مقالات

قصة الريال الذي في جيبي كاملة

جدول المحتويات

قصة الريال الذي في جيبي كاملة، فبالرغم من الهداية التي خص الله بها عباده على أيدي أنبيائه ورسله، إلى أن نفس الإنسان غروره، وقد شرع بطغيانه وعصيانه لله في مواقف عدة، فابتعد بذلك عن ما أمرنا به الله من الأوامر الشرعية التي تنظم الحياة السليمة في المجتمع الإسلامي وأخلاقياته الكريمة، وقد حدثنا التاريخ عن الكثير من هذه القصص التي شهدت عصياناً لأوامر الله، وفي مقالنا اليوم عبر موقع سوف نتعرف على إحدى هذه القصص التي فيها حكمة وعبرة وموعظة للمتقين.

قصة الريال الذي في جيبي

على مر عصور من الهداية، فقد عصا بعض الناس أمر الله الذي أمرهم بالمعروف، ونهاهم عن الفحشاء والمنكر والبغي، وقصة الريال الذي في جيبي هي إحدى القصص التي تبين مدى غلو الإنسان في النفس الأمارة بالسوء التي تتبع أهواء الشيطان، وتتلخص القصة بدخول رجل على زوجته ليتفاجأ بوجود رجل آخر يتقاسم الفراش مع زوجته، فتركه يمضي بعد أن طالبه بأجرها، واكتفى بريال لذلك، ولم يقم بأي فعل آخر كقَتلها أو قتله أو حتى تأنيبها، وبعد شهر، جمع العائلتين على وليمة عشاء، فأخرج الزوج الريال من جيبه، مما جعل الزوجة تفزع خوفاً من الفضيحة فرمت نفسها من الشرفة وانتحرت، وبعد عزائها قام الكبار من عائلتها باتهام الزوج أنه سبب وفاتها، فما لبث سرد لهم قصة الريال ومنحهم الريال وقال لهم، هذا أجر ابنتكم.[1]

شاهد أيضًا: قصة ناصر الشمري السجين السعودي في اوكرانيا

قصة الريال الذي في جيبي كاملة

بدأت القصة كلها في أحد الأيام عندما عاد رجل إلى بيته في وقت غير وقته، وكأنما الله ألهمه بالعودة للبيت في هذا التوقيت، وما لبث أن دخل البيت حتى تفاجأ برجل يتقاسم الفراش مع زوجته، وَبهلعٍ شديد، لملم العشيق والزوجة ما تناثر من ثيابهما من فعلهما الفاجر ليسترا نفسيهما أمام الزوج المفجوع، الذي قابل المشهد الذي رآه بردة فعل هادئة للغاية وبكل برود، بعد أن ظن الاثنان أن الزوج سَيقتلهما ويَنتقم لشرفه، فسأله الزوج: “هل انتهيت منها؟ إن فعلت فأخرج”، وعندما شرع العَشيق المفزوع بالهروب، أوقفه الزوج وسأله قائلاً، أين أجرها؟، لم يدرك العشيق هنا ما القصد من ذلك، ولكن من خوفه أن يقوم بردة فعل تودي بحياته، أخرج ما بجيبه وقدمه للزوج، فقال الزوج، أعطني ريالاً أجراً لها فهذا كثير عليها، فمضى العشيق ناجياً بحياته ووضع الزوج الريال في جيبه.[1]

بقيت الزوجة الخائنة خائفةً من أن ينتقم الزوج منها ويقتلها، لكن الذي حصل غير ذلك تماماً، إذ اكتفى فقط بالصمت والتحدث معها للضرورة، أن اطبخي ونَظفي وافعلي واجباتك المنزلية، دون كلمة زيادة أو نقصان، وبعد شهر على هذا الحال، دعا الزوج كل أفراد عائلته وعائلتها على وليمة كبيرة، وعندما فرغوا من العشاء، ما لبث أن تغير الموقف، بعد أن جمعهم جميعاً وخاطبهم قائلاً: “سوف أحكي لكم قصة الريال الذي في جيبي” فلاحظ الجميع تغير ملامح الزوجة التي ذعرت وتملكها الخوف والهلع من ذكر القصة والفضيحة، فهمت بالجري وألقت نفسها من شرفة المنزل وتوفت، مما ولد لديهم اليقين بوجود علاقة بين انتحارها عن الشرفة وذاك الريال الذي أخرجه الرجل من جيبه، وبعد أيام من انتهاء العزاء، اضطر الرجل للدفاع عن نفسه بعد أن اتهمه أهل الزوجة الخائنة بأنه سبب وفاتها، فروى القصة على أبيها وأعمامها والعقلاء من عائلتها، وقال لهم، هاك الريال أجر ابنتكم.

موقف الإسلام من قضية الخيانة

لقد نزل الإسلام الكريم على قوم النبي عليه الصلاة والسلام، حيث كان الناس آنذاك غارقين في الكفر والفجور والمعاصي الكبيرة والصغيرة، إضافة إلى العبودية والاسترقاق ووأد البنات وغيرها من العادات الجاهلية، وقد نهى الإسلام عن هذه الأفعال واعتبرها من المعاصي التي يترتب عليها غضب الله من عبده، ومنها ما يجعل من الشخص خارجاً عن الدين إن فعلها، ومن تلك المعاصي تأتي الخيانة، التي رفضها الإسلام بكل أنواعها المختلفة، سواء خيانة الأمانة أو خيانة الثقة أو خيانة الأمة أو الخيانة الزوجية بكافة أشكالها، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَلَا تُجَٰدِلْ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا}،[2].

شاهد أيضًا: قصة فتاة المول نجلاء كاملة

حكم الزنا في الإسلام

تعد جريمة الزنا من الكبائر في الإسلام، ففيها استباحة لحُرمات الناس وهتك للأعراض وتبعد الناس عن الحلال الذي أباحه الله لنا، وتقرب الناس من الحرام الذي نهانا الله عنه، ولذلك عدها الله من الكبائر وخصها بإقامة الحد على الزاني والزانية، ولكن بعد ثبوت الحادثة وفق الشروط الشرعية كي لا نصيب قوماً بجهالة، فالادعاء على الناس بالزنا هو أمرٌ محرّم شرعاً، ولذلك هناك ضوابط شرعية لثبوت حادثة الزنا، وهناك حالتين لجريمة الزنا، فإن كان زنا المحصن، فعقوبته الرجم حتى الموت كما ثبت عند مجمع العلماء وفق ما ثبت صحته عن رسول الله والأقوال المتواترة، وَأما زنا غير المحصن، فعقوبته الجلد مائة جلدة والاستبعاد عن المدينة لمدة عام، وهذا ما ثبت بالقرآن الكريم، قال الله تعالى في كتابه الحكيم: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}،[3].

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان قصة الريال الذي في جيبي كاملة، والذي تعرفنا من خلاله على هذه القصة وتفاصيلها كاملة، كما تعرفنا على موقف الإسلام من الخيانة وحكم الزنا في الإسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى