بعد لبنان.. هل يوسع جيش الاحتلال عملياته داخل سوريا؟
ما جديد التحركات الإسرائيلية داخل سوريا؟
- جيش الاحتلال أعلن تدمير مقرات ومواقع لحركة “الجهاد الإسلامي” في سوريا.
- قام جيش الاحتلال باستهداف جسوراً في القصير لمنع وصول الإمداداد لـ”حزب الله”.
- أنشأ حواجز ترابية على الحدود مع الجولان المحتل ونفذ توغلاً برياً في ريف القنيطرة.
طيلة 11 عاماَ مضت يقوم الجيش الإسرائيلي بقصف أهداف إيرانية داخل سوريا إلا أنه لم يكن يعلن ذلك رسمياً، لكن هذا الأمر تغير خلال الأشهر الماضية، حيث أصبح يتبنى عملياته العسكرية على أراضيها.
هذا التصعيد تزامن مع تحركات يقوم بها جيش الاحتلال داخل الأراضي السورية على طول الحدود شمال الأراضي المحتلة، وسط تكهنات حول ما إذا كانت “إسرائيل” على وشك توسيع عملياتها هناك.
كما تعتبر “إسرائيل” سوريا جبهة من الجبهات السبع التي تقاتل فيها حالياً، وسط اتهامات من تل أبيب لنظام بشار الأسد بتسهيل وصول الإمدادات العسكرية إلى “حزب الله” اللبناني، فهل تتسع عملياتها إلى سوريا بعد لبنان؟.
توغل بري رفيع
وكان لافتاً أن يقوم نائب رئيس أركان جيش الاحتلال اللواء أمير برعام، بالدخول إلى الأراضي السورية من جهة الجولان المحتل يوم الخميس (14 نوفمبر)، برفقة قائد فرقة 210 العميد يائير فلادي، وقيامه بتفقد الأعمال في السياج الحدودي الذي تبنيه “إسرائيل” حالياً.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية ودولية، أن برعام أكد خلال زيارته إلى أن “جبهة سوريا واحدة من 7 جبهات يتعامل معها الجيش الإسرائيلي بقوة”، في حين لم يصدر أي تعليق من قبل الجانب السوري على هذه الزيارة أو حول التحركات الإسرائيلية على طول الحدود.
وبحسب الإعلام العبري، فإن هذا التوغل الذي قام به نائب رئيس الأركان الإسرائيلي، يهدف إلى تعزيز أمن الحدود على جبهة الجولان، والتحديات على الحدود الشمالية.
ويوم الثلاثاء (12 نوفمبر) قالت قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بين القوات الإسرائيلية والسورية “يوندوف” إن جيش الاحتلال ارتكب انتهاكات جسيمة لاتفاقية وقف إطلاق النا من خلال الإنشاءات على طول ما يُسمى بالخط “ألفا”.
ومنذ سبتمبر الماضي يقوم الجيش الإسرائيلي ببناء “خط ألفا” الذي يفصل مرتفعات الجولان المحتلة عن سوريا، في خطة تمثل خرقاً لقواعد وقف إطلاق النار في المنطقة.
وفي النصف الأول من أكتوبر الماضي، قامت قوة عسكرية تتضمن دبابات وجرافتين، إسرائيليتين، بشق طريق ترابي في المنطقة الحدودية بالجولان المحتل، كما نفذت تلك القوة توغلاً محدوداً في ريف القنيطرة.
ضربات جوية
وأصبح أمراً اعتيادياً أن يقصف جيش الاحتلال أهدافاً في الأراضي السورية، لكنه هذه المرة أعلن رسمياً عن هجمات استهدفت ما أسماهاً مواقع ومقرات عدة لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية.
والخميس (14 نوفمبر)، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، إن الجيش الإسرائيلي دمر مباني عسكرية ومقرات لحركة الجهاد الإسلامي، في حي المزة بمدينة دمشق، ومنطقة قدسيا في ريف دمشق، في حين أكدت وسائل إعلام سورية، أن قرابة 20 شخصاً قتلوا في تلك الغارات.
والأربعاء (13 نوفمبر) هاجم جيش الاحتلال محاور تابعة للنظام السوري على الحدود اللبنانية السورية، قال إنها تُستخدم لنقل الأسلحة والذخيرة لـ”حزب الله” اللبناني.
وبحسب المصادر، فقد قصف جيش الاحتلال جسوراً على الحدود السورية اللبنانية، في منطقة القصير بريف حمص، في حين قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الغارات استهدفت “محاور تابعة للنظام السوري على الحدود بين سوريا ولبنان”.
سُبات أسدي
وبالرغم من تكثيف جيش الاحتلال من عملياته الجوية في سوريا ومؤخراً البرية على الشريط الحدودي، إلا أن النظام السوري حافظ على حالة السبات في التعاطي مع تلك الهجمات.
والتزم نظام بشار الأسد سياسة الحياد، بالرغم من الضربات العنيفة التي تلقاها حليفة الاستراتيجي “حزب الله” اللبناني، في لبنان، وبالرغم أيضاً من التبادل المحدود للقصف بين إيران و”إسرائيل” عبر الأراضي السوري.
وأثارت هذه السياسة غضباً في إيران، التي ساهمت إلى حد كبير في إبقاء نظام بشار الأسد خلال الثورة الشعبية، من خلال نشر عشرات الآلاف من المقاتلين، من الفصائل الشيعية الموالية لها في الأراضي السورية.
وفي هذا السياق، يرى الخبير العسكري العقيد إسماعيل أيوب، أن “الأجواء السورية، مسرحاً للطيران الإسرائيلي منذ أكثر من عقد، تحت إشراف الولايات المتحدة، وفي ظل غياب سلطة حاكمة في دمشق، قادرة على الدفاع عن سماء وأرض السوريين”.
وفيما يتعلق بالتحركات الأخيرة لجيش الاحتلال في سوريا قال أيوب في تصريح لـ”الخليج أونلاين”، أوضح أن هذه التحركات، مرتبطة بوجود التنظيمات المسلحة التي لها جذور وقواعد في سوريا، مثل الجهاد الإسلامي، و”حزب الله”، والمليشيات الإيرانية.
واستطرد قائلاً: “مؤكد أن إسرائيل خرقت خط الهدنة عدة مرات، وأقامت متاريس بين خط إلفا وبرافو، في ظل غياب دولة تستطيع الدفاع عن حدودها”، مشيراً إلى أن هذا “يغري الإسرائيليين كثيراً، ويدفعهم للتدخل إما عبر قوات برية، أو تحليق المروحيات، أو القصف الجوي والصاروخي”.
ويرى أيوب، أن النظام السوري، عاجز عن الرد على “إسرائيل”، مشيراً إلى أنه “نأى بنفسه حتى عن الشجب والتنديد، والاحتفاظ بحق الرد، لأنه يعلم أنه في حال رد على جيش الاحتلال، سوف تنهال عليه القنابل من الجو، وربما تخترق إسرائيل الحدود على جبهة الجولان، وتتوسع أكثر في ظل انهيار الجيش السوري، الذي لا يملك سلاح فعال”.
وأضاف: “النظام يعلم حجمه، ويعلم أن حرب مفتوحة مع إسرائيل، ربما ستضطرها إلى ضرب الرأس في قصر الشعب، وبالتالي هو يلتزم الصمت أمام كل الضربات، كما فعل حين قصفت إسرائيلي مواقع كانت بعيدة عن اجتماع بشار الأسد من لاريجاني 500 متر فقط” في إشارة لكبير مستشاري المرشد الإيراني علي لاريجاني الذي كان في دمشق يوم الخميس (14 نوفمبر).
وقال العقيد إسماعيل أيوب، في هذا السياق: “حتى لو كان النظام في هذه المرحلة يمتلك أسلحة تستطيع أن تحتك بالطيران الإسرائيلي، فإنه لن يستخدمها، حتى الصواريخ الكورية، أو صواريخ سكود، لأنه موجود أساساً لحماية إسرائيل، منذ اتفاقية الهدنة عام 1974، وبالتالي لن يكون هناك رد، حتى لو توغل جيش الاحتلال، وواصل قصفه كل يوم”.
وفيما يتعلق باحتمالات أن تتوغل “إسرائيل” أو تشن حرباً على سوريا، أشار أيوب إلى أنها في المرحلة الحالية، ليست بصدد احتلال أراضي، وإنما بصدد تدمير قدرات “حزب الله” و”حماس” و”الجهاد الإسلامي” التي تمتلك قواعد في دمشق، وبضوء أخضر أمريكي، وتحت أنظار النظام السوري.
واختتم أيوب حديثه بالقول: “النظام في دمشق، عبارة عن أداة موجودة لتنفيذ أجندة معينة، وأكثر نظام خائن في المنطقة، بالتالي لن يجرؤ على الرد، الجيش مهلهل فاسد، ويسرق رواتب العسكر، ولن يستطيع أن يرد، وتتحكم به الطائفة العلوية فقط”.