تقرير عن عمان والمواطنة العالمية

تقرير عن عمان والمواطنة العالمية، في إطار توثيق التعاون مع المنظمات والهيئات الدولية، بحثت سلطنة عُمان مع مركز اليونسكو الإقليمي للتربية على التفاهم الدولي لمنطقة آسيا والمحيط الهادي، سبل تعزيز مفهوم المواطنة العالمية وتحقيق الهدف السابع من أهداف منظمة اليونسكو، وعبر هذا المقال سوف يتحدث موقع عن المواطنة العالمية في سلطنة عُمان بشكل تفصيلي.

مقدمة تقرير عن عمان والمواطنة العالمية

توسع العولمة أدى إلى انتماء الفرد من المستوى الوطني إلى المستوى الدولي، تُعدُّ المواطنة العالمية وسيلة في غاية الأهمية للطلاب في الجامعات، ومن الجدير بالذكر أنّهُ هناك القليل من المعلومات حول كيفية دمجها في جامعات العالم العربي، والبعض منهم يؤكد ذلك في سياساتهم، وفي الأونة الأخيرة قامت سلطنة عُمان في تفسير وتنفيذ تعليم المواطنة العالمية في المرحلة الجامعية بجامعة السلطان قابوس، وتقديم دورة تدريبية بعنوان التربية على المواطنة العالمية في العام الدراسي 20182019، إذ تسعى سلطنة عمان للوصول إلى مجتمعٍ قوي يقوده التعليم والمواطنة العالمية الفعالة والتعايش مع الثقافات المتعددة.[1]

تقرير عن عمان والمواطنة العالمية

تُعدُّ سلطنة عُمان دولة نامية قامت بإصلاح نظامها التعليمي في عام 1998 من أجل مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، وخاصة التحديات الاقتصادية، وكان تعزيز الهوية الوطنية وتنمية الشعور بالمواطنة العالمية من بين أولويات الإصلاح التعليمي الجديد، واستكشاف التزويد الحالي لجوانب تعليم المواطنة العالمية في المدارس العمانية، وتحديد الممارسات الحالية التي تنفذها المدارس العمانية لمساعدة الطلاب العمانيين على تنمية حس المواطنة العالمية الفعالة، والتعليم العُماني لا يتمحور حول الوطن لأنه يهدف إلى تطوير الطلاب الذين لديهم وعي عالمي، واستخدام مناهج مختلفة لتطوير الشعور بالمواطنة العالمية، حيث قامت سلطنة عُمان بالاتفاق مع اليونسكو بما يخص مفهوم المواطنة العالمية، وكيفية تعزيزها وتطويرها لدى كل مواطن عُماني.[2]

معلومات عامة عن سلطنة عُمان

عُرفت سلطنة عُمان بأنها أقدم دولة مستقلة من دول العالم العربي، وتقع سلطنة عُمان في الزاوية الشرقية لشبه الجزيرة العربية، وكانت الدولة الأكثر قوة ونفوذاً في المنطقة خلال القرن التاسع عشر، وتمتلك روابط قوية من الدولة العظمى بريطانيا، إذ سيطرت على زنجبار ومناطق أخرى، ومن الجدير بالذكر أنّ مساحة سلطنة عُمان تبلغ  309500 كيلومتر مربع، وتمتلك السلطنة مجموعة متنوعة من الميزات الطبوغرافية، وتشتهر بامتلاكها لعدد هائل من الخيول العربية الأصلية، ويعيش على أراضيها أشجار اللبان ونخيل التمر.

وفي الأونة الأخيرة سعت سياسة سلطنة عُمان الخارجية المعتدلة والمستقلة إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع دول الشرق الأوسط، وأصبحت عُمان بوابة العبور الرئيسية لقطر بعد أن قطعت العديد من دول الخليج العربي الطرق البحرية المؤدية إلى قطر خلال أزمة قطر الدبلوماسية عام 2017.[3]

شاهد أيضًا: ما هو اول مسجد بني في عمان

تعريف وشرح مفهوم المواطنة العالمية

تُعرف المواطنة العالمية بأنها إجراءات اجتماعية وسياسية وبيئية واقتصادية، وهي مخصصة للأفراد والمجتمعات اللذين يستخدمون التفكير العالمي على مدى عالمي، ومعرفة أن الأشخاص عبارة عن  أعضاء في مواقع متعددة ومتنوعة ومنها محلي وغير محلي، وهم أفراد غير فاعلين ويؤثرون على المجتمعات المعزولة، والمواطنة العالمية تتيح للأفراد بتبني مسؤوليتهم الاجتماعية في التنمية المستدامة، وتم وضع مصطلح المواطنة العالمية في أهداف التنمية المستدامة وهو الهدف الرابع والذي ينص على ضمان التعليم الشامل والجيد للجميع وتعزيز التعلم مدى الحياة.[4]

شاهد أيضًا: الجامعات والكليات الخاصة في سلطنة عمان

كيف تم إدخال المواطنة العالمية إلى سلطنة عُمان

تفرض سياسة التعليم العُمانية على المدارس رعاية مواطنين فاعلين، يمتلكون ويتمتعون بسمات جيدة لتحقيق مستقبل جيد، وبعد الاتفاق مع منظمة اليونيسكو برزت أوجه التعاون المشترك بين الوزارة من خلال الاهتمام بمفهوم المواطنة العالمية، والسعي لتحقيق الهدف الأساسي وهو الاهتمام على المواطنة العالمية وتعزيز التنمية المستدامة، والتي تعني تعليم الطلاب الوعي بالترابط بين الناس والمجتمعات والبيئات حول العالم، إذ تعمل برامج المواطنة العالمية في عُمان على تحفيز المعرفة لدى الطلاب، والاهتمام بمهاراتهم ومواقفهم وقيمهم، وتعتمد المدارس الفعالة على التجارب الواقعية بين الثقافات التي تعمق فهم الطلاب للعالم ومكانهم فيه.[5]

أساسيات ومبادئ المواطنة العالمية

تُعدُّ مبادئ تعليم المواطنة العالمية من الأمور التي يجب أن تساهم في المصلحة العامة، وذلك من خلال تدريب المزيد من المواطنين العالميين على وعي ثقافي، وفي النقاط التالية مجموعة من مبادئ المواطنة العالمية بشرح مُبسط:[6]

• المسؤولية لفهم منظور الفرد، وفهم وجهات نظر الآخرين حول القضايا العالمية.
• احترام مبدأ التنوع الثقافي لبناء مجتمع عالمي مستدام قائم على القيم.
• فهم الطرق التي ترتبط بها شعوب ودول العالم ببعضها البعض وتعتمد على بعضها البعض.
• الدعوة إلى تعاون دولي أكبر مع الدول الأخرى، والحث على تعاون دولي أكبر.
• المسؤولية في الدعوة إلى تنفيذ الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بالقضايا العالمية.

شروط الحصول على المواطنة العالمية

تُعدُّ المواطنة العالمية الحرية من القيود التي تربط الأفراد بدولة وحكومة واحدة، وخلال أن يصبح الفرد مواطنًا عالميًا، يمكنهُ أنّ اكتشاف المزيد من فرص المواطنة العالمية، والتخفيف من مخاطر عدم الاستقرار السياسي، ومتطلبات المواطنة العالمية هي كالتالي:[7]

• الاعتراف بالجزء العالمي من شخصية الفرد.
• اكتشاف قيم المجتمع العالمي، والحفاظ على التنوع الثقافي في العالم.
• استكشاف طرقًا جديدة للدعوة إلى التغيير العالمي.
• المساعدة في ضمان أن السياسة الخارجية لبلدك تعزز القيم العالمية.
• المشاركة في المنظمات التي تعمل على بناء مجتمع عالمي.
• تأثير أنماط الحياة والسلوكيات اليومية على التنمية العالمية المستدامة.

