الاخبار

موسم للنسيان.. لماذا خيّب ريال مدريد آمال جمهوره؟

من المتوقع أن يتولى الإسباني تشابي ألونسو مدرب باير ليفركوزن الألماني، مهمة تدريب فريقه السابق خلفاً لأنشيلوتي، حيث سيقود ريال مدريد في كأس العالم للأندية في يونيو المقبل.

بعد سنوات من المجد والألقاب لم يكن موسم 2024 – 2025 كما توقعه عشاق ريال مدريد، فنادٍ بحجمه لا يقبل إلا بالتتويج، قدم موسماً باهتاً وإخفاقات بالجملة، وأداء يثير التساؤلات. 

ومنذ انطلاقة الموسم الذي شارف على الانتهاء ظهر أن النادي الملكي يفتقد للثبات، وتعثرات متكررة أمام فرق متوسطة، وتعادلات بطعم الخسارة.

والأكثر مرارة كان فوز الغريم التقليدي برشلونة على ريال مدريد في مباريات الكلاسيكو الأربع الرسمية التي جرت هذا الموسم، ما أشعل الغضب لدى جماهير “المرينغي” وأطاح بالمدرب الإيطالي الأكثر تتويجاً بالألقاب مع النادي الملكي كارلو أنشيلوتي.

رحيل أنشيلوتي

علق أنشيلوتي على الهزيمة في 4 مباريات ضد برشلونة الموسم الحالي بعد السقوط الأخير يوم 11 مايو قائلاً: “كان يجب أن ندافع بشكل أفضل. ما حدث اليوم واضح. دافعنا بشكل سيئ، ليس لأننا لعبنا بكتلة منخفضة، بل لأننا دافعنا بشكل سيئ، نقطة. الدفاع المتقدم أسهل”.

واستطرد: “كان بإمكاننا التعادل 4-4 مرتين. كنا قريبين. رأيت مباراة بين فريقين كبيرين. ليس لدي أي انتقاد على مستوى الروح أو الالتزام. قاتلنا حتى الدقيقة الأخيرة”.

وأنهى أنشيلوتي تصريحاته قائلاً: “إنه الموسم الأخير لي مع ريال مدريد، وعلينا أن نحاول الفوز في المباريات الثلاث المتبقية”.

ولم يكن موسم أنشيلوتي الأخير مع الفريق جيداً، حيث ودع دوري أبطال أوروبا وتعرض لأربع هزائم أمام الغريم التقليدي برشلونة في كلاسيكو الدوري الإسباني، بالإضافة إلى الخروج من كأس ملك إسبانيا وكأس السوبر.

ومن المقرر أن يتولى أنشيلوتي تدريب منتخب البرازيل رسمياً في 26 مايو، بعد انتهاء موسم الدوري الإسباني، كما أفادت شبكة “بي بي سي” البريطانية.

كما من المتوقع أن يتولى الإسباني تشابي ألونسو مدرب باير ليفركوزن الألماني، مهمة تدريب فريقه السابق خلفاً لأنشيلوتي، حيث سيقود ريال مدريد في كأس العالم للأندية في يونيو المقبل.

ورغم الأداء السيء هذا الموسم، يُعتبر أنشيلوتي من أنجح مدربي ريال مدريد، حيث قاد الفريق لتحقيق 15 لقباً خلال فترتين له كمدير فني، بما في ذلك دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني في الموسم الماضي.

لكن رغم مكانة أنشيلوتي الكبيرة وتاريخه مع النادي، بدا وكأنه يعاني من نفاد الحلول، إذ قدم قرارات تكتيكية متأخرة، وتدوير مفرط في التشكيلة، وافتقار للجرأة في المواجهات الكبرى، بل ونتيجة ذلك تحدثت الصحف الإسبانية عن توتر داخلي بسبب تراجع مستوى بعض اللاعبين الأساسيين دون تدخل واضح من الجهاز الفني.

وتشير صحيفة “ماركا” الإسبانية إلى أن أصوات جماهير “البرنابيو” ارتفعت منذ منتصف الموسم الجاري وحملت رسائل صريحة: “نريد مشروعاً واضحاً”، بل ووصلت المطالب إلى رحيل رئيس النادي فلورنتيو بيريز.

ترى الصحيفة أن “مؤشرات انهيار ريال مدريد هذا الموسم كانت واضحة، ولا يمكن إنكارها، لكن مسؤوليه فضّلوا غض النظر عن الحقيقة ومواصلة العمل بالعناصر الموجودة بدلاً من السعي لإيجاد حلول، حتى خرجت الأمور عن السيطرة بعد كلاسيكو الليغا”.

خيبة مبابي

الخيبة الأكبر لريال مدريد وجماهيره جاءت من كيليان مبابي، بعد أن عقدت الآمال عليه عقب رحيل نجم الفريق السابق كريم بنزيمة.

فرغم تسجيله 39 هدفاً متصدراً هدافي “الليغا” بـ29 هدفاً، إلا أن تأثيره على التوازن الدفاعي كان سلبياً، وسط تراجع مجهوداته البدنية في المواجهات الكبرى خصوصاً أمام برشلونة أو في دوري أبطال أوروبا.

حتى على المستوى البدني بدا منهكاً بشكل غير معتاد، مما يثير تساؤلات حول مزاجه وتأقلمه مع نادي أحلامه. 

ورغم أنه سجل ثلاثية في موقعة برشلونة الرابعة، لكن الفريق الكاتالوني قلب تأخره بهدفين إلى فوز، وكان من الممكن أن يصبح الفارق أكبر لولا الضعف البدني والتشتت الذي بدا على الفريق.

قطر

لكن رغم موسمه الأول المخيب للآمال، تقول صحيفة “آس” الإسبانية إن النجم الفرنسي سيكون “قائد المشروع القادم” في ريال مدريد مع قدوم ألونسو، وينظر إليه داخل النادي كبطل المواسم المقبلة.

وبحسب الصحيفة، يرى مسؤولو الريال أن مبابي يمتلك جودة استثنائية، وإذا تم بناء مشروع يخدم خصائصه ومهاراته، فقد يتحول إلى “وحش كروي” حقيقي يُهيمن على السنوات القادمة في القارة الأوروبية.

كما تشير إلى أنه رغم التألق اللافت لنجوم مثل فينيسيوس جونيور، رودريغو، وجود بيلينغهام خلال المواسم الماضية، إلا أن الأصوات داخل النادي تؤكد أن مبابي وحده يجب أن يكون القائد الحقيقي لهذا المشروع، وأن المدرب الجديد ألونسو مطالب ببناء الفريق حوله، فهل يكون على مستوى الرهان الموسم المقبل؟.

3 أسباب رئيسية

يرجع المحلل الرياضي عبدالله طعمة، في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، خروج النادي الملكي خالي الوفاض من الألقاب خلال الموسم المنتهي إلى 3 أسباب، رغم أنه كان قريباً من الفوز بها.

1. قصور المنظومة التكتيكية

نهج المدرب أنشيلوتي لم يُظهر مرونة كافية في المباريات الحاسمة، إذ عجز عن إيجاد حلول هجومية أو دفاعية فعّالة عند تغيّر مجريات اللقاء، وهذا الجمود التكتيكي حرم الفريق من ترجمة أفضلية الاستحواذ إلى انتصارات حاسمة.

2. الإصابات في الخط الخلفي

سلسلة إصابات ضربت الدفاع، فاضطر الجهاز الفني إلى إشراك لاعبي وسط مثل أوريلين تشواميني، إدواردو كامافينغا، وفيديريكو فالفيردي في مراكز غير مألوفة، هذا الارتباك الهيكلي أثّر على توازن الفريق وأفسح المجال لخصومه لاستغلال المساحات.

3. تراجع المستوى الفردي لنجوم مؤثرين

تذبذب أداء عناصر محورية كفينيسيوس جونيور، رودريغو، ولوكاس فاسكيز، في فترات حرجة أفقد الفريق حِدّته المعتادة، حتى جود بيلينغهام، الذي بدأ الموسم بقوة، عانى من تراجع مردوده في الثلث الأخير من الموسم.

يشير طعمة إلى أن هذه العوامل الثلاث هي السبب المباشر لحسم برشلونة مواجهات الكلاسيكو الأربع في الدوري، وكأس الملك وكأس السوبر الإسباني، ما حرم ريال مدريد من نقاط حاسمة وأقصاه من بطولات مباشرة، موضحاً أنه “لو حول الملكي نتيجتي الدوري لصالحه لكان الصراع على اللقب بشكل مغاير تماماً”، ليبقى الأمل معلّقاً على أداء أفضل في الموسم المقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى