مقال عن صلاة الجمعة كامل العناصر
جدول المحتويات
مقال عن صلاة الجمعة كامل العناصر هو ما سَنتحدّث عنه عبر الفَقرات والسّطور القادمة، اعترافًا منّا بفضل وقيمة تلك الشّعيرة الإسلاميّة المميّزة التي بيّنت تفاصيلها كثير مِن آيات الله وأحاديث الرّسول المُصطفى، فتُعتبر صلاة الجمعة من الصّلوات الاستثنائيّة المُتجددة في حياة المُسلم، وعبر موقع نسلّط الضّوء على تلك الفَضيلة، ونقوم على طرح مقال كامل عن صلاة الجمعة لعام 2023 في سِياق حَديثنا عن صلاة الجمعة، وفضل يوم الجمعة على المُسلم.
مقدمة مقال عن صلاة الجمعة
بسم الله الرّحمن الرحيم، أسعد الله أوقاتكم بالخير، من المعروف عن الدّين الإسلامي أنّه الخاتمة لجميع الرّسالات السّماويّة، وقد جاء هذا الدّين ليُكمل الله به جميع الأديان السّابقة، فهو دين مُتكامل ويحتوي على كافّة الأسباب التي قد تجعل من الإنسان المُسلم سعيدًا في الحياة الدّنيا وفي الدّار الآخرة، وتُعتبر صلاة الجمعة إحدى تلك الفَضائل المهمّة التي تتجدّد معها خيوط الأمل والفَرحة في قلب المُسلم مع كلّ أسبوع، ليزداد بها من الخير، ويبتعد بها عن كلّ شر، فقد نوّهت آيات الله تعالى على أهميّتها، ونوّهت أحاديث المُصطفى على قيمتها وفَضلها، واستنادًا على تلك الأهميّة كان لِزامًا علينا أن نتناول هذه الشَّعيرة في فقرات مقالنا الآتي الذي أعددناه من أجلكم، فكونوا معنا.
شاهد أيضًا: بحث عن صلاة الجمعة مع المراجع
مقال عن صلاة الجمعة كامل العناصر
لقد فضّل الله تعالى يوم الجُمعة على بقيّة أيّام الأسبوع، وجعلَ منه المُناسبة التي يحتفل بها المُسلم ويزداد بها من الطّاعات بعد أن خصَّ هذا اليوم بعدد من العِبادات الاستثنائيّة، فهو يوم عظيم ومُبارك، لما جاء في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم، وفيه أهبط من الجنة، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة” [1] اخوتي الأعزاء:
ما هي صلاة الجمعة
إنّ صلاة الجُمعة هي تلك الصّلاة التي يقوم المُسلم على أدائها بعد دخول وقت صلاة الظّهر في مُنتصف النّهار من يوم الجُمعة، فهي الصّلاة التي تَسقط بها صلاة الظّهر لمن قام على أدائها، وهي واحدة من الصّلوات الاستثنائيّة، حيث تبدأ شعائر الجُمعة بالحُضور إلى المَسجد في وقت مبكّر قبيل موعد الظّهر، والاستماع إلى الخُطبتين ثمّ أداء ركعتيّ الجُمعة بطريقة الجَهر برفقة الإمام، فهي من الصّلوات المَشروطة بعدد مُهم من الأمور، حيث لا تجوز إلّا بحضور عدد مُعيّن، والحكم الشّرعي فيها أنّها فَرض عَيْن على كلّ مُسلم ذكر بالغ من الأحرار، في حال لم يُوجد أي عذر.
أهم شروط صحة صلاة الجمعة
تعزيزًا لأهميّة تلك الصّلاة وقيمة حُضورها في حياة الإنسان المُسلم، فقد بيّنت آيات الله وأحاديث المُُصطفى فضلها وشُروطها وطريقة أدائها، وجاءت موضّحة في الفقرة الآتية:
- شرط التوقيت المُناسب: يجب على المُسلم أن يكون حاضرًا في الوقت المُناسب لتلك الصّلاة، وهو الموعد ذاته لصلاة الظّهر، فلا يجوز أن يتم أداء هذه الصّلاة قبل أو بعد الوقت المُحدّد، ولا يجوز قضاؤها لاحقًا، وإنّما يتوجّب على من فاتته صلاة الجُمعة أن يُصلّي صلاة الظّهر بشكل طبيعي، وقد اختلف العلماء في الموعد الرّسمي لصلاة الجمعة، حيث رأى الحنفية والمالكيّة والشّافعية أنّ موعد الصّلاة يجب أن يكون بعد الزوال، بالاستناد على الحديث الذي جاء به أنس بن مالك رضي الله عنه: “مَتَى كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يُصَلِّي الجُمُعَةَ؟ قالَ: كانَ يُصَلِّي، ثُمَّ نَذْهَبُ إلى جِمَالِنَا فَنُرِيحُهَا. زَادَ عبدُ اللهِ في حَديثِهِ: حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ، يَعْنِي النَّوَاضِحَ” [2] وأمّا عند الحنابلة فقد كانوا مع القَول بأنّ موعدها يكون قبل الزوال، إلّا أنّ أداء تلك الصّلاة يكون بعد الزوال للخروج من الخلاف، وكان مرجعهم في ذلك الحديث النبوي الذي رَواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه عندما سُئل: “مَتَى كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يُصَلِّي الجُمُعَةَ؟ قالَ: كانَ يُصَلِّي، ثُمَّ نَذْهَبُ إلى جِمَالِنَا فَنُرِيحُهَا”. [3]
- يجب أن لا يقل عدد الحضور عن العدد المطلوب: وقد اتفق أئمة العالم الإسلامي في ذلك، بنما اختلفوا في العدد المُحدّد لأداء تلك الصّلاة، حيث رأى الحنفيّة بأنّ صلاة الجمعة تحتاج إلى ثلاثة أشخاص من غير الإمام على أقلِّ تقدير، والزّيادة بَركة مهما كانت، وقد تمّ الاستناد في ذلك على أنّ المَعنى الحَرفي لكلمة جُمعة قد أتى من مصطلح الجماعة، والجَماعة هي الثَّلاثة وما فوق، وأمّا عند الشافعية والحَنابلة، فقد رأوا بأنّ العدد يستوجب أن لا يقل عن أربعين مسلماً، لأنّ الأنبياء قد بعثوا في هذا العُمر، فهو عمر الكَمال، ورقم الكمال أيضًا، وأمّا عند المالكيّة فقد رأوا بأنّ أقل عدد لأداء صلاة الجُمعة يجب أن لا يقل عن 12 شخصاً من أهل البلد.
- شرط الاستقرار: وهو شرط استثنائي خاص بصلاة الجمعة، تلك التي لا تصحّ لمن هم على سفر دائم، ولا تصح للذين يتّبعون مناطق الرّعي باستمرار دون الاستقرار في مكان مُحدّد، فلا يصح أداء صلاة الجمعة مع المُسافرين إلّا اذا تمّت تلك الصّلاة عند أهل قرية أو بلد ما.
فضل يوم وصلاة الجمعة
فَضّل الله تعالى هذا اليوم الاستثنائي على بقيّة أيّام الأسبوع، فهو اليوم الذي خُلق به سيّدنا آدم، وهو اليوم الذي قُبضَ فيه، وفي ذلك نطرح التَّبيان الآتي:
- خيرة أيّام الأسبوع: الجُمعة من خيرة أيّام الأسبوع، ومن خيرة أيّام الدّنيا، فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه عن النبيّ المُصطفى صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال:”من أفضلِ أيَّامِكم يومُ الجمعةِ، فيه خُلِق آدمُ، وفيه قُبِض، وفيه النَّفخةُ، وفيه الصَّعقةُ، فأكثِروا عليَّ من الصَّلاةِ فيه، فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ. قالوا: يا رسولَ اللهِ! وكيف تُعرضُ صلاتُنا عليك وقد أَرِمتَ يعني بَلِيتَ قال: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ حرَّم على الأرضِ أن تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ. [4]
- فيه ساعة لا يُردُّ بها الدّعاء، فقد خصّص الله في يوم الجمعة ساعةً لا يردُّ بها دعاء المُسلم، ولم يقم رسول الله بتحديد تلك السّاعة، ليبقى المُسلم كما يجب أن يكون، حريصًا على أداء الطّاعات والدّعاء إلى الله في كلّ وقت.
