“أبراج الخليج”.. رموز الطموح المعماري والابتكار الهندسي
هذه النوع من العمارة ليست فقط هياكل عمرانية، بل هي قصص تحكي عن طموحات المنطقة ورؤيتها المستقبلية.
تعد منطقة الخليج العربي واحدة من أسرع المناطق نمواً في العالم من حيث التطور العمراني والهندسي، حيث شهدت على مدى العقود الماضية، بروز العديد من الأبراج المعمارية الفريدة التي أصبحت رمزاً للتطور والتقدم التكنولوجي.
من برج الفيصلية الذي كان البداية لرياض حديثة، إلى برج جدة الذي يسعى لتحدي الأرقام القياسية العالمية، وصولاً إلى أبراج البحرين التي تعكس النمو المالي للمنطقة، فإن هذه الأبراج تمثل واجهة مشرقة لمستقبل الهندسة المعمارية في الخليج، حتى باتت قصص نجاح ليس فقط على مستوى الهندسة المعمارية بل على مستوى التقدم الاقتصادي والريادة العالمية.
وفي أحدث الخطوات المعمارية تعتزم شركة “RCR Arquitectes” المعمارية الإسبانية إنشاء برج جديد فريد من نوعه في إمارة دبي، سيضفي طابعاً معمارياً مميزاً للمدينة التي تستقطب ملايين السياح والمستثمرين من حول العالم.
وبحسب ما ذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، اليوم الثلاثاء، فإن مواصفات برج “موربا فيل” الجديد الذي سيتم الانتهاء من بنائه بحلول عام 2028 هي:
-
سيكون عرضه 22 متراً فقط، وهو ما يماثل حجم شقة واحدة.
-
سيصل ارتفاعه إلى 380 متراً.
-
سيضم 73 طابقاً تتكون من 131 شقة، تتراوح بين غرفتين و5 غرف.
-
سيقام البرج على ضفاف قناة دبي في وسط المدينة على طول شارع الشيخ زايد.
-
ستشغل كل شقة عرض المبنى بالكامل، وستكون على غرار المنازل العربية التقليدية، مع فناء داخلي يحتوي على “ظلال ونباتات”.
-
سيضم البرج مجموعة كبيرة من وسائل الترفيه والراحة، مثل منتجع صحي ضخم ومطعم ومعرض وقاعة سينما.
-
تبدأ الأسعار من 18 مليون درهم (نحو 4.9 ملايين دولار) للشقة الواحدة.
هذا النوع من العمارة ليست فقط هياكل عمرانية، بل هي قصص تحكي عن طموحات المنطقة ورؤيتها المستقبلية فكيف بدأت وأين وصلت؟.
برج خليفة
كان بناء برج خليفة جزءاً من رؤية دبي لتحويل نفسها إلى مركز عالمي للسياحة والأعمال، استغرق تشييد البرج ست سنوات حتى افتتح عام 2010 وهو الأعلى في العالم بارتفاع 828 متراً، وهو يجمع بين الطراز الإسلامي التقليدي والحداثة المعمارية.
تم تصميم البرج ليكون مستداماً ويقلل من استهلاك الطاقة، وذلك باستخدام تقنيات حديثة مثل استرجاع مياه التكييف واستخدام الزجاج العاكس للطاقة الشمسية، وهو أيقونة تعكس الطموح الذي لا حدود له لدبي، وتم بناؤه ليكون مركزًا لأعمال ومساكن فاخرة.
أبراج الكويت
تمثل أبراج الكويت نقلة نوعية في العمارة الخليجية، وتعد من أوائل الأبراج التي تم بناؤها في المنطقة وجرى افتتاحها في العام 1979.
تتكون الأبراج من ثلاث هياكل رئيسية ويبلغ ارتفاع البرج الرئيسي 187 متراً، وهي رمز للحداثة والانفتاح الاقتصادي والثقافي الذي شهده الكويت في فترة السبعينيات.
هذه الأبراج تمزج بين الجمالية والوظيفية، حيث يستخدم البرج الرئيسي كمطعم ومنصة مراقبة، بينما يعمل البرج الثاني كخزان مياه.
برج المملكة
برج المملكة يُعد أحد أهم معالم الرياض الحديثة ويعكس تحول المملكة إلى محور مالي وتجاري، افتتاح في العام 2002 وبارتفاع 302م.
يمتاز بتصميمه الفريد الذي يحتوي على فتحة علوية تميز البرج عن غيره، وهو ما أكسبه شهرة عالمية. الفتحة العلوية هي إحدى الميزات التي تم تصميمها لتوفير الانسيابية مع الرياح والتهوية الجيدة.
البرج يحتوي أيضاً، على مركز تسوق ومكاتب فاخرة بالإضافة إلى فندق، وهو أحد رموز النهضة المعمارية في المملكة.
برج الحمراء
برج الحمراء يُعتبر أطول برج ناطحة سحاب في الكويت ويتميز بتصميمه الملتوي الفريد، بالارتفاع: 414 متراً وجرى افتتاحه عام 2011.
تم تصميم البرج بشكل مبتكر لتقليل تأثير أشعة الشمس على المبنى، حيث تغطي الزاوية المتدرجة جزءًا من الواجهة الزجاجية لتقليل استهلاك الطاقة وتوفير الراحة الداخلية، ويعكس البرج رؤية الكويت المعمارية الحديثة ويعتبر رمزاً للتقدم في التصميم المعماري.
برج العرب
يعد برج العرب من أكثر الأبراج شهرة في العالم بفضل تصميمه الفريد الذي يشبه الشراع، يبلغ ارتفاعه 321 متر وجرى افتتاحه عام 1999.
يرمز هذا البرج إلى الطموح الكبير لدبي في أن تكون وجهة سياحية عالمية، وقد بُني البرج على جزيرة صناعية وهو يعتبر أحد أفخم الفنادق في العالم.
واستخدام الزجاج والخرسانة والفولاذ في التصميم يعطي إحساساً بالحداثة والرقي، مع الحفاظ على الاتصال بالتراث البحري لدبي.
برج الدوحة
يعرف برج الدوحة بتصميمه العصري الذي يتحدى الأعراف التقليدية لناطحات السحاب، فالتصميم الخارجي للبرج مستوحى من المشربية الإسلامية التقليدية التي تساعد في توفير الظل وتقليل الحرارة، مما يجعله مثالاً رائعاً على المزج بين العمارة التقليدية والتكنولوجيا الحديثة.
كما يعكس هذا البرج التزام قطر بالتقدم المعماري مع الحفاظ على تراثها الثقافي، يبلغ ارتفاعه 238 متر وجرى افتتاحه عام 2012.
أبراج البحرين
تعد أبراج البحرين المالية أو (البرجان التؤام) جزء من مشروع حضري كبير في المنامة العاصمة الاقتصادية للبحرين افتتح عام 2008.
تتكون الأبراج من برجين توأمين يربطهما مركز تسوق فاخر بصل ارتفاعهما إلى 240 متراً، بالإضافة إلى مكاتب ومناطق أعمال فاخرة، وما يميز هذه الأبراج هو موقعها المميز المطل على خليج البحرين، حيث أصبحت رمزًا للازدهار المالي والاقتصادي للمملكة.
كما يُعد أحد جوانب الابتكار في أبراج البحرين، هو الاعتماد على التصميم الذي يسهم في تعزيز الاستدامة البيئية.
وتم تصميم الأبراج بشكل يسمح بتقليل استهلاك الطاقة وتعظيم الفوائد البيئية من خلال الزجاج العازل وتقنيات التهوية الطبيعية.
برج الفيصلية
يعد برج الفيصلية من أبرز معالم الرياض وأول ناطحة سحاب تم بناؤها في العاصمة السعودية، بارتفاع 267 متراً وجرى افتتاحه عام 2000.
يتميز البرج بتصميمه الفريد الذي يأخذ شكل هرم مستدق، تعلوه كرة زجاجية ضخمة تميز البرج عن غيره، كما يضم فندقًا فخمًا ومكاتب تجارية ومركزًا تجاريًا يضم العديد من المتاجر الفاخرة.
من التقنيات المبتكرة التي يضمها الكرة الزجاجية التي تعلو البرج فهي ليست مجرد عنصر جمالي؛ فقد تم تصميمها لتقليل التوهج الشمسي وتحسين توزيع الإضاءة.
كما أن التصميم الهندسي يأخذ في الاعتبار الرياح الصحراوية القوية وحرارة المناخ السعودي، مما يعزز الاستدامة الطاقية للبرج.
برج جدة
يعد برج جدة (الذي كان يُعرف سابقًا باسم برج المملكة في جدة) مشروعًا طموحًا يُتوقع أن يكون أطول برج في العالم عند اكتماله، حيث سيصل ارتفاعه إلى كيلومتر واحد (1000 متر).
ويقع البرج في منطقة تطوير حديثة بشمال جدة على الساحل، وهو جزء من مشروع متكامل يهدف إلى تحويل المنطقة إلى مركز للأعمال والسياحة. البرج سيكون متعدد الاستخدامات، يضم فنادق ومساكن فاخرة بالإضافة إلى مكاتب ومرافق تجارية.
كما يُعتبر برج جدة أيقونة للابتكار في الهندسة المعمارية، حيث يتطلب تصميم برج بهذه الارتفاعات تقنيات خاصة لمقاومة الرياح وقوة الجاذبية.
وتم الاعتماد على تصميم متعدد الطبقات لتحسين ثبات البرج وتقليل تأثير الرياح القوية في جدة، وتم توظيف تقنيات حديثة في التهوية وتقليل استهلاك الطاقة، بما في ذلك استخدام الزجاج العازل والأنظمة الذكية لإدارة المباني.
ورغم التحديات الاقتصادية التي أخرت المشروع، إلا أن اكتمال البرج سيجعل جدة على خريطة العمارة العالمية.
وفي (2 أكتوبر 2024) أعلنت شركة “جدة” الاقتصادية، توقيع اتفاقية استكمال أعمال الإنشاءات لبرج شركة جدة، مع مجموعة “بن لادن” السعودية بقيمة إجمالية نحو 7.2 مليارات ريال (1.9 مليار دولار).
وقال الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة شركة “المملكة القابضة” في تصريح لصحيفة “الاقتصادية” على هامش توقيع الاتفاقية: “إن العمل على استكمال بناء برج جدة سيبدأ من اليوم، والانتهاء منه بعد 3 سنوات ونصف”.
وتبلغ القيمة الإجمالية للاتفاقية نحو 7.2 مليارات ريال (1.9 مليار دولار)، بفترة تنفيذ تصل إلى 42 شهراً.
وسيكون “برج جدة” الأعلى في العالم، بارتفاع يبلغ 1000 متر، لينهي هيمنة “برج خليفة” في دبي (828 متراً)، وقد تم الانتهاء من تشييد 63 طابقاً من إجمالي 157 طابقاً.