ما معنى الفتح على الامام وهل هو جائز أم لا
جدول المحتويات
ما معنى الفتح على الامام وهل هو جائز أم لا، فالإمامة مسألة حساسة لا يصلح لها أيّ إنسان، وتُسمّى في كتب الفقه الإسلامي الإمامة الصغرى للتفريق بينها وبين الإمامة الكبرى التي هي الحكم والملك، وفي هذا المقال يتوقف موقع لبيان معنى الفتح على الإمام والوقوف على حكمه في الشريعة الإسلامية هل يجوز ذلك أو لا يجوز، إضافة للوقوف على عدد من الموضوعات المتعلقة بمسألة الفتح على الإمام.
ما معنى الفتح على الامام
إنّ معنى الفتح على الإمام هو تصحيح الخطأ له أو ردّه إذا نسي في قراءته للقرآن الكريم، ففي حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: “أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاةً فقرأ فيها، فلُبّسَ عليهِ، فلما انصرفَ قال لأُبيّ: أصليتَ معنا؟ قال: نعم، قال: فما منعكَ؟”،[1] والله أعلم.[2]
شاهد أيضًا: ما هو القزع المنهي عنه وما هي أنواعه وحكمه
هل الفتح على الإمام جائز ام لا
في مسألة الفتح على الإمام تفصيل، فقد قال جماعة من العلماء إنّ الفتح على الإمام إذا كان بسبب خطأ الإمام في سورة الفاتحة فهنا يكون الفتح عليه واجبًا، وكذا يكون الفتح واجبًا إذا كان الإمام قد أخطأ في آية في غير الفاتحة وكان هذا الفتح مُغيّرًا للمعنى، وأمّا إذا كان الخطأ في غير الفاتحة ولم يكن مغيّرًا للمعنى فالفتح هنا جائز فقط، والله أعلم.[3]
شاهد أيضًا: هل تعد سورة الكهف من السور المكية والمدنية
الفتح على الإمام على المذاهب الأربعة
اختلف الفقهاء في أحوال الفتح والفاتح على الإمام، وتفصيل اقوالهم كما يأتي:
رأي الحنفية في الفتح على الامام
قال الحنفية إنّ المأموم إذا فتح على الإمام بعد توقّفه في القراءة لم يكن في فتحه إفسادًا لصلاته؛ قالوا “لأنّه مضطرّ إلى إصلاح صلاته، سواء أقَرَأ الإمام مقدار الفرض في القراءة أم لم يقرأ، لأنّه لو لم يفتح عليه ربّما يجري على لسانه ما يكون مفسدًا للصّلاة، فكان في الفتح عليه صلاح صلاته في الحالين”.[4]
قول المالكية في الفتح على الامام
عند المالكية هنالك تفصيل في المسألة، فإذا أرتج على الإمام في الفاتحة فإنّه يجب على المأموم أن يفتح عليه، هذا على القول بأنّ قراءة الفاتحة تجب في الصّلاة كلّها أو جلّها، وأمّا على القول بأنّ الفاتحة تجب في جلّ الصّلاة لا في كلّها، وحصل الرّتاج على الإمام بعد قراءة الفاتحة في جلّ الصّلاة كأن يقف في ثالثة الثّلاثيّة أو رابعة الرّباعية فالفتح عليه سنّة.[4]
قال العلماء أيضًا إنّه إذا خلط الإمام آية رحمة بآية عذاب، أو غيّرَ آيةً تغييرًا يقتضي الكفر، أو وقف وقفًا قبيحًا فإنّ المأموم يفتح عليه بالتّنبيه على الصّواب، وليس على المأموم هنا سجود للفتح على إمامه، وأمّا لو انتقل الإمام إلى آية أخرى من غير الفاتحة، أو إذا لم يقف فإنّه يكره الفتح عليه حينها ولا تبطل صلاة الفاتح وليس عليه سجود”.[4]
قول الشافعية في الفتح على الامام