- يوم مُبارك لأمّة الإسلام، وهو ما يفرض على المُسلم أن يكون شديد الحرص على اغتنام خيرات الجُمعة، استنادًا على الحَديث الذي جاءَ عن أبي هُرَيرةَ، وحُذَيفةَ رَضِيَ اللهُ عنهما، قالا: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “أضلَّ اللهُ عنِ الجُمُعة مَن كان قَبْلَنا، فكانَ لليهودِ يومُ السَّبت، وكان للنَّصارى يومُ الأحد، فجاءَ اللهُ بنا فهَدَانا ليومِ الجُمُعة، فجَعَل الجُمُعة والسَّبتَ والأَحَد، وكذلك هم تبعٌ لنا يومَ القيامَةِ، نحنُ الآخِرونَ من أهلِ الدُّنيا، والأَوَّلونَ يومَ القِيامَةِ، المقضيُّ لهم قبلَ الخلائقِ”. [5]
- في الجمعة أفضل الصلوات عند الله، وهي صلاة الفجر عندما يقوم المُسلم على أدائها في جماعة مع ذلك الصّباح الإسلامي الاستثنائي.
شاهد أيضًا: حكم جمع صلاة الجمعة مع العصر
خاتمة مقال عن صلاة الجمعة
وفي الختام كان لنا شرف اللّقاء مع واحدة من أعظم الشّعائر الدينيّة الإسلاميّة، تلك التي طالما كانت هويّة يحرص المُسلم على إظهارها والفَرح بها، فيوم الجُمعة هو اليوم الاستثنائي الذي خصّه الله لأمّة الإسلام، فكان ولا يزال عيدًا مُصغرّا تتجدّد أركانه مع كلّ أسبوع، وتَصدح المَساجد معه بذكر الله، وتَتَسابق به القلوب إلى المساجد في جميع دول العالم، فيوم الجمعة هو يوم الخير الجَزيل الذي يُرخي بِظلاله على عُموم الأمّة، فالحمد لله على تَمام الفَضل، كنّا معكم في تقرير مفصّل عن صلاة الجمعة، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مقال عن سنن يوم الجمعة
انطلاقًا من أهميّة هذا اليوم الاستثنائي في حياة المُسلم، فقد شدّد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على تَفاصيل السُنن المُستحبّة في هذا اليوم، وجاءت موضّحة في الآتي:
- السنّة الأولى، الاغتسال والتّطيّب وارتداء الثّياب النظيفة: وهي سنّة نبويّة عن سيّدنا محمّد، وقد جاءت واضحة في فقرات الحَديث الآتي: “لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَومَ الجُمُعَةِ، ويَتَطَهَّرُ ما اسْتَطَاعَ مِن طُهْرٍ، ويَدَّهِنُ مِن دُهْنِهِ، أوْ يَمَسُّ مِن طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فلا يُفَرِّقُ بيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي ما كُتِبَ له، ثُمَّ يُنْصِتُ إذَا تَكَلَّمَ الإمَامُ، إلَّا غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى”. [6]
- الذّهاب إلى المسجد بتوقيت مُبكّر: حيث يزداد الأجر في صلاة الجُمعة كلّما أتى المُسلم بوقت مبكّر أكثر، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَدَنَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ كَبْشًا أقْرَنَ، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ دَجَاجَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ حَضَرَتِ المَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ.[7]
- قراءة سورة الكهف: وهي من السُنن التي أمر بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسورة الكهف هي النّور الذي يُضيء للمُسلم بحروفه وكلماته ما بين الجُمعتين.
- الصلاة على رسول الله: بالاستناد على الحديث النبوي الذي قال فيه المُصطفى صلوات ربّي وسلامه عليه: “من أفضلِ أيَّامِكم يومُ الجمعةِ ، فيه خُلِق آدمُ ، وفيه قُبِض ، وفيه النَّفخةُ ، وفيه الصَّعقةُ ، فأكثِروا عليَّ من الصَّلاةِ فيه ، فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ . قالوا : يا رسولَ اللهِ ! وكيف تُعرضُ صلاتُنا عليك وقد أَرِمتَ يعني بَلِيتَ قال : إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ حرَّم على الأرضِ أن تأكلَ أجسادَ الأنبياء” [1]
- قراءة سورة الفجر والإنسان: وهي من سُنن يوم الجمعة المُستحبّة، وقد نوّه رسول الله على تلك الأهميّة في حديث واضح رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الفَجْرِ، يَومَ الجُمُعَةِ: الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، وَهلْ أَتَى علَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ، وَأنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الجُمُعَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ، وَالْمُنَافِقِينَ”. [8]
طريقة صلاة الجمعة
إنّ أداء صلاة الجُمعة بالشّكل الصّحيح هو أحد الأمور المُهمّة التي يتوجّب الاستناد بها على سنّة رسول الله الذي قال: صلّوا كما رأيتموني أُصلّي، وجاءت خطواتها وفق الآتي:
- يجب على المُسلم أن يذهب إلى المسجد مع يوم الجُمعة في توقيت مُبكّر عن صلاة الظّهر.
- أداء صلاة تحيّة المسجد والجُلوس في انتظار الاستماع إلى أذان الظّهر، ويُمكن أن يتم استغلال هذه الفترة بقراءة سورة الكهف في المَسجد.
- الاستماع إلى الخطبّة الأولى ثمّ إلى الخطبة الثانيّة بعد أن يعتلي الإمام المِنبر.
- أداء صلاة الجُمعة مع الإمام جهرًا، وهي عبارة عن ركعتين، وفق ما جاء به سيّدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه في الحديث الآتي: “صلاةُ الجمعةِ رَكْعتانِ، والفطرُ رَكْعتانِ، والنَّحرُ رَكْعتانِ، والسَّفَرُ رَكْعتانِ، تمامٌ غيرُ قصرٍ علَى لسانِ النَّبيِّ”
إلى هنا نصل بكم إلى نهاية المقال الذي تناولنا فيه الحديث حولَ مقال عن صلاة الجمعة كامل العناصر وانتقلنا مع سطور وفقرات المقال في طرح رؤية شاملة ضمن فقرات مقال عن صلاة الجمعة ليتعرّف المُتابع على سنن صلاة الجمعة وأهميّة صلاة الجمعة لنختم أخيرًا مع طريقة أداء صلاة الجُمعة.
المراجع
- ^المجموع , النوري، أبو هريرة، الصفحة أو الرقم : 4/482 | خلاصة حكم المحدث : رواه مسلم وزاد مالك، وأبو داود وغيرهما بأسانيد على شرط البخاري ومسلم
- ^صحيح مسلم , مسلم، عبد الله بن جابر، الصفحة أو الرقم : 858 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه مسلم (858)
- ^صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 881، صحيح
- ^المجموع , النوري، أبو هريرة، الصفحة أو الرقم : 4/482 | خلاصة حكم المحدث : رواه مسلم وزاد مالك، وأبو داود وغيرهما بأسانيد على شرط البخاري ومسلم
- ^صحيح مسلم , مسلم، حذيفة ابن اليمان، | الصفحة أو الرقم : 856 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
- ^القول البديع , السخاوي، أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو، 231، لهذا الحديث علة خفية
- ^صحيح مسلم , مسلم، عبد الله بن عباس، 879، صحيح
- ^تخريج المسند لشاكر , أحمد شاكر، عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم : 5/114 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | التخريج : أخرجه مسلم (879) باختلاف يسير