ما هي شروط العمرة للرجال والنساء

ما هي شروط العمرة للرجال والنساء؟ من الأسئلة التي يتمّ البحث عنها بالتّزامن مع الدخول في مواسم الحج والعمرة بكثرة، حيث أمر الله سبحانه وتعالى عباده بأن يصلوا له متوجّهين نحو البيت الحرام، الذي هو قبلة المسلمين في صلاتهم، وأمرهم بالحج والاعتمار إليه في مواسم وأيّام معلومة، وقد جعله بيتًا مباركًا طاهرًا، وجعل للحجّ والعمرة صفةً مخصوصة ومناسك معيّنة، ومن خلال موقع سيتم بيان شروط العمرة وأركانها وواجباتها وسننها وصفتها وأحكامها.

العمرة في الإسلام

إنّ العمرة في الإسلام هي عبادةٌ من العبادات وطاعةٌ من الطاعات، والعمرة في اللغة تعني الزيارة والقصد، وفي الاصطلاح الشرعي فإنّ العمرة تُعرف بأنّها العبادة التي يقوم بها المسلم بالطواف حول البيت الحرام، وبالسعي بين الصفا والمروة ومن ثمّ الحلق والتقصير، والعمرة من العبادات التي خصّها الله سبحانه وتعالى بالكثير من الفضائل والخصائص، فالعمرة من أهمّ أسباب مغفرة الذنوب فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “مَن أَتَى هذا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كما وَلَدَتْهُ أُمُّهُ”،[1] والعمرتان سبب مغفرة الذنوب بينهما، وسبب نفي الفقر للعبد، وسبب نيله استجابة الدعاء والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: ماهي شروط العمرة الآن في المملكة العربية

شروط العمرة للرجال

إنّ الحجّ والعمرة ن أفضل القربات وأجلّ الطاعات، وقد شرّعها الله سبحانه وتعالى لإتمام دينه، وقد جعل الإسلام لوجوب العمرة على الرجال شروطًا عديدة، من توافرت عنده هذه الشروط وجبت عليه العمرة بقول بعض أهل العلم، وهي ذات الشروط لوجوب الحج، وشروط العمرة للرجال كما يأتي:[3]

• الإسلام: فالعمرة من العبادات الإسلامية، وغير المسلمين لا تجب عليهم، ولا تصحّ منهم لو أتوها، وقد حُرّم على غير المسلمين من دخول المسجد الحرام لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا}.[4]
• التكليف: وهو أن يكون الرجل المسلم بالغًا وعاقلًا، فالصغير لا وجوب عليه ولكنّه لو اعتمر قُبل منه، والمجنون لا تجب عليه ولا تصحّ منه.
• الحرية: فالعبد لا يجب عليه لا الحجّ ولا العمرة لأنه مشغولٌ بحق.
• الاستطاعة: وهي تكون في أمرين، استطاعةٌ في المال، واستطاعةٌ في البدن، فالمكلف الغير قادر في بدنه سقط شرط الاستطاعة، ولو كان عاجزًا في البدن قادرًا في المال يلزمه أن يُنيب من يحجّ عنه، والقدرة المالية تكون ما يكفيه في الذهاب والإقامة والرجوع وما يكون من زيادة على ما يكفيه من قضاء الدين والنفقة الواجبة وحوائج أهله والله أعلم.

شروط العمرة للنساء

إنّ شروط العمرة تنقسم بين الوجوب والصّحة، ولو سقط أحد الشروط جهلًا أو سهوًا فلا يترتب الإثم على ذلك ولكن يترتب على ذلك الإعادة، فمع بيان شروط العمرة للرجال فإنّ من المهمّ على المسلم أن يعلم أن شروط العمرة للنساء والرجال واحدة، إلا أنّ شروط النساء تزيد بشرطٍ علن الرجال، وقيل أنّه يندرج ضمن شرط الاستطاعة، فشروط العمرة للنساء هي الإسلام والتكليف والحرية والاستطاعة، ويزيد بشرط وجود المحرم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تُسافِرِ المرأةُ إلَّا مع ذي مَحْرَمٍ، ولا يُدْخَلْ عليها إلَّا ومعها مَحْرَمٌ، فقال رجُلٌ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أُرِيدُ أنْ أخرُجَ في جيشِ كذا وكذا، وامْرَأتي تُرِيدُ الحجَّ؟ فقال: اخرُجْ معها”.[5] والمحرم هو زوجها وكلّ ذكرٍ تحرم عليه حرمةً أبدية بقربة أو رضاع أو مصاهرة.

شاهد أيضاً: هل يجوز عمل عمرة لشخص حي مريض

حكم العمرة في الإسلام

اتّفق أهل العلم على مشروعية العمرة في الإسلام واتفقوا على فضلها، واتفقوا في شروط العمرة للرجال وللنساء، إلا أنّهم اختلفوا في حكم العمرة، فبعض أهل العلم قالوا أنّها سنّة مستحبة ومنهم الإمام مالك وأبو حنيفة وأخذ به ابن تيمية، أمّا الإمام الشافعي وأحمد فقالا أنّها واجبة على المسلمين بتحقق الشروط، وأخذ بهذا القول الشيخان ابن باز وابن عثيمين والله أعلم.[6]

أركان العمرة

مع ذكر وبيان شروط العمرة للرجال والنساء، فإنّ أهل العلم قد بيّنوا أركان العمرة، وهي التي على المسلم أن لا يتركها أبدًا فلو تركها سقطت عمرته، ومن ترك ركنًا من الأركان يلزمه الإتيان به، إلا إن فات وقته فقد فاتته العمرة، وأركان العمرة بحسب أهل العلم هي:[7]

• أولاً: الإحرام.
• ثانياً: الطواف بالبيت.
• ثالثاً: السعي بين الصفا والمروة.

واجبات العمرة

ذكر أهل العلم أنّ واجبات العمرة هي أمرين اثنين، وهما أن يكون الإحرام من الميقات المخصص للعمرة، والحلق والتقصير، ومن ترك واجبًا من هذه الواجبات فعليه دم، والدم المقصود بهذا هو سُبع بدنة أو سُبع بقرة، فيشارك في البدنة أو البقرة سبعة مسلمين، أو واحدةً من الضأن أو الماعز، ولو لم يجد فلا شيء عليه بقول العلماء ولكن عليه الاستغفار والتوبة والله أعلم.

سنن العمرة

سنن العمرة هي الأمور التي يستحب للمسلم أن يأتي بها إلا أنّها ليست بواجبة ولا ركنٌ من أركان العمرة، فله أجرها إن أتى بها ولا حرج عليه لو تركها، ويمكن تلخيصها كما يأتي:[8]

• المستحبات قبل الإحرام: فيستحب للمسلم ويسنّ له أن يقلّم أظفاره ويحلق عانته، ويغتسل ويتطيب في بدنه.
• المستحبات بعد الإحرام: من المسنون للمسلم أن يلبّي ويرفع الصوت للرجل، وأن يشترط بقول اللهم إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني، وقول اللهم لبيك عمرة.
• المستحبات في الطواف: من المسنون للمسلم أن يقبل الحجر الأسود، وأن يضطبع، وأن يرمل في طوافه، وأن يكثر من الذكر والدعاء وأن يصلي ركعتين بعد الطواف.
• المستحبات في السعي: من المسنون أن يصعد على الصفا ويقول نبدأ بما بدأ الله به، وأن يهرول بين العلمين الأخضرين وأن يكثر من الذكر والدعاء والله أعلم.

محظورات الإحرام

توجد العديد من الأمور الّتي حظرها الإسلام الحنيف على المسلم والمسلمة المحرمين في بيت الله تعالى، والتي إن ارتكب المسلم أو المسلمة واحدًا منها وجبت عليه الكفّارة والاستغفار والتّوبة لله جلّ وعلا، كما أنّ هذه المحظورات تنقسم لثلاثة أقسامٍ قسمٌ مشتركٌ بين الرّجال والنّساء، وقسمٌ خاصٌّ بالرّجال فقط، وقسمٌ خاصٌّ بالنّساء، فأمّا المشتركة بين الرّجال والنّساء فهي الجماع وحلق الشّعر أو نتفه أو قصّه، والتطيّب وعقد النّكاح وقتل الصّيد البريّ الإشارة إليه أو الدلالة عليه والمساعدة على إمساكه، أما عن غير المشتركة فسنتعرّف عليها في الآتي:[9]

محظورات خاصة بالرجال

إنّ محظورات الإحرام الخاصّة بالرّجال هي حلق الرأس ولبس المخيط من الملابس كالسّروال والقميص كذلك لبس الخفّين والجوارب الّتي تغطّي أصابع القدم والكاحلين، ويرتدي في الحجّ أو العمرة الرّداء والإزار اللّذان يستران عورته.

محظورات خاصة بالنساء

يُحظر على النّساء المحرمات لحجٍّ أو عمرةٍ أن تلبس النّقاب الّذي يغطّي وجهها ويستره، كما يُحظر عليها ارتداء القفّازين المفّصلين على قدر اليد والأصابع، وذلك ما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ويجوز للمرأة المنتقبة أن تغطّي وجهها بجلبابها أو غطاء رأسها عند محاذاة الرّجال الأجانب وأن تكشفه إذا تجاوزتهم.

مواقيت الإحرام للعمرة

قد حدّد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للنّاس مواقيت يُحرمون منها، وهي في قوله الّذي رواه عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه قال: “إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقَّتَ لأهْلِ المَدِينَةِ ذَا الحُلَيْفَةِ، ولِأَهْلِ الشَّأْمِ الجُحْفَةَ، ولِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنَازِلِ، ولِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، هُنَّ لهنَّ، ولِمَن أتَى عليهنَّ مِن غيرِهِنَّ مِمَّنْ أرَادَ الحَجَّ والعُمْرَةَ، ومَن كانَ دُونَ ذلكَ، فَمِنْ حَيْثُ أنْشَأَ حتَّى أهْلُ مَكَّةَ مِن مَكَّةَ”.[10] فميقات ذي الحليفة لأهل المدينة الذي يُسمى الآن بأبيار علي، والجحفة لأهل الشّام ولكن لأنّ الجحفة غير مناسبة فإنّ أهل الشّام يُحرمون من رابغ، ووقّت لأهل العراق أيضًا ذات عرق، ولأنّها مهجورةً فإنّهم يُحرمون من مكانٍ قريبٍ لها يُسمّى الضّريبة، وميقات أهل اليمن والجنوب هو يلملم، ويسمّى الآن بالسّعديّة، ولأهل نجد قرن المنازل، والله أعلم.[11]

صفة العمرة وكيفيتها

إنّ العمرة لها أربعة أركانٍ لا تصحّ ولا تُقبل عند الله تعالى إلّا إذا قام العبد بهذه الأركان، وهذه الأركان الأربعة فهي الإحرام والطّواف والسّعي بين الصّفا والمروة والحلق أو التّقصير، فيُحرم المسلم من الميقات وهو النّيّة لدخول النُّسك، ويدخل إلى بيت الله الحرام ملبّيًا وذاكرًا لله تبارك وتعالى، ثمّ يطوف حول الكعبة سبعة أشواطٍ ومن بعدها يسعى بين الصّفا والمروة سبعة أشواط وهو يذكر الله تبارك وتعالى، ومن ثمّ يحلق شعره أو يقصّره، والله أعلم.[12]

هنا نصل لختام مقالنا ما هي شروط العمرة للرجال والنساء والذي قد تم فيه الحديث عن العمرة وأركانها وسننها وواجباتها، كما ذكرنا شروطها للرجال والنساء، وتحدّثنا فيه أيضًا عن محظورات الإحرام وصفة العمرة والمواقيت.