شاهد أيضًا: تقع شبه الجزيرة العربية في الجنوب الغربي من قارة

ما هي الصفات التي يجب أنّ تتوافر في المواطن العالمي

يُعدُّ المواطن العالمي فرد يدرك العالم ولديه إحساس بدوره فيه، ويحترم ويقدّر التنوع وعليهم أنّ يتحملون مسؤولية أفعالهم وتفاعلاتهم مع أعضاء مجتمعاتهم المحلية ومجتمعاتهم في الخارج، ويجب أنّ يمتلكوا صفات معينة حتى يصبحوا مواطنين عالميين ومن أهم هذه الصفات ما يلي:[8]

• أن تكون الفرد مبدعًا ومرنًا ومتفانيًا.
• المشاركة كأعضاء في المجتمع الدولي.
• الالتزام بالبناء على هذا المجتمع بطريقة هادفة وإيجابية.
• تطوير المهارات المتعلقة بحل المشكلات واتخاذ القرار والتفكير النقدي والتواصل والتعاون.
• التعلم لفهم الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التنمية الاجتماعية.

شاهد أيضًا: يقع الجبل الاخضر في .. موقع الجبل الاخضر بالتحديد

أهداف المواطنة العالمية المتعلقة بالتربية

تعليم المواطنة العالمية هو استجابة اليونسكو لهذه التحديات، إذ تُعتبر المواطنة العالمية شكل من أشكال التعلم المدني، إذ نظمت اليونسكو منتديين حول تعلم المواطنة العالمية، وتم الوصول لمجموعة من الأهداف التي تتعلق بالتربية من أجل المواطنة العالمية ومنها ما يلي:[9]

• نقل المعرفة والمهارات والقيم والمواقف اللازمة للمساعدة في تعزيز التسامح والمساواة والسلام في العالم.
• الشعور بالمواطنة العالمية على الترابط السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
• فهم هياكل المواطنة العالمية والوطنية والمحلية وحقوق وواجبات ومسؤوليات كل مواطن.
• التعرف على الاختلافات والهويات المتعددة واحترامها وتقديرها.
• اكتساب القدرة على اتخاذ القرارات واستخدام أساليب وأدوات حل المشكلات.
• التعرف على التنوع البيولوجي، وتغير المناخ، والهجرة، والفقر.

عناصر المواطنة العالمية

وُجدت المواطنة العالمية عبر التاريخ كبديل جذري لأوجه القصور في نظام الدولة القومية، ويتضح هذا التحول الاجتماعي من خلال الإشارات إلى أنشطة الحركات الاجتماعية العالمية وكذلك أنشطة المواطنين الأفراد ومن عناصر المواطنة ما يلي:[10]

• العنصر المدني: وتتمثل في حرية المواطن من خلال التفكير والتعبير عن رأيه الشخصي، وحرية اتباع الدّين، وصبّ الاهتمام على حقوق الأشخاص.
• العنصر السياسي: أن يشعر المواطنون العالميون بواجبهم السياسي، إذ تتسم الهويات السياسية بطلاقة، وتكون مبنية اجتماعياً وعملياً، وتعتمد على مجموعة متنوعة من الخبرات.
• العنصر الاجتماعي: وهي المواقف المتعلقة بحقوق الإنسان، والمعاملة العادلة والمنصفة لجميع البشر،
• العنصر الثقافي: تقدير التنوع الثقافي وإبراز الاهتمام والولاء للثقافات المتنوعة في العالم.

