تركيا.. “العمال الكردستاني” يعلن حل نفسه وإنهاء الصراع

يأتي هذا الإعلان تتويجاً لمسار طويل من التحولات داخل حزب العمال الكردستاني 

أعلن حزب العمال الكردستاني، صباح اليوم الإثنين، حل نفسه رسمياً وإنهاء الصراع المسلح مع تركيا منذ عقود.

وقال الحزب في بيانٍ له إن القراء جاء “استناداً إلى مقررات مؤتمره الثاني عشر الذي انعقد في مناطق الدفاع المشروع بين 5 و7 مايو الجاري، بدعوة من زعيمه المعتقل عبد الله أوجلان، الذي دعا إلى إنهاء العمل المسلح والاندماج في الحياة السياسية”.

ونقلت وكالة فرات للأنباء المقربة من الحزب أن المؤتمر انتهى بـ”قرارات ذات أهمية تاريخية”، تمهد لتحول جذري في مسار الحزب الذي خاض صراعاً مسلحاً ضد الدولة التركية منذ 1984. 

وأفادت وكالة أخرى مقربة من الحزب أن الأخير “أنجز مهمته التاريخية”، معتبرة أن المرحلة المقبلة تتطلب من الأحزاب السياسية الكردية تولّي مسؤولية تطوير الديمقراطية الكردية وضمان بناء أمة كردية ديمقراطية، مشدداً على الحاجة إلى “إعادة صياغة” العلاقات التركية الكردية دون كشف مزيد من التفاصيل.

ويأتي هذا الإعلان تتويجاً لمسار طويل من التحولات داخل الحزب، كان أبرزها رسالة وجّهها عبد الله أوجلان في فبراير الماضي عبر النائبة في حزب “ديم” باريفان بولدان، دعا فيها بشكل مباشر إلى حل الحزب، وإلقاء السلاح، والانتقال إلى العمل السياسي. 

وقال أوجلان في رسالته: “عليكم عقد مؤتمركم واتخاذ القرارات اللازمة للاندماج مع الدولة والمجتمع طواعية”، معتبراً أن هذه الخطوة باتت ضرورية لمواكبة تطورات العصر، ومضيفاً: “أبعث بتحياتي إلى كل من يؤمن بالعيش المشترك ويستجيب لندائي”.

وكان أوجلان قد أُعتقل قبل 26 عاماً في العاصمة الكينية نيروبي، ونُقل إلى تركيا في فبراير 1999، ليُحكم عليه بالسجن المؤبد ويُودَع في سجن خاص بجزيرة إمرلي. 

وكان قد أسس الحزب في سبعينيات القرن الماضي إلى جانب مجموعة من الطلبة والنشطاء، ونشط في جنوب شرق تركيا قبل أن يفر إلى سورية عام 1979، حيث نجا من الاعتقالات التي أعقبت انقلاب 1980. 

وبدأ الحزب نشاطه المسلح رسمياً عام 1984، وأحدث منذ ذلك الحين تأثيراً عميقاً في الداخل التركي ودوامة من العنف امتدت لعقود.