانت تؤمن بها قبل الـ 7 من أكتوبر من العام الماضي.
الاستطلاع الذي نشر في نوفمبر الماضي، وشمل إسرائيليين محسوبين على اليمين واليسار والوسط، أظهر زيادة وتيرة تحول الشارع الإسرائيلي نحو التطرف.
وأظهرت النتائج أن 44% من الإسرائيليين مع استئناف منظومة الاستيطان اليهودي في قطاع غزة، بينما أشار 39% أنهم لا يؤيدون تلك الخطوة، و13% فقط من مؤيدي كتلة نتنياهو يرفضون فكرة الاستيطان بغزة، بينما يرفضها 64% من مؤيدي الكتلة المعارضة له.
هذا التوجه للمجتمع الإسرائيلي، عبر عنه وزير الحرب الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، حين أوضح أنه لا يشعر بالقلق من التهديد الذي تشكله إيران وهجمات الفلسطينيين فحسب، بل أيضا من تصاعد التطرف في المجتمع الداخلي.
وأضاف غانتس، في لقاء مع الصحفيين وفق ما نقل عنه الموقع الإلكتروني لصحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية في نوفمبر الماضي: “لدينا جيش ممتاز ونظام أمني يتمتع بقدرات تشغيلية مذهلة”.
وقال: “لكن ما يزعجني حقا لا يتعلق بالأمن، بل بالتطرف في المجتمع الإسرائيلي، إن التطرف في المجتمع والحكومة يزعجني”.
وعلى الصعيد الرسمي، تعد حكومة بنيامين نتنياهو الحالية أشد الحكومات تطرفًا في تاريخ “إسرائيل”؛ إذ تضم أحزاب اليمين الفاشي والمتطرف بشقيه العلماني والديني، وهي: الليكود الذي ازداد تطرفاً وعنصرية في السنوات الأخيرة، والحزبان الدينيان الحريديان المتطرفان شاس و”يهدوت هتوراه”.
كما تضم ثلاثة أحزاب يمينية فاشية خاضت انتخابات الكنيست الأخيرة في قائمة انتخابية مشتركة، حملت اسم قائمة “الصهيونية الدينية”، وشملت حزب “الصهيونية الدينية” وحزب القوة اليهودية وحزب “نوعام”.
تطرف ملحوظ
ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي، أحمد موسى، أن مظاهر التطرف داخل المجتمع الإسرائيلي باتت واضحة وزادت بعد السابع من أكتوبر 2023، بشكل كبير خاصة بين صفوف اليساريين.
ويقول موسى في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “توجه المجتمع الإسرائيلي بشكل عام للتطرف ملاحظ في كتاباتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الشوارع، وعبر البرامج الحوارية للمحللين السياسيين والكتاب في القنوات المختلفة سواء اليسارية أو اليمنية”.
ويوضح موسى أن استطلاعات الرأي أيضا التي تخرج على فترات متقاربة تظهر حالة التطرف المخيفة بين المجتمع الإسرائيلي بكافة أطيافه وفئاته، خاصة فيما يتعلق باستمرار الحرب على قطاع غزة، وإعادة بناء المستوطنات، وقتل الفلسطينيين وتدمير منازلهم ومدنهم.
ويشير إلى أن أحد أهم أسباب وصول التطرف من الحكومة الإسرائيلية إلى المجتمع، يعود إلى التحريض المستمر من قادة الحكومة على قتل الفلسطينيين والعرب، وأحداث السابع من أكتوبر وما تابعها أيضا من تحريض لا يتوقف تجاه قطاع غزة.
ويلفت إلى أن التطرف الشعبي الإسرائيلي يؤثر على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، ويزيد من التحريض عليهم وإمكانية قتلهم في الشوارع، أو ذهاب الحكومة إلى فرض قوانين تعمل على ذلك.
ولا يستبعد المختص في الشأن الإسرائيلي أن تتشجع الحكومة اليمنية الإسرائيلية من وراء التطرف الشعبي إلى فرض السيادة اليهودية الكاملة على الضفة الغربية، وزيادة الاستيطان في أماكن مختلفة من الأراضي المحتلة.