مقالات

ما معنى عجلوا الفطور وأخروا السحور

جدول المحتويات

ما معنى عجلوا الفطور وأخروا السحور، ففي الشهر الفضيل، ذكر عن النبي عليه الصلاة والسلام الكثير من الأحاديث الشريفة التي تعلمنا السنن الصحيحة في أداء الفرائض والمناسك في هذا الشهر، ومن بينها ما أحل الله لنا من أمور في السحور والفطور وطريقة أدائهما بما يأتي بالثواب والبركة على الصائم، وفي مقالنا هذا عبر موقع سوف نتعرف على معنى هذا الحديث عن النبي وحقيقته وحكمه وفق الشواهد والدلائل المثبتة شرعاً.

ما معنى عجلوا الفطور وأخروا السحور

من حيث المعنى، فهو يدل على تشريع ما قد نسب إلى النبي الكريم عليه الصلاة والسلام من قوله في هذا الأمر، ووفق هذا الحديث فهذا يعني أن النبي يحضنا على تعجيل الفطور، أي عند دخول آذان المغرب في ذات اللحظة التي تغيب فيها الشمس، فالبعض يبيح أن يتم تأخيره، كاليهود والنصارى، إلى ما بعد غياب الشمس، حتى يزول الاحمرار من الأفق حيث غربت الشمس ويبدأ السواد فيه، أما في تأخير السحور، فقد قصد النبي به الإمساك قبيل آذان الفجر، وهذا يتطلب تأخير وجبة السحور إلى ما قبيل الأذان حتى يتسنى للصائم الصلاة ولا يغط في النوم فيضيع عليه الثواب.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز شرب الماء بعد الاذان الاول

ما صحة حديث عجلوا الفطور؟

لقد ذكر هذا الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام من قوله: “لا تزالُ أُمَّتِي بخيرٍ ما عجَّلُوا الفِطرَ وأخَّرُوا السُّحورَ”[2]، إلا أن هذا الحديث إسناده ضعيف وفق ما تم التحقق منه من قبل الأئمة والعلماء، إلا أنه صحيح دون قوله “وأخروا السحور”، فقد ورد عن النبي الكريم أنه قال في تعجيل الفطور خير، بعد غروب يوم الصائمين مباشرة، فتعجيل الفطور يحفظ القوة ويهون المشقة على عبيد الله، كما أنه سنة عن النبي الكريم ويجب اتباعها، ولذلك نذكر أن هذا الحديث صحيح فيما قيل: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ”، ولم يذكر في الحديث أنه قال “وأخروا السحور”.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز اشرب ماء مع الاذان

ما الحكمة من تعجيل الفطور وتأخير السحور في رمضان؟

وفق ما حدثنا به الإمام ابن باز رحمه الله، فإن تأخير السحور وتعجيل الفطور هو سنة واجبة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام مما له من خير على الصائم وصحة الصيام، فأما تعجيل الفطور، فقد ورد به ما ذكرناه في الحديث السابق مما أمرنا به النبي في سنته أن نعجله لما له من تجنيب المسلم المشقة والحفاظ على قوة الجسم، وأما تأخير السحور، فقد كان النبي يؤخرها إلى ما قبيل أذان الفجر بما يعادل خمسين آية، وهذا ما ذكر في قول النبي، وما أخذه عن قوله تعالى: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}[3][4].

شاهد أيضًا: هل كلمة احبك تفطر الصائم

هل يجوز تقديم السحور

إن السحور الشرعي هو ما قال به النبي من بعد الجزء الأخير من الليل، أي بعد منتصف الليل، إلى ما قبل الأذان بقرابة خمسين آية، والسحور يتم بين هذين الوقتين، فمن قدم السحور فقد خالف سنة النبي، فالسحور بركة كما قال عنه النبي، ويجب أن يتم التأخير به قد المستطاع حتى يستفيد منه جسم الإنسان فلا يضعف في الصيام بسهولة، ولذلك وجب تأخير السحور وليس تقديمه، بالرغم من أن تقديمه جائز، إلا أنه فيما ذكر عن الرسول أن تقديم السحور يلقي الإنسان في غفلة ولا يقوم بصلاة وعبادة الليل، وبالتالي، فإنه سيحرم من ثوابها.[4]

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ما معنى عجلوا الفطور وأخروا السحور، والذي تعرفنا من خلاله على معنى هذا الحديث عن النبي وحقيقته وفق الشواهد والدلائل المثبتة شرعاً، وما هي الحكمة من تعجيل الفطور وتأخير السحور أو تقديمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى