حكم لعن الشيطان ولعن شخص معين
جدول المحتويات
حكم لعن الشيطان ولعن شخص معين، فالله تعالى خلق كل ما في هذه الدنيا من مخلوقات، بما في ذلك مخلوقات الأرض ومخلوقات السماء التي لا يعلم حقيقتها إلا هو عز وجل، وبما في ذلك الشيطان الذي عصا أمر ربه وأبا أن يسجد لآدم وكان من العاصين، وأصبح الشيطان هو الذي يضل الناس عن الحق حتى ذهبوا إلى لعنه، وفي مقالنا هذا عبر موقع سوف نقف على استبيان حكم لعن الشيطان واستبيان هل يجوز لعن الشيطان في أقوال العلماء.
حكم لعن الشيطان
يجوز لعن الشيطان والأولى الاستعاذة منه وهذا الحكم هو محط خلاف بين العلماء والأئمة، فقد رأى بعض العلماء أن لعن الشيطان لا يجوز، وذلك لما ورد من أحاديث نبوية شريفة أن الشيطان يتكاثر أو يزداد، ومن بينهم الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى الذي ذكر في كتابه زاد المعاد، أن الاستعاذة منه أولى، فهي بالنسبة له إهانة ومذلة، وعلى النقيض من ذلك، فقد ذهب العلماء أن اللعن جائز في الراجح على القول، لأن الله تعالى لعن الشيطان وإبليس في أكثر من آية قرآنية وفي أكثر من سورة، ويبقى العلم لله وحده.[1][2]
شاهد أيضًا: من هو النبي الذي دفنه ابليس حيا
حكم لعن الشيطان ابن عثيمين
لا ينبغي لعن الشيطان في قول الإمام ابن عثيمين رحمه الله تعالى، وجاء في نص فتواه وتفسيرها الآتي:[1]
فإن هذا لا ينبغي، بل إن الذي ينبغي أن يتعوذ الإنسان بالله من شر الشيطان، فيقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وأما لعنه وسبه فقد ذكر ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد أن ذلك مما لا ينبغي؛ لأننا أمرنا عندما ينزغ الشيطان الإنسان فإنما أمرنا بالاستعاذة بالله منه. وأما إن دعونا عليه فإنه قد يربأ بنفسه؛ يعني بمعنى يزداد، يربو بنفسه ويزداد، وأما الاستعاذة بالله منه فهي إهانة وإذلال له. فهذا هو المشروع، أن يستعيذ الإنسان بالله من الشيطان الرجيم، ولا يلعن الشيطان وأبا الشيطان.
شاهد أيضًا: حكم محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
حكم لعن الشيطان ابن باز
يجوز لعن الشيطان في قول الإمام ابن باز رحمه الله تعالى، فقد اتفق مع الإمام ابن عثيمين رحمه الله تعالى من حيث أن الأفضل الاستعاذة به، في حين ذهب مع الراجح لأقوال العلم أن لعن الشيطان أو الاستعاذة به جائزان على حد سواء، وقال في خلاصة حكمه: “لا حرج في لعنه، ولكن التَّعوذ بالله أحسن، التَّعوذ بالله من الشيطان الرجيم أفضل، وإن لعنه فلا بأس، فقد لعنه النبيُّ ﷺ: جاء في الحديث الصحيح أنَّ الشيطان تفلَّتَ عليه وهو يُصلي، فقال له: ألعنُك بلعنة الله، فإذا لعنه فلا بأس، وإن استعاذ بالله من شرِّه فذلك أفضل، وكلاهما جائزٌ.[2]
حكم لعن الشيطان إسلام سؤال وجواب
يجوز لعن الشيطان على الراجح في قول العلماء على موقع الإسلام سؤال وجواب، وأن الأولى من ذلك الاستعاذة بالله تعالى منه أو ذكر البسملة، أي قول بسم الله الرحمن الرحيم، في حين ذهب بعض العلماء إلى عدم لعن الشيطان أو قول “تعس الشيطان” نسبة إلى حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي نهى به عن ذلك، ومن العلماء الذين قالوا بالنهي عن ذلك كان الإمام ابن عثيمين والإمام ابن القيم رحمهما الله تعالى وغيرهم، وخالفهم في ذلك ابن باز رحمه الله تعالى إذ ذهب إلى ما ذهب إليه العلماء من حيث جواز لعن الشيطان، وأن الأفضل الاستعاذة منه حتى لا بتعاظم كما ورد في السنن النبوية الشريفة، ويبقى الله تعالى ومن بعده رسوله هم الأعلم.[3]
شاهد أيضًا: حكم محبة النبي صلى الله عليه وسلم
هل لعن الله إبليس في القرآن
لعن الله إبليس في القرآن في عدة سور وآيات، وقد جاء لفظ اللعن بعدة صيغ مختلفة، ومنها “لعنه الله” أو لفظ “عليك لعنتي” وغيرها من الألفاظ، ومن تلك الآيات نذكر قول الله تعالى في كتابه العزيز من سورة النساء: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا * لَّعَنَهُ اللَّهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا}[4]، وقد تحدى الشيطان هنا رب العزة وأقسم أم يضل عباده، وفي آية أخرى يظهر الله تعالى له إلى يوم الدين، وذلك من قوله عز وجل في سورة ص: {قَالَ فَٱخۡرُجۡ مِنۡهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٞ * وَإِنَّ عَلَيۡكَ لَعۡنَتِيٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلدِّينِ}[5]، وغير ذلك ورد الكثير.
شاهد أيضًا: ما هو حكم الامن من مكر الله
حكم لعن شخص معين
لا يجوز لعن شخص معين إلا بموته، فالإنسان الحي، حتى ولو كان من الفاسقين أو الكفار أو الكفار، لا يجوز لعنه في الراجح على أقوال العلم، لأن أبواب التوبة مفتوحة والتوبة جائزة حتى آخر رمق في الإنسان، فيجوز أن يصبح الإنسان مؤمناً في آخر أيامه، وعلى ذلك لا تجوز اللعنة بحقه لأي سبب، وفي ذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى: “كان أهل العلم يختارون فيمن عرف بالظلم ونحوه مع أنه مسلم له أعمال صالحة في الظاهر كالحجاج بن يوسف وأمثاله أنهم لا يلعنون أحداً منهم بعينه، بل يقولون كما قال الله تعالى: ألا لعنة الله على الظالمين. فيلعنون من لعنه الله ورسوله عاماً”، وفي الخلاصة، أجمع الكثير من العلماء على قول: “أنا لا نلعن معينا مطلقاً، ولا نحب معينا مطلقاً”.[6]
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حكم لعن الشيطان ولعن شخص معين، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة في أقوال العلماء وذكر لعن الله تعالى للشيطان في القرآن الكريم، كما تعرفنا على حكم لعن شخص معين.
المراجع
- ^binothaimeen.net , حكم لعن إبليس وأبو إبلس , 14/06/2022
- ^binbaz.org.sa , ما حكم سب أو لعن إبليس؟ , 14/06/2022
- ^islamqa.info , من السنة التسمية والتعوذ إذا نابه شيء من الشيطان , 14/06/2022
- ^سورة النساء , الآيتان 117 و 118
- ^سورة ص , الآيتان 77 و 78
- ^islamweb.net , حكم لعن الشيطان ولعن شخص معين , 14/06/2022