الاخبار

المطارات المائية بالسعودية… بوابة للسياحة ودعم الاقتصاد الأخضر

– 5 مطارات مائية جديدة ضمن مشروع البحر الأحمر لتعزيز السياحة
– “فلاي رد سي” أول شركة طيران مائي في المملكة برحلات جوية وبحرية
– أسطول من 4 طائرات مائية سيتوسع تدريجياً ليصل إلى 20 طائرة بحلول 2030

تعتبر المطارات المائية حلاً فعالاً لربط المناطق النائية والمناطق الساحلية بالجزر والمناطق الداخلية، في العديد من الدول حول العالم، حيث تُستخدم الطائرات المائية كوسيلة نقل أساسية في بعض الأحيان، وتساعد على تعزيز السياحة المحلية والحركة التجارية.

والمطارات المائية مرافق خاصة للطائرات التي تهبط وتقلع من المياه بدلاً من المدارج التقليدية، يتم استخدامها عادة في المناطق الساحلية والجزر التي يصعب الوصول إليها بالطيران التقليدي، مما يوفر وسيلة نقل سريعة وآمنة.

5 مطارات مائية

على الرغم من المشاريع الضخمة التي تطلقها المملكة، فإن البعد البيئي لا يزال حاضراً بقوة، حيث تعتمد المملكة على تطوير البنية التحتية المائية بشكل مستدام، مع التركيز على تقليل البصمة الكربونية وتحسين كفاءة استخدام الموارد المائية، ومشاريع البنية التحتية، بما في ذلك المطارات المائية، تندرج ضمن توجهات المملكة لتحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الأخضر​.

وتستعد المملكة لإنشاء خمسة مطارات مائية تابعة لمشروع شركة البحر الأحمر الدولية، وهي مطارات: جزيرة أمهات، جزيرة لاحق، جزيرة شيبارة، جزيرة عقبات، وجزيرة ثول، كما أنها في صدد إنشاء 3 مهابط في قرية الموظفين، وجزيرة شيبارة وجزيرة أمهات.

وتمت الموافقة على إنشاء ثلاثة مهابط للطائرات في كل من مدينة الملك فهد الطبية، ووادي أعشار في العلا، ومشروع تروجينا في نيوم.

كما صُرح بإنشاء خمسة مهابط مؤقتة تشمل مهبطين لفعالية الفورميلا 1 في جدة، ومهبط الفرسان التابع للهيئة الملكية في العلا، ومهبط لتجربة الطيران بالطائرات الكهربائية ذات الإقلاع العمودي في نيوم، بالإضافة إلى مهبط رأس الخير. 

وقد تم تنظيم 37 ورشة عمل للجهات المالكة للمهابط لتوضيح متطلبات ونماذج اللائحة التنفيذية الخاصة بسلامة الطيران

وصرّحت الهيئة لمطارين هما مطار البحر الأحمر ونادي الطيران السعودي في الثمامة، وتعمل حالياً على إصدار تصريح لمطار آخر وهو مطار أمالا التنفيذي، كما تجري دراسة ومراجعة طلبين لإنشاء مطار الملك عبدالله الجديد في جازان ونادي الطيران السعودي في الرس.

وتهدف هذه المبادرة إلى تحسين البنية التحتية للنقل وتعزيز السياحة، لا سيما في المناطق الساحلية والجزر التي تتمتع بطبيعة خلابة، حيث يعد هذا النوع من المطارات ابتكاراً فريداً في المنطقة، وسيضع السعودية في مقدمة الدول التي تقدم هذه الخدمة في الشرق الأوسط.

هذه المناطق الجغرافية تُعد ذات جاذبية سياحية عالمية، والمطارات المائية ستساهم في تحسين الوصول إليها بسهولة ودون الحاجة إلى وسائل النقل البرية التقليدية التي قد تكون محدودة في بعض الحالات.

1

أهمية سياحية واقتصادية

ويقول الباحث الدكتور حبيب الهادي، إن لمشاريع المطارات المائية التي تعمل عليها السعودية أهمية كبيرة، لاسيما في البحر الأحمر، حيث صرحت قبل سنوات قليلة بإنشاء أول هذه المطارات في الجزر البحر الأحمر، وذلك بهدف دعم القطاع السياحي.

ويشير في حديثه مع “الخليج أونلاين” إلى أن من أولويات رؤية المملكة 2030 تعزيز القطاع السياحي وتطوير بناه التحتية، إذ يعد من القطاعات الواعدة والداعمة للاقتصاد الوطني، حيث تتميز بتنوع البيئات والمناخات بسبب امتدادها على خطوط دوائر عرض متنوعة.

ويبيّن الهادي أن المملكة تتمتع بمناطق شاسعة، لذا تحتاج إلى المطارات المائية والمطارات العادية، بحيث أنها تقرّب من هذا التباعد بين المناطق، كالمطلة على البحر الأحمر والمطلة على الخليج، وعلى حدود اليمن جنوباً، وعلى حدود الأردن والعراق شمالاً.

ويؤكد الباحث الخليجي على أن هذه المشاريع تدعم الحراك السياحي في المملكة، ولهذه المطارات دور كبير في دعم كبير تطوير المناطق الساحلية وتطويرها وجلب الاستثمارات إليها، فضلاً عن دعم المشاريع السياحية التي تقام في تلك المناطق لتنعش الاقتصاد السعودي.

ويرى الهادي أن تجربة المملكة في مجال الطيران المائي تعد تجربة فريدة ومبكرة ومثيرة على مستوى المنطقة، حيث بإمكانها أن تجعل المملكة في مصاف الدول التي تتمتع بالسياح البحرية والسياحة المائية.

الأول من نوعه

كانت المملكة قد أعلنت عن إطلاق أول مطار مائي في أكتوبر من عام 2023، حيث حصل على الترخيص التشغيلي لجزيرة “أمهات”، بعد استيفاء المطار كافة المتطلبات المنصوص عليها في اللوائح التنفيذية للهيئة العامة للطيران المدني المتعلقة بسلامة الطيران.

وحصلت شركة “فلاي رد سي”، التابعة لمجموعة البحر الأحمر الدولية وأول مشغل للطائرات المائية في السعودية، على شهادة “مشغل جوي” (AOC) من الهيئة العامة للطيران المدني، بالإضافة إلى ترخيص تقديم خدمات التشغيل الأمنية في المطار المائي.

وقام رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، عبد العزيز الدعيلج، في أكتوبر 2023، بتسليم الرخصة التشغيلية للمطار المائي في جزيرة “أمهات” إلى الرئيس التنفيذي للبحر الأحمر الدولية، جون باغانو، وذلك بحضور الأميرة هيفاء بنت محمد بن سعود، نائب وزير السياحة، والدكتور فهد تونسي، أمين مجلس إدارة البحر الأحمر الدولية، ضمن فعالية في وجهة البحر الأحمر.

وأكد الدعيلج في حينها أن منح الرخصة الأولى لمطار مائي يعكس الجهود المستمرة التي تبذلها الهيئة العامة للطيران المدني لدعم بيئة استثمارية جاذبة في المملكة، ولتلبية احتياجات المشروعات الكبرى المدرجة ضمن “رؤية 2030″، بما في ذلك مشروعات وجهة البحر الأحمر.

وستقوم الشركة بنقل الزوار عبر الجو والمياه إلى المنتجعات المتفرقة بين جزر وجهة البحر الأحمر، بما في ذلك منتجع “سانت ريجيس البحر الأحمر” ومنتجع “نجومه، ريتز-كارلتون ريزيرف”.

وفي السياق ذاته، أعلنت شركة البحر الأحمر الدولية، في أكتوبر 2023، المطورة لمشروعي “البحر الأحمر” و”أمالا”، عن إطلاق “فلاي رد سي” كأول شركة طيران مائي في المملكة العربية السعودية.

وتأتي هذه الشركة الجديدة كأول شركة طائرات مائية في السعودية، حيث ستوفر خدمات نقل جوية وبحرية للزوار إلى المنتجعات الموزعة على جزر وجهة البحر الأحمر، بما في ذلك منتجعات مثل “سانت ريجيس البحر الأحمر” و”نجومه، ريتز-كارلتون ريزيرف”.

ويتألف الأسطول المبدئي لشركة “فلاي رد سي”، الذي يديره فريق متخصص في الطيران، من 4 طائرات مائية من طراز (Cessna Caravan 208)، ومن المخطط أن يشهد الأسطول توسعاً تدريجياً ليتماشى مع مراحل تطوير المشروع، ليصل إلى 9 طائرات مائية بحلول عام 2028، ثم 20 طائرة بحلول عام 2030.

وسيكون “مطار البحر الأحمر الدولي” المحطة الأساسية لعمليات “فلاي رد سي”، والذي يضم مدرجاً خاصاً للطائرات المائية متصلاً مباشرة بالمطار، بالإضافة إلى صالة خاصة بالزوار.

وتتميز الطائرات بقدرتها على استيعاب طيار وما يصل إلى 6 ركاب بأمتعتهم، لتنقلهم إلى المنتجعات الواقعة على الجزر، كما يمكنها أيضاً حمل 9 ركاب للقيام بجولات جوية للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى