الاخبار

بين جهود الوساطة وتعنت “إسرائيل”.. غزة تنتظر تهدئة قبل العيد

تعمل كل من قطر، ومصر، والولايات المتحدة على تكثيف اتصالاتها مع الأطراف المعنية للضغط نحو هدنة إنسانية

تتواصل الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية للعودة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة مع اقتراب عيد الفطر، حيث تتزايد الضغوط لإنهاء التصعيد المستمر الذي خلف آلاف الضحايا وأوضاعاً إنسانية متدهورة.

ومع انخراط العديد من الأطراف في الوساطة، يبقى التساؤل مطروحاً حول إمكانية نجاح هذه المساعي في تحقيق هدنة قبل العيد.

تعمل كل من قطر ومصر والولايات المتحدة على تكثيف اتصالاتها مع الأطراف المعنية للضغط نحو هدنة إنسانية يمكن أن تؤدي إلى مفاوضات أكثر شمولاً، وتنهي المعاناة في قطاع غزة، وتوقف نزيف الدم.

طرحت مصر مقترحاً يتضمن جدولاً زمنياً لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل جدول زمني للانسحاب الإسرائيلي الكامل بضمانات أمريكية.

ونقلت وكالة “أسوشييتد برس” عن مصادر لم تسمها (الاثنين 24 مارس)، أن مصر قدمت مقترحاً جديداً قبل أيام يهدف إلى استئناف اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وبحسب الوكالة، يتضمن المقترح إفراج حركة “حماس” الفلسطينية عن خمسة أسرى على قيد الحياة، من بينهم مواطن أمريكي إسرائيلي، مقابل وقف إطلاق النار لمدة أسبوع، وسماح “إسرائيل” بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إضافة إلى إفراجها عن مئات الأسرى الفلسطينيين.

وذكرت الوكالة أن مسؤولاً في “حماس” أكد أن الحركة “ردت بإيجابية” على المقترح.

ويعد المقترح المصري الفرصة الأخيرة للتهدئة قبل عيد الفطر، لكن العقبات الإسرائيلية، وخاصة تعنت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، تحول دون التوصل إلى اتفاق.

عقبات تعترض الهدنة

في مطلع مارس 2025، انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق التي استمرت 42 يوماً، لتعاود دولة الاحتلال إغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية، بعد السماح بإدخال كمية محدودة منها خلال فترة وقف إطلاق النار.

وتتنصل حكومة بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ تسعى لإطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين دون الوفاء بالتزامات هذه المرحلة، ولا سيما إنهاء العدوان والانسحاب من غزة بشكل كامل، بينما أكدت “حماس” على التزامها الكامل ببنود الاتفاق.

منذ اليوم الأول لعودة العدوان يوم الثلاثاء 18 مارس الجاري، بلغت حصيلة الشهداء في قطاع غزة 792 شهيداً، و1.663 إصابة.

وارتفعت حصيلة الشهداء الإجمالية إلى 50.144 شهيداً و113.704 إصابات منذ السابع من أكتوبر 2023.

عقبات وفرص نجاح

الكاتب والمحلل السياسي أحمد موسى أكد أن فرص العودة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة قبل عيد الفطر ترتبط بحلحلة التعنت الإسرائيلي، وتوقف اشتراط الاحتلال ضمانات أمنية قوية لإطلاق سراح جنوده الأسرى لدى الفصائل الفلسطينية، وهو ما يعقد مسار المفاوضات.

يقول موسى في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “المقترح المصري الذي تم تسريبه عبر وسائل الإعلام، والذي سارعت حركة حماس للتأكيد على أنها ستتعامل معه بإيجابية، يعد الأمل الوحيد لسكان قطاع غزة بإنهاء معاناتهم ودخول العيد بدون دماء وقتل وحصار”.

وأشار إلى أن الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها “حماس”، تصر على وقف العدوان بشكل كامل، وإنهاء الحصار على غزة، وضمان عدم استئناف الهجمات بعد الهدنة، وهو ما يجعل التقدم في المفاوضات صعباً في ظل التعنت الإسرائيلي.

وأوضح أن ما يؤخر العودة للاتفاق هو الانقسام الدولي، حيث يؤدي تضارب المصالح بين بعض القوى الفاعلة إلى تعقيد الوصول إلى اتفاق سريع، خاصة مع موقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعمة لـ”إسرائيل” بشكل كامل.

ولفت إلى أن استمرار القصف والتصعيد العسكري قد يقوض فرص نجاح الجهود الدبلوماسية في الوقت المناسب.

السيناريوهات المحتملة

رغم سوداوية المشهد، إلا أن موسى يتوقع نجاح الوساطة في التوصل إلى هدنة قبل العيد، “فقد تنجح الجهود الدولية في إبرام اتفاق مؤقت يضمن وقف القتال خلال العيد، مع مفاوضات لاحقة لترتيب وقف طويل الأمد”.

وفي حال نجاح الوساطة، يقول موسى لـ”الخليج أونلاين”: “سيكون هناك اتفاق جزئي محدود، والتوصل إلى تفاهمات قصيرة المدى مثل السماح بدخول مساعدات إنسانية أو فتح معابر، دون وقف كامل لإطلاق النار”.

وأوضح أن نجاح الوساطة يبقى مرهوناً بمدى تجاوب الأطراف المعنية، والضغط الدولي المتزايد، والرغبة في إنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.

ويرى أنه في حال استمرار العقبات دون حلول، قد يستمر التصعيد الإسرائيلي لما بعد عيد الفطر، مما يزيد من تعقيد الوضع، ويتسبب في سقوط مئات الشهداء المدنيين في قطاع غزة، وزيادة الضغط على “حماس”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى