مقالات

سبب تحريم دخول غير المسلمين لمكة

جدول المحتويات

سبب تحريم دخول غير المسلمين لمكة المكرمة في الشريعة الإسلامية، حيث إنّ مكة المكرمة هي مهد الشريعة الإسلامية وبها نزل جبريل أول ما نزل أمر الله تعالى حين قال للرسول صلى الله عليه وسلم اقرأ، لذلك فإنّ موقع سيقف مع الحكمة الشرعية من دخول غير المسلمين لمكة المكرمة، إضافة للوقوف مع حكم دخول غير المسلم للمسجد النبوي.

سبب تحريم دخول غير المسلمين لمكة

إنّ سبب تحريم دخول غير المسلمين لمكة لأنّ المشركين والكفار نجس قال الله تبارك وتعالى في سورة التوبة: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُواْ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦٓ إِن شَآءَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}،[1] والأصل أنّ مكة المكرمة طاهرة لا يدخلها مشرك ولا كافر، ولأنّ المشركين لو دخلوا إلى الحرم فصاروا قريبين من المسجد الحرام، وهو ما لا يصح أن يكون، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز الدعاء للكافر بالرحمة والمغفرة

حكم دخول غير المسلمين مكة والمدينة

اختلف العلماء في مسألة دخول الكافر إلى حرم مكة المكرمة على عدة أقوال وهي:[3]

  • القول الأول: ذهب أصحاب هذا القول إلى حرمانية دخول الكافر إلى حرم مكة المكرمة ولو كان ذلك الكافر مجتازًا فقط دون إقامة، مستدلين على رأيهم بقول الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُواْ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦٓ إِن شَآءَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}،[1] وهذا رأي جمهور علماء أهل السنة والجماعة، قال الإمام النووي: “يمنع كل كافر من دخوله، مقيما كان أو مارا. هذا مذهبنا، ومذهب الجمهور”.
  • القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول إلى جواز دخول أهل الذمة إلى مكة المكرمة، وذلك من غير إقامة من الذمي في مكة المكرمة وهذا رأي الحنفية مستدلين بقول أبو حنيفة: “: لهم دخوله، كالحجاز كله، ولا يستوطنون به، ولهم دخول الكعبة، والمنع من الاستيطان، لا يمنع الدخول والتصرف، كالحجاز”.
  • القول الثالث: ذهب أصحاب هذا القول إلى جواز مرور الكافر فقط من دون أن يقيم، أو يجلس وهو رأي أصحاب المذهب المالكي.

شاهد أيضًا: من صفات الكافرين التكذيب وعدم الصلاة والدليل

هل يجوز لغير المسلم دخول المسجد النبوي

اختلف العلماء في حكم دخول غير المسلم المسجد عامة وهو ما يدخل في نطاقه المسجد النبوي على عدة أقوال:[4]

  • القول الأول: ذهب أصحاب هذا الرأي إلى جواز دخول الكافر إلى المسجد حتى إلى المسجد الحرام، لأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل وفدًا من ثقيف في مسجده وهم كفار، فالأصل أنّ النجس في اعتقادهم وليس في بدنهم، وهذا لا يلوث المسجد، وأمّا قول الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُواْ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا}،[1] فالمراد هو استيلاؤهم عليه أو دخولهم عراة إليه كعادتهم الجاهلية، وهذا ما عليه أصحاب المذهب الحنفي.
  • القول الثاني: ذهب أصحاب هذا الرأي إلى جواز دخول الكفار إلى المساجد، ولكن شريطة إذن المسلمين لهم ما عدا المسجد الحرام، وكل مسجد في الحرم، وهذا ما عليه أصحاب المذهب الشافعي إضافة إلى إحدى الروايتين عند الإمام أحمد بن حنبل، وما صُرح من بعض الحنابلة بأنّه المذهب.
  • القول الثالث: ذهب أصحاب هذا الرأي إلى أنّه لا يجوز دخول الكافر لأي مسجد من المساجد، وهذا هو إحدى الروايتين عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، مستدلين على ذلك بما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنّ المسجد لا يصلح لحائض ولا لجنب، والكافر جنب إذ إنّه نجس.
  • القول الرابع: ذهب أصحاب هذا الرأي إلى أنّ الكافر ممنوع من دخول المسجد إلا إن كان هناك ضرورة عمل، وهو ما عليه أصحاب المذهب المالكي، وقد ذكر الصاوي في حاشيته على الشرح الصغير: “منع دخول الكافر المسجد أيضاً، وإن أذن له مسلم إلا لضرورة عمل، ومنها قلة أجرته عن المسلم وإتقانه، على الظاهر”، وهو قول أصحاب المذهب المالكي.

شاهد أيضًا: ظلم منكري القران انفسهم بدعواهم ان القران

إلى هنا نكون قد انتهينا إلى آخر مقال سبب تحريم دخول غير المسلمين لمكة وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وذكرنا رأي الفقهاء في مسألة دخول المسجد النبوي في الشريعة الإسلامية وغيره من المساجد الأخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى