مقالات

ما هي مراتب الدين الثلاثة بالترتيب

جدول المحتويات

ما هي مراتب الدين الثلاثة بالترتيب، فالدين الإسلامي ينقسم إلى مراتب كما أخبرت بذلك الشريعة الإسلامية، وتلك المراتب تتدرّج حسب أهميتها في هذا الدين، وكلّ واحدة منها تنقسم إلى عدة أقسام أيضًا، وفي هذا المقال سوف يتوقف موقع لبيان ماهيّة تلك المراتب وعددها بالترتيب الذي ورد في الأحاديث النبوية الشريفة المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ما هي مراتب الدين الثلاثة بالترتيب

إنّ مراتب الدين الثلاثة بالترتيب هي: الإسلام، والإيمان، والإحسان، وقد وردت هذه المراتب في الحديث الصحيح الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه، فيقول: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ، فأتَاهُ جِبْرِيلُ فَقالَ: ما الإيمَانُ؟ قالَ: الإيمَانُ أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ ومَلَائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، وبِلِقَائِهِ، ورُسُلِهِ وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ. قالَ: ما الإسْلَامُ؟ قالَ: الإسْلَامُ: أنْ تَعْبُدَ اللهَ، ولَا تُشْرِكَ به شيئًا، وتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ، وتَصُومَ رَمَضَانَ. قالَ: ما الإحْسَانُ؟ قالَ: أنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ”،[1] وتفصيل ذلك كما يأتي:

الإسلام

الإسلام هو الاستسلام والانقياد لله تعالى، وله خمسة أركان جاءت في الحديث الصحيح الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ”،[2] وتفصيل تلك الأركان كما يأتي:[3]

  • الشهادتان: وتعني الإقرار بألوهية الله سبحانه وتعالى وبأنّ محمّدًا صلى الله عليه وسلم نبيّه ورسوله.
  • الصلاة: وذلك من خلال أداء الصلوات الخمس المفروضة على كل مسلم بالغ عاقل، سواء كان ذكرًا أم أنثى.
  • الزكاة: وهي إنفاق المال إذا بلغ حد النصاب، ولها شروط كثيرة موضحة في كتب الفقه الإسلامي، وهي قرينة الصلاة في كتاب الله تعالى.
  • صوم رمضان: وهو الصيام المفروض على المسلمين خلال شهر رمضان المبارك.
  • الحج: ويعني أداء فريضة الحج خلال وقت معيّن في شهر ذي الحجة، وهو للمستطيع فقط، وله شروط مفصّلة في كتب الفقه الإسلامي.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة التغابن بهذا الاسم

الإيمان

الإيمان هو التصديق بالغيب كما يعرّفه بعض علماء الفقه الإسلامي، وقد ورد تعريفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يقول فيه: “أنْ تُؤْمِنَ باللهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ”،[4] وأركانه ستة كما في الحديث الشريف، وهي:[5]

  • الإيمان بالله تعالى: وهو التَّصديقُ والإقرارُ بوُجودِه سُبحانَه، وأنَّه تَعالَى مَوصوفٌ بصِفاتِ الجَلالِ والكَمالِ، ومُنزَّهٌ عن صِفاتِ النَّقصِ وغير ذلك مما أمرت به الشريعة الغرّاء.
  • الإيمان بالملائكة: والإيمانُ بهِم يَكونُ باعتِقادِ وُجودِهم على الصِّفةِ التي خلَقَهمُ اللهُ تعالى عليها، وأنَّهم خَلقٌ عَظيمٌ من خَلقِ اللهِ تَعالَى، خلَقَهم من نُورٍ، وأنَّهم عَبيدٌ لله وليسوا بمَعبودينَ وغير ذلك.
  • الإيمان بالكتب السماوية: والكتب السماوية كثيرة منها القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والزبور والصحف المنزلة على إبراهيم وموسى عليهما السلام، والإيمانُ بها يَستلزِمُ التَّصديقَ بأنَّها كلامُ اللهِ تَعالَى، وأنَّها مُنزَّلةٌ من عِندِه، وأنَّ ما تَضمَّنَته ممَّا لم يُحرَّف أو يُبدَّل حقٌّ، وأنَّ اللهَ أنزَلَ القُرآنَ العَظيمَ حاكمًا على هذه الكُتُبِ ونحو ذلك.
  • الإيمان بالرسل والأنبياء: وهو الإيمانُ بأنَّ اللهَ تَعالَى بَعَثَ إلى خَلقِه رُسُلًا مِنَ البَشَرِ يَدعونَهم إلى عِبادةِ اللهِ وَحدَه، ويَشمَلُ ذلكَ الإيمانَ بالأنبياءِ والمُرسَلينَ جميعًا، وعدم التفريق بينَ أحدٍ منهم، وأنَّ خاتَمَهم مُحمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنَّ اللهَ أرسَلَه إلى النَّاسِ جَميعًا.
  • الإيمان باليوم الآخر: ومَعناهُ التَّصديقُ بيَومِ القيامةِ، وجَميعِ ما اشتملَ عليه؛ منَ البَعثِ بعدَ الموتِ، والحشرِ والحسابِ، والميزانِ والصِّراطِ، والجَنَّةِ والنَّارِ وغير ذلك.
  • الإيمان بالقدر: والقدر عِلمُ اللهِ الأزَليُّ المُحيطُ بِمَقاديرِ الأشياءِ وأحوالِها كما يعبر عنه علماء الشريعة الإسلامية، فينبغي للمسلم أن يؤمن إيمانًا كامِلًا بأنَّ جَميعَ الأمُورِ خيرِها وشَرِّها، حُلوِها ومُرِّها، نَفعِها وضَرِّها؛ بِقَضاءِ اللهِ تعالى وقَدَرِه، وإرَادتِه وأمرِه، وأن يؤمن بأنَّ اللهَ تَعالَى قد يسَّرَ كُلَّ مخلوقٍ لِمَا خُلِقَ له.

شاهد أيضًا: كم عدد مجموع سنوات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم

الإحسان

وقد عرّف النبي صلى الله عليه وسلم الإحسان بأنّه “أنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ”،[1] فهو إذًا ينقسم قسمين: أن يعبد المسلمُ اللهَ تعالى كأنّه يراه، والقسم الثاني هو أن يعبد الله فإن لم يكن يراه فإنّه يرى العبد، ونِهايةُ مَقامِ الإحسانِ: أن يَعبُدَ المُؤمِنُ ربَّه كأنَّه يَراه بقَلبِه؛ فيَكونَ مُستحضِرًا ببَصيرتِه وفِكرتِه لهذا المَقامِ؛ فإن عَجَزَ عنه وشقَّ عليه انتقَلَ إلى مَقامٍ آخَرَ، وهو أن يَعبُدَ اللهَ على أنَّ اللهَ تَعالَى يَراه ويَطَّلِعُ على سِرِّه وعَلانيتِه، ولا يَخفى عليه شَيءٌ من أمرِه، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: كم عدد درجات الجنة وما هي أسماؤها

ماهي أعلى مراتب الدين

إنّ أعلى مراتب الدين هي مرتبة الإحسان، وقد امتدح الله تعالى المحسنين من عباده في آيات كثيرة من القرآن الكريم، ومن ذلك قوله تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}،[7] وقوله: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}،[8] وقوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}،[9] والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة الجمعة

أعلى مراتب الإيمان

إنّ أعلى درجات الإيمان كما قال علماء الفقه هي مرتبة اليقين، “لأنه إيمان لا شك معه ولا تردُّد، بأن تتيقن ما غاب عنك كما تشاهد ما حضر بين يديك على حد سواء، فإذا صار ما أخبر الله به من الغيب فيما يتعلق بالله وأسمائه وصفاته وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر بمنزلة المشاهَد، فهذا هو كمال اليقين، وحق اليقين”، والله أعلم.[10]

شاهد أيضًا: كم كان عدد المسلمين في غزوة بدر

وإلى هنا يكون قد تم مقال ما هي مراتب الدين الثلاثة بالترتيب بعد الوقوف على حقيقة هذه المراتب الثلاث، وبعد معرفة أعلى تلك المراتب في الدين والدليل عليها، وكذلك الوقوف على أعلى مراتب الإيمان.

المراجع

  1. ^صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، رقم الحديث: 50، حديث صحيح.
  2. ^صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عمر، رقم الحديث: 8، حديث صحيح.
  3. ^shamela.ws , موسوعة الفقه الإسلامي التويجري , 03/06/2022
  4. ^صحيح مسلم , مسلم، عمر بن الخطاب، رقم الحديث: 8، حديث صحيح.
  5. ^shamela.ws , موسوعة الفقه الإسلامي التويجري , 03/06/2022
  6. ^shamela.ws , موسوعة الفقه الإسلامي التويجري ص439 440 , 03/06/2022
  7. ^سورة الأعراف , الآية: 56
  8. ^سورة الرحمن , الآية: 60
  9. ^سورة النساء , الآية: 125
  10. ^aleman.com , مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة , 03/06/2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى