اعترافات صادمة: جيش الاحتلال استخدم مدنيين دروعاً بشرية بغزة

“حماس” تعتبر ما أوردته وكالة “أسوشيتد برس” دليلاً دامغاً على ارتكاب “إسرائيل” جرائم حرب ممنهجة بحق المدنيين
كشفت شهادات لمعتقلين فلسطينيين وضباط وجنود من جيش الاحتلال، أن القوات الإسرائيلية كانت تستخدم المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية بشكل ممنهج خلال عملياتها في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية عن 7 فلسطينيين قولهم إنهم أُجبروا على تنفيذ مهام خطرة، من بينها دخول منازل ومباني يُشتبه بوجود أنفاق أو مسلحين فيها، بينما يقف الجنود خلفهم.
وقال أحدهم إنه ارتدى زياً عسكرياً ووُضعت كاميرا على جبينه لتصوير الأماكن المستهدفة، تحت تهديد القتل، مشيراً إلى أنه تنقل بين وحدات عسكرية مختلفة خلال أسبوعين ونصف من الاحتجاز شمال غزة.
من جانبها قالت فلسطينية من مخيم جنين، إن جنود الاحتلال اقتحموا منزلها وأجبروها على تفتيش شقق وتصويرها، رغم توسلاتها بالعودة إلى طفلها الرضيع، في حين قال أحد الشهود: “كنت خائفاً أن يقتلوني وألا أرى أطفالي مجدداً”.
ونقلت الوكالة عن ضابط إسرائيلي – لم يكشف عن هويته – قوله إن هذه الأوامر كانت تصدر غالباً من قيادات عسكرية عليا، مضيفاً أن كل كتيبة ميدانية تقريباً اتبعت هذه الأساليب.
كما تحدث جنديان إسرائيليان للوكالة عن ممارسات مشابهة، مؤكدَين أن استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية بات أمراً شائعاً، وأشارا إلى استخدام مصطلحات مهينة في وصفهم.
من جانبها، قالت منظمة “كسر الصمت” الإسرائيلية، التي تنشر شهادات جنود حول انتهاكات الجيش، إن ما يجري لا يمثل حوادث فردية، بل يعكس “انهياراً أخلاقياً ممنهجاً” داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
في المقابل، زعم جيش الاحتلال أنه “يحظر استخدام المدنيين دروعاً بشرية”، معترفاً بأنه يحقق في بعض الحالات دون تقديم تفاصيل.
بدورها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، ما ورد في تقرير “أسوشيتد برس” دليلاً دامغاً على ارتكاب “إسرائيل” جرائم حرب ممنهجة بحق المدنيين، داعية المجتمع الدولي إلى كسر صمته ومحاسبة الاحتلال على هذه الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي الإنساني.
وأوضحت الحركة أن الاعترافات التي نشرتها الوكالة، لا تمثل حوادث فردية، بل “يكشف عن سياسة منهجية مدروسة، تعكس الانهيار الأخلاقي والمؤسسي في صفوف هذا الجيش الإرهابي”.
وسبق أن تداول ناشطون على ووسائل إعلام عبرية، مقاطع فيديو تظهر جيش الاحتلال وهم يستخدمون مدنيين في غزة دروعاً بشرية في مناطق العمليات.
ومنذ قرابة 20 شهراً يرتكب جيش الاحتلال جرائم إبادة بحق المدنيين في قطاع غزة، وسط عجز دولي عن وقف الإبادة، وإنهاء معاناة سكان القطاع.