لماذا سمي الصندوق الأسود بهذا الاسم
جدول المحتويات
لماذا سمي الصندوق الأسود بهذا الاسم، فبقدر ما كان الإنسان محتاطاً في حياته ويستطيع تأمين وسائل النقل التي يقوم باستخدامها، إلا أن هناك دائما ما هو أكبر من الإنسان في الطبيعة، وقد تقع الكوارث في أي لحظة دون أن نعرف أسبابها، وهذا ما دفع العلماء إلى اختراع ما يسمى بالصندوق الأسود، وفي مقالنا اليوم عبر موقع سوف نجيب على هذا السؤال المطروح ونتعرف على ما هو الصندوق الأسود وكل ما يخصه.
ما هو الصندوق الأسود
الصندوق الأسود هو عبارة عن جهاز تسجيل محمي من الإنفجارات بقدرة عالية، ومهمته الرئيسية هو تسجيل ما يجري على متن الطائرة من أحداث، ويقوم مسجل بيانات الرحلة ومسجل الصوت بتخزين البيانات مما يساهم في تقديم معلومات حيوية في التحقيقات في حوادث الطيران، و يتم وضع الجهاز عادة في مؤخرة الطائرة، ويتكون الجهاز ذاته من جهازين، الأول مهمته تسجيل ما يجري داخل الطائرة حيث يكون الركاب، والثاني مخصص لقمرة القيادة حيث يتواجد قبطان الطائرة ومساعده.
شاهد أيضًا: لماذا سميت الأجهزة الذكية بهذا الاسم
لماذا سمي الصندوق الأسود بهذا الاسم
هناك سببين لتسمية هذا الصندوق بهذا الاسم وهما لونه الأسود الذي تم تصنيعه عليه في البداية، وما يحمله من معلومات مظلمة الناتجة عن الحوادث، وأما عن السبب الأول، فقد كان مصطلح الصندوق الأسود، مصطلحًا بريطانيًا في الحرب العالمية الثانية، ونشأ مع تطوير أجهزة الراديو والرادار والمساعدات الملاحية الإلكترونية في الطائرات القتالية البريطانية والحلفاء، وكانت هذه الأجهزة الإلكترونية التي غالبًا ما تكون سرية مغلفة في صناديق أو أغلفة سوداء غير عاكسة، وعليه تم تسميته بالصندوق الأسود أول ما تم صنعه، ولكنه فيما بعد أصبح باللون البرتقالي مع أشرطة زاهية على أطرافه، وفي السبب الثاني، فهو يطرح ما جرى بالفعل في الطائرة ويوضح أسباب الحادثة التي أدت لدمارها.
برنامج الصندوق الأسود
الصندوق الأسود يوجد منه إصدارين من حيث التصنيع، وقد حملا نوعين من البرامج المختلفة في طريقة العمل، أما الإصدار الأول، كان عبارة عن مسجل مصمم بشريط مغناطيسي مادي، مع ميكروفونات موضوعة بشكل عشوائي حول قمرة القيادة، وتم تغليفه في صندوق مقاوم للحريق، أما الإصدار الحديث، وبالإضافة على احتوائه على أجهزة التسجيل الرقمية الحديثة، فهو أيضاً يحتوي على منارة لتحديد المواقع يتم تنشيطها عند ملامستهاط للماء، حيث يبدأ بإرسال نبضة لمدة ثلاثين يوماَ، وعلى الأرض، يكون للصندوق لون برتقالي مميز مع أشرطة زاهية ليكون كمنارة مرئية.
شاهد أيضًا: لماذا سمي البحر الاحمر بهذا الاسم ويكيبيديا
من الذي اخترع الصندوق الأسود؟
يعود الفضل في اختراع الصندوق الأسود إلى عالم الأبحاث ديفيد وارين، حيث كان ديفيد عالم في مختبر أبحاث الطيران ARL في ملبورن، وفي منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، شارك في تحقيقات الحادث المتعلقة بالتحطم الغامض لأول طائرة تجارية تعمل بالطاقة النفاثة في العالم المذنب، وخطر لدايف أنه سيكون من المفيد للغاية أن يكون هناك تسجيل لما حدث في الطائرة قبل تحطمها مباشرة، ثم استدعى ديفيد أول جهاز تسجيل مصغر في العالم شاهده مؤخرًا في أحد المعارض التجارية، واستطاع تخيل مثل هذا المسجل موضوعًا في جميع الطائرات، ويسجل التفاصيل باستمرار ويمكن استرداده بعد وقوع حادث.
لماذا ينجو الصندوق الأسود
تم تصميم الصناديق السوداء للبقاء على قيد الحياة في حوادث الطائرات ونادرًا ما يتم تدميرها، فَالحماية التي يوفرها تصميم الصندوق الأسود تفوق الضرر المحتمل لتحطم الطائرة بكثير، وقد يتطلب الأمر حريقًا شديدًا أو تأثيرًا يتجاوز قوة تصميم الجهاز لإلحاق أضرار جسيمة بالمكونات الداخلية، ويعود ذلك لسببين، السبب الأول هو شكل التصميم الذي يمنحه دعم إضافي من الداخل والخارج، إضافة إلى حجمه الصغير الذي لا يجعله سهل الكسر أو الدهس، والسبب الثاني هو السمك في الغلاف الخارجي للصندوق المصنوع من الفولاذ المقاوم للتآكل والعوامل الخارجية الأخرى، مثل الماء ونحوها.[2]
لماذا الصندوق الأسود للطائرة لا يحترق
لقد تم تصميم الصناديق السوداء بعناية للتعامل مع الأضرار المحتملة لتحطم طائرة، وحماية الأجهزة الداخلية بالدرجة الأولى، حيث يتكون الصندوق الأسود من لوحة دوائر كهربائية بها جميع المكونات الإلكترونية المطلوبة لتسجيل وتخزين البيانات أو الصوت، والتي تسمى لوحات الذاكرة، ويام وضع اللوحة في غلاف من الألومنيوم المقاوم للصدأ، ويتم تغليف صندوق الألمنيوم بطبقة عازلة قياسها 2.5 سم، ويمكن أن يتحمل العزل درجات حرارة تصل إلى 2030 درجة فهرنهايت، ويتم بعد ذلك تغليف الصندوق المعزول بطبقة سميكة من التيتانيوم أو الفولاذ المقاوم للتآكل، وهذا الغلاف السميك يحمي المكونات الداخلية من الصدمات والنار والماء.[2]
لماذا لا تصنع الطائرة من مواد الصندوق الأسود
لقد تم تصنيع الصندوق الأسود من مواد خاصة لا تتدمر بسهولة، ولذلك هي صلبة وثقيلة للغاية، كما تم تصميم الصندوق بأكمله ليحمل حوالي 1500 جرام من الوزن فقط، وهذا لا يناسب الطائرة المصممة لتحمل أطنان من البشر والبضائع ونحوها، حيث أنها ستكون ثقيلة جدًا لدرجة أنها لن تطير أبدًا، ومن جهة أخرى، وبافتراض أن الطائرة قادرة على النجاة من هذا الحادث كما هي، فلن تكون قادرة على حماية الركاب، ففي التصميم المقاوم للانهيار، هناك معيارين يتم العمل في إطارهما، الأول هو القوة الفطرية أو قوة الهيكل وانسيابيته في طبقات الجو، والمعيار الثاني هو قدرة الهيكل على امتصاص الطاقة، وهو ما هو مطلوب لبقاء الركاب على قيد الحياة.[2]
بهذا القدر نصل الى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان لماذا سمي الصندوق الأسود بهذا الاسم، والذي أجبنا من خلاله على هذا السؤال المطروح، وتعرفنا أكثر على ما هو الصندوق الأسود والبرنامج الذي يعمل به ومن هو مخترعه.