قال فقهاء الشافعية إنّ الفتح على الإمام مستحب للمأموم، قال الإمام النووي: “إذا أرتج على الإمام ووقفت عليه القراءة استحبّ للمأموم تلقينه، وكذا إذا كان يقرأ في موضع فسها وانتقل إلى غيره استحبّ تلقينه، وإذا سها عن ذكر فأهمله، أو قال غيره استحبّ للمأموم أن يقوله جهرًا ليسمعه، واستدلّوا بما روي عن أنس رضي الله عنه: «كان أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يلقّن بعضهم بعضًا في الصّلاة»”.[4]
وقالوا: “ولا بدّ في الفتح عليه من قصد القراءة، ولو مع الفتح، وإلاّ بطلت صلاة الفاتح على المعتمد. ويكون الفتح على الإمام إذا توقّف عن القراءة وسكت، ولا يفتح عليه ما دام يردّد. فإن لم يقصد القراءة بطلت صلاته على المعتمد إن كان عالماً، وإلاّ فلا تبطل، لأنّها ممّا يخفى على العوّام غالباً”، والله أعلم.[4]
قول الحنابلة في الفتح على الامام
قال فقهاء الحنابلة إنّه إذا أرتج على الإمام في القراءة الواجبة كالفاتحة لزم من وراءه الفتح عليه، وكذا إن غلط في الفاتحة؛ لتوقّف صحّة صلاته على ذلك، وقالوا “لا يفتح المصلّي على غير إمامه مصلّيًا كان أو غيره، لعدم الحاجة إليه فإن فعل كره ولم تبطل الصّلاة به، لأنّه قول مشروع فيها”، والله أعلم.[4]
شاهد أيضًا: هل وردت قصة مريم في سورة الكهف
أحوال الفتح على الإمام
قال العلماء إنّ الفتح على الإمام في الصلاة في سورة الفاتحة واجب لتوقف صحة الصلاة عليها، قال بعض العلماء: “ويجب فتحه على إمامه إذا أرتج عليه، أو غلط بفاتحة”، وأمّا في غير الفاتحة فهنالك ثلاث أحوال:[5]
- الحال الأولى: أن يفتح على الإمام واحد من المصلين المأمومين خلفه، وهذا مشروع في حال وقف الإمام أو غلطه، وصلاته هنا صحيحة.
- الحال الثانية: أن يفتح على الإمام شخص غير مأموم ولا في صلاة، وهذا جائز عند بعض العلماء ولا تبطل به صلاة الإمام، وأمّا عند الحنفية فإنّ صلاته تبطل.
- الحال الثالثة: أن يفتح على الإمام مُصلٍّ ما ولكنه ليس في جماعة المأمومين خلف الإمام، بمعنى أنّه يصلي صلاةً منفصلة، فهنا قال العلماء إنّ الفتح في هذه الحال مكروه، وعند الحنابلة لا تبطل صلاة أيّ منهما، والمالكية اختلفوا في صحة صلاة الفاتح وصححوا صلاة المفتوح عليه، وأمّا الحنفية فقد أبطلوا الصلاتين معًا، والله أعلم.
شاهد أيضًا: ما هو تعريف الايمان بالقدر وما هي مراتبه
حكم الفتح على الإمام من خارج الصلاة
قال العلماء إنّه إن كان هنالك إمام يصلي بجماعة من المصلين فأرتج عليه أو نحو ذلك وأراد مصلٍّ خارج الجماعة أن يفتح عليه فإنّ الفتح هنا مكروه كما قال العلماء، ولكنّ صلاة الفاتح والمفتوح عليه صحيحة عند الحنابلة، وعند المالكية اختلفوا في صحة صلاة الفاتح، وأمّا عند الحنفية فإنّ صلاة الاثنين باطلة، والله أعلم.[5]
شاهد أيضًا: مامعنى فرض عين وما الفرق بين فرض العين وفرض الكفاية
وإلى هنا يكون قد تم مقال ما معنى الفتح على الامام وهل هو جائز أم لا بعد الوقوف على تفسير معنى الفتح على الإمام في الفقه الإسلامي، وبعد معرفة حكم هذا الفعل، مع الوقوف على بعض الأمور المتعلقة بمسألة الفتح على الإمام.