«الأونروا» تدعو لـ «بضع ساعات» هدنة في شمال غزة
شعبان بلال (غزة وكالات)
دعت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس، إلى هدنة مؤقتة للسماح للسكان بمغادرة مناطق شمال غزة، وسط تحذيرات من تفاقم سوء الأوضاع الإنسانية في القطاع خلال فصل الشتاء.
وقال فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا: «إن الوضع الإنساني وصل إلى مرحلة رهيبة»، مشيراً إلى أن الجثث ملقاة على جوانب الطرق أو مدفونة تحت الأنقاض.
وأضاف في بيان على منصة «إكس»: «الناس في شمال غزة ينتظرون الموت وحسب، يشعرون بفقدان الأمل وبالوحدة»، داعياً إلى هدنة على الفور، حتى ولو لبضع ساعات، لتوفير ممر إنساني آمن للعائلات التي ترغب في مغادرة المنطقة والوصول إلى أماكن أكثر أمناً.
وتزامنت الدعوة مع وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل؛ بحثاً عن سبل لإحياء محاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير بلينكن حث إسرائيل خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ضرورة إنهاء الصراع في غزة، وتعزيز المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
في الأثناء، حذر المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، هشام مهنا، من أن فصل الشتاء ينذر بكوارث أخرى تفاقم من سوء الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، حيث ما زال المدنيون في شمال القطاع يعانون تكرار النزوح وعدم الاستقرار في منازلهم، وهناك أعداد كبيرة عالقة وسط القصف المتواصل، وتضيف الظروف الجوية المتطرفة المتوقعة المزيد من المشكلات والخطر.
ولفت مهنا في تصريح لـ«الاتحاد» إلى أن نحو 345 ألف فلسطيني سيواجهون جوعاً كارثياً هذا الشتاء في غزة بعد تراجع إيصال المساعدات، محذراً من خطر المجاعة في أنحاء القطاع، وبحسب تقييم أعدته وكالات أممية ومنظمات غير حكومية، فإن هذا العدد يأتي بالمقارنة مع 133 ألف شخص مصنّفين حالياً على أنهم يعانون انعداماً كارثياً للأمن الغذائي.
وأفادت تقارير أممية بأن التراجع الحاد مؤخراً في دخول المساعدات سيحد بشكل كبير من قدرة العائلات على إطعام أفرادها، والوصول إلى السلع والخدمات الأساسية خلال الأشهر المقبلة، إلا إذا حدث تحوّل إيجابي في الأوضاع.
وطالب مهنا بضرورة وضع حد لتدهور الأوضاع الإنسانية، ولتغيير وتيرة الدعم وزيادته واستمراريته مع اتخاذ التدابير الأمنية للفرق الإنسانية، حتى يصل هذا الدعم إلى مختلف مناطق القطاع، وللجميع في الخيام أو مدارس اللجوء.
وشدد على ضرورة أن يشتمل هذا الدعم على كل الاحتياجات من المستلزمات الطبية والأدوية والخيام وأدوات النظافة والوقاية من البرد، والأغذية والوقود وقطع غيار المولدات بالمستشفيات ومضخات الصرف الصحي، وغيرها.
واستنكر متحدث الصليب الأحمر من الاستمرار في الرهان على قدرة المدنيين في مواجهة هذه التحديات، مشدداً على أن هؤلاء الأشخاص محميون بموجب القانون الدولي الإنساني – ويجب اتخاذ جميع التدابير الممكنة لضمان عدم إلحاق الأذى بهم، ويبقى الحق لكل نازح بالعودة إلى دياره بأمان.
في غضون ذلك، توقع تقييم للأمم المتحدة تضاعف نسبة الفقر في الأراضي الفلسطينية لتصل إلى 74.3% هذا العام. وقال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر، أمس، إن «العواقب المباشرة للحرب هائلة، ليس فقط من حيث تدمير البنى التحتية، ولكن أيضاً من حيث الفقر وفقدان سبل العيش»، مضيفاً: «يتضح من هذا التقييم أن مستوى الدمار قد أعاد دولة فلسطين عدة سنوات، إن لم يكن عقوداً، إلى الوراء في مجال التنمية». وأضاف البرنامج أن الحرب على غزة تسببت في محو التنمية التي تمت في قطاع غزة على مدار 69 عاماً.
وقدر التقييم الجديد الذي نشره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، أن يرتفع معدل الفقر في قطاع غزة والضفة الغربية إلى 74.3 % في العام 2024، مقارنة مع 38.8 % نهاية العام 2023، ليبلغ إجمالي عدد الفقراء 4.1 مليون شخص، بينهم 2.61 مليون شخص صنفوا فقراء حديثاً.