اليحيا: قمة الخليج وأوروبا حدث تاريخي بمسار العلاقات
اليحيا: القمة “لم تكن مجرد مناسبة لتبادل وجهات النظر، بل كانت خطوة عملية نحو تعميق التعاون السياسي والأمني والاقتصادي بين الجانبين”
أشاد وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا بالنتائج الإيجابية والملموسة، التي تمخضت عن القمة الخليجية الأوروبية التي عقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل، يوم أمس الأربعاء.
ووصف الوزير الكويتي في تصريحٍ لوكالة الأنباء الكويتية “كونا”، اليوم الخميس، القمة بـ”الحدث التاريخي في مسار العلاقات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي”، مشيراً إلى أنها وضعت أساساً قوياً لمرحلة جديدة من التعاون المثمر بين الجانبين وبشكل عزز مكانتهما على الساحة الدولية”.
كما أكد أن القمة “لم تكن مجرد مناسبة لتبادل وجهات النظر، بل كانت خطوة عملية نحو تعميق التعاون السياسي والأمني والاقتصادي بين الجانبين، في ظل ما يشهده العالم من تطورات إقليمية ودولية وتحولات جذرية على مختلف الصعد”.
وأوضح أن انعقاد هذه القمة جاء “في توقيت حساس تطلب معه مناقشة ملفات حيوية؛ أبرزها قضايا الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والتي تستوجب من الجانبين العمل بتنسيق أشمل لضمان تهدئة الأوضاع وتجنب التصعيد”.
وحول التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان ذكر أن الجانب الأوروبي أبدى اهتماماً خاصاً بمسألة وقف إطلاق النار في غزة، وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان، مشيراً إلى أنه هو ما يعكس التزام الجانب الأوروبي بدوره كطرف فاعل في تعزيز جهود الأمن والاستقرار.
وأكد أن “استمرار العنف دون حل سياسي عادل سيبقي المنطقة في حالة من عدم الاستقرار المستمر، ومبيناً أن الحلول لا يمكن أن تكون أحادية الجانب، بل يجب أن تعتمد على شراكة قوية واستراتيجيات منسقة لمعالجة جذور الأزمات ومنع تصاعدها”.
وفي ما يتعلق بالملفات الاقتصادية مع الخليج، أوضح اليحيا أن القمة “أظهرت وعياً مشتركاً بضرورة تكثيف الجهود لتطوير شراكة اقتصادية قوية ومستدامة، وشدد على أن التنسيق بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي يجب أن يمتد إلى قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا والابتكار، والاقتصاد الرقمي، والاستدامة البيئية، والطاقة المتجددة، باعتبارها المجالات التي ستحكم شكل الاقتصاد العالمي في المستقبل”.
وأشار وزير الخارجية إلى أنه تم الاتفاق على عقد الاجتماع الوزاري المقبل للجانبين في دورته الـ29 بدولة الكويت في عام 2025، معرباً عن ثقته بأن هذا الاجتماع سيكون محطة أخرى لتعزيز التعاون الخليجي الأوروبي.
وتهدف القمة إلى تتويج 25 عاماً من التعاون بين الكتلتين، شهدت خلالها تكثيف الحوار والاهتمام المتبادل لتعزيز العلاقات في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية.
وخلال افتتاح القمة شدد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال على أهمية طرح “شراكة شاملة وأقوى بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي من أجل تحقيق رخاء الشعوب”.
كما اعتبر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم البديوي، أن القمة “محطة انطلاقة إضافية لتعميق التعاون والشراكة بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي”.