مفهومات المواطنة العالمية في مقررات التدريس

تُعرّف المواطنة العالمية بأنها تحقيق هدف المجتمعات لمنظمة اليونيسكو، والتركيز على تطوير مهارات التعلم الاجتماعي والعاطفي، إذ ركزت سياسات التعليم في جميع أنحاء العالم على تقييم الطلاب، وجعلهم مواطني المستقبل وتعليمهم مهارات التنظيم الذاتي والتصرف، وتحقيق مفهومات المواطنة يكون كالتالي:[11]

• تحقيق هدف المجتمعات المستدامة والمسالمة من خلال منهج رقمي حول تعليم المواطنة العالمية.
• تزويد المدارس بنهج تعليمي بديل مع التركيز على توفير مساحة للتفكير الفردي والتعاون.
• دمج المعارف والمهارات والتفكير الضرورية لفهم العالم وتعقيداته.
• التركيز على التصرف والأداء والتطبيق العملي والالتزام.
• تعزيز المنهاج الدولي.
• إيجاد أسباب الصراع والعنف

المواطنة في المناهج الدراسية

تقوم المواطنة العالمية بتغذية الاحترام والتسامح مع الآخرين، وزيادة الوعي العالمي والتعاطف، إذ لم يكن البشر أكثر ارتباطًا أو اعتمادًا على بعضهم من قبل، وأصبح هناك طرق لإدخال منظور عالمي وإثبات المواطنة العالمية في المنهاج فيما يلي:[12]

• منح الطلاب الفرصة لتعليم الآخرين ثقافاتهم ووجهات نظرهم.
• تقديم وجهات نظر عالمية من خلال التاريخ.
• خلق الجو المناسب في الجهة التعليمية، والانفتاح والصدق والشفافية بين الطلاب.
• تمكين الطلاب من خلال اللغة الإنجليزية، فهي لغة مشتركة في العصر الحديث.
• التعلم من خلال الآخرين من خلال الأنشطة اللغوية.

شاهد أيضًا: طريقة التسجيل في القبول الموحد سلطنة عمان

خاتمة تقرير عن عمان والمواطنة العالمية

يُعدُّ استخدام مناهج مختلفة لتطوير الشعور بالمواطنة العالمية في سلطنة عُمان أمر مهم وضروري، إذ تناولت العلاقة بين المواطنة العالمية وسلطنة عُمان وهدف وطموح وطني، إذ يجب أن يكون الطلاب على دراية بالعالم من حولهم، ومجهزين بالمهارات اللازمة للتواصل معه، وأنّ يكون لدى الطلاب إحساس في الأدب التربوي للمواطنة العالمية، وتعتبر المدارس أهم مزودي الخدمات العالمية.

المواطنة العالمية ومكانتها في الدول

تمتلك المواطنة العالمية تعريفًا عامًا وهو الاعتراف بالترابط بين الحياة، واحترام التنوع الثقافي وحقوق الإنسان، والدعوة إلى العدالة الاجتماعية العالمية، وأسست المواطنة العالمية في مركز آسيا والمحيط الهادئ من قِبل المكتب الدولي ومنظمة اليونيسكو، وقدمت نتائج تحليل المناهج المنفذة، والتحديات والفرص لتعزيز المواطنة العالمية، وكان الهدف هو تطوير خرائط طريق لتحديد مجالات الأولوية الوطنية التي ستوجه التنفيذ في السياقات المحلي، وزيادة وعي المعلمين والدعوة بشأن المواطنة العالمية للتعليم.

وتم توضيح العلاقة بين المناهج الدراسية الوطنية والسياقات الاجتماعية والسياسية المحلية من خلال مثالين، وهما أثر التحليل التاريخي لتطوير المناهج الدراسية، والتغييرات السياسية في البلاد في نظامها التعليمي، فقد حددت البلدان الأربعة بعض التحديات المماثلة، ومنها نقص الخبرة في موضوعات المواطنة العالمية، ونقص المعلمين المدربين ومطوري المناهج المؤهلين، وعمِلت على تشكيل شبكة عالمية لتعزيز المواطنة العالمية من خلال الشراكات والمنظمات التي تتوافق مع مهمتها.[13]

شاهد أيضًا: معلومات عن اليوم الوطني العماني 

وبهذا القدر نصل لختام مقالنا تقرير عن عمان والمواطنة العالمية، والذي تناول في محتواه تقديم تقرير يضم شرح مُفصل للمواطنة العالمية في سلطنة عُمان، والتطرق لذكر في طياتهِ متطلبات المواطنة العالمية.