“بالعربي”.. مبادرة قطرية جديدة لإبراز أهمية اللغة العربية

تعد قطر من الدول الرائدة في دعم اللغة والثقافة العربية من خلال مجموعة من المشاريع والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز الهوية العربية والارتقاء بالمحتوى العربي في مختلف المجالات.
تواصل دولة قطر دعم الثقافة العربية؛ وهذه المرة من مبادرة جديدة بعنوان “بالعربي”، أطلقتها في قمة شارك فيها أكثر من 800 شخص ما بين 20 و21 أبريل الجاري.
وحظيت القمة بدعم من مؤسسات ثقافية وتعليمية، أبرزها مركز مناظرات قطر، ومكتبة قطر الوطنية، ومؤسسة قطر الدولية، ومؤسسة محمد بن سلمان “مسك” السعودية، وإذاعة “صوت”، والديوان، وجامعة حمد بن خليفة، ومنتدى الشرق، وعربي كويست، ومجموعة سرد، و”الجزيرة 360”.
وعن القمة قالت الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر ومؤسسة التعليم فوق الجميع، في تغريدة لها: “انطلاقاً من إيماننا بأهمية حفاظنا على لغتنا العربية وهويتنا الثقافية، أطلقت مؤسسة قطر مبادرة (بالعربي)، التي تهدف إلى جمع المبدعين وأصحاب الأفكار الملهمة الناطقين باللغة العربية في مكان واحد وتتيح الفرصة لتحفيزهم على الإبداع بلغتهم الأم”.
نقاش غني
وشهدت القمة نقاشاً أدبياً غنياً، ومشاركات نوعية، وعروضاً فنية تفاعلية، حيث أكد المدير التنفيذي للتنمية والشراكات بمؤسسة “مسك” تركي السجان، على أهمية الشراكة الثقافية بين المؤسسات العربية في تمكين الشباب واللغة.
وأوضح، في تصريح لموقع “إندبندنت عربية” السعودي: “تأتي مشاركتنا امتداداً لرسالتنا في تمكين الشباب وتعزيز دورهم في بناء مجتمعاتهم”.
كما اعتبر أن “القمة تمثل مساحة عربية ملهمة، ووجودنا فيها يتيح لنا التفاعل مع شباب من مختلف أنحاء العالم العربي، واستعراض تجارب الجمعيات غير الربحية التي استفادت من برامجنا”.
وأضاف أيضاً أن “الملتقيات مثل (بالعربي) تلعب دوراً محورياً في بناء الوعي المشترك بين الشباب العربي، وتعزز من الشعور بالانتماء إلى هوية واحدة تتجاوز الحدود الجغرافية، هي ليست فقط منصات حوار، بل مساحات لبناء شبكات التعاون، وتبادل التجارب، وتوليد أفكار جديدة”.
وفي هذا السياق، قال أحد متحدثي القمة ومؤسس أكاديمية “كاملكود” عبد الواحد زينل: “إن المبادرة تأتي لنشر الوعي بأهمية تعزيز الحضور الرقمي للغتنا”، معبراً عن أمله في أن “تكون هذه الخطوة بداية انطلاقة حقيقية نحو تحقيق هذا الهدف”.
وبحسب قناة “الجزيرة” القطرية، قدّم الدكتور براء السراج من سوريا، قراءة نفسية اجتماعية لمفهوم الصدمة الثقافية في جلسة “عوامل امتصاص الصدمة”، بينما استعرضت شوق العلوي من البحرين تجربتها عن علاقة المهنة بالهوية.
كما قدمت الدكتورة عميدة شعلان من اليمن قراءة نسوية للتاريخ العربي في جلسة “إرث حفيدة ملكة سبأ”، في حين شدد الدكتور ليث علاونة من الأردن على أهمية التمسك باللغة والثقافة في مواجهة التحديات الرقمية.
وجرى خلال فعاليات القمة مناقشة منصة “فنار” كنموذج ذكاء اصطناعي توليدي باللغة العربية تم تطويره من قبل “معهد قطر لبحوث الحوسبة” في جامعة حمد بن خليفة.
وأكد الدكتور محمد الطباخ، العالم الرئيسي في “معهد قطر لبحوث الحوسبة”، أن “هذا المشروع يهدف إلى تعزيز استخدام اللغة العربية والحفاظ عليها في عصر الذكاء الاصطناعي”.
وأضاف: “مع ظهور تقنية (تشات جي بي تي) في عام 2022، كان من الواضح أنها ستُحدث تأثيراً هائلاً في مختلف المجالات، سواء في الطب، أو التعليم، أو الصحة، أو القضاء، أو الإعلام”، مشيراً إلى أن “هذه التقنية تميزت عن كل ما سبقها بقدرتها التوليدية وطبيعتها التفاعلية”.
جهود قطرية
وتعد قطر من الدول الرائدة في دعم اللغة والثقافة العربية من خلال مجموعة من المشاريع والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز الهوية العربية والارتقاء بالمحتوى العربي في مختلف المجالات، ومن أبرزها:
مشروع “فنار”
- هو نموذج ذكاء اصطناعي توليدي باللغة العربية، تم تطويره من قبل معهد قطر لبحوث الحوسبة في جامعة حمد بن خليفة.
- يهدف المشروع إلى تعزيز استخدام اللغة العربية والحفاظ عليها في عصر الذكاء الاصطناعي، ويمثل إنجازاً متقدماً في هذا المجال.
“فصاحة”
- مشروع أطلقته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي القطرية لدعم اللغة العربية في المدارس الخاصة.
- يتضمن المشروع مسابقة سنوية تهدف إلى تعزيز مكانة اللغة العربية وترسيخها في العملية التعليمية، وتشجيع الطلاب على التميز في استخدامها.
مبادرة “لسانياتكم
- مبادرة أطلقها الملتقى القطري للمؤلفين بهدف تسليط الضوء على اللغة العربية في الحياة المعاصرة، وكيف أنها صالحة لزماننا وبيئتنا.
مهرجان “الضاد”
- يعتبر أكبر مهرجان تفاعلي للغة العربية في العالم العربي، ويقام بتنظيم من المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا”.
- يهدف إلى تعزيز مكانة اللغة العربية من خلال فعاليات ثقافية، وورش عمل، وأنشطة تعليمية تستهدف جميع الفئات العمرية.