صحيفة: شركات من أمريكا والإمارات والأردن ستوزع مساعدات في غزة

“يديعوت أحرنوت”: القرار الإسرائيلي بإدخال المساعدات إلى القطاع جاء نتيجة ضغوط أمريكية
كشف صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، اليوم الاثنين، أن شركة أمريكية أسست حديثاً هي من ستوزع المساعدات على سكان قطاع غزة، كما ستسبقها أخرى من الإمارات والأردن.
وأوضحت الصحفية، أن خريجي وحدات قتالية أمريكية نخبوية وصلوا “إسرائيل” أواخر الشهر الماضي وخضعوا لتدريب لتأمين توزيع الطرود الغذائية بغزة.
كما أشارت إلى أنه مع تقدم العملية العسكرية البرية سيتم إنشاء نقاط توزيع جديدة، كما ستقوم شركات أردنية وإماراتية بتوزيع كميات قليلة من المساعدات في غزة الأسبوع الجاري، قبل تولّي الشركة الأمريكية توزيع المساعدات.
وبحسب الصحيفة، فإن القرار الإسرائيلي بإدخال المساعدات إلى القطاع جاء نتيجة ضغوط أمريكية، وبعد ساعات من وصفِ ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للشرق الأوسط الظروف على أرض الواقع في غزة بأنها “خطيرة للغاية”.
وقال ويتكوف لشبكة “إي بي سي إن” إن إدارة الرئيس دونالد ترامب لن تسمح بحدوث أزمة إنسانية في غزة.
وأضاف: “لا أعتقد أن هناك أي اختلاف بين مواقف الرئيس ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؛ المشكلة حالياً هي كيف ندخل كل الشاحنات الإغاثية إلى غزة”.
وتابع قائلاً: “نعمل على إرسال مطابخ متنقلة وشاحنات محملة بالطحين، والإسرائيليون قالوا إنهم سيسمحون بدخول عدد كبير من هذه الشاحنات، لا تريد واشنطن أن ترى أزمة إنسانية في غزة، ولن تسمح بحدوثها في عهد الرئيس ترامب”.
مجاعة وشيكة
وكان برنامج الأغذية العالمي قد قال إن تحليلات الأمن الغذائي في قطاع غزة تشير إلى أنه في سباق مع الزمن لتفادي المجاعة، داعياً برنامج الأغذية العالمي المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لاستئناف تدفق المساعدات.
وتواجه غزة خطر مجاعة وشيكة في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي، حيث يهدد الانهيار المتسارع في الخدمات الأساسية حياة أكثر من 2.4 مليون مدني في القطاع، وفق ما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في بيان صدر يوم الإثنين.
وطالب البيان بإدخال 500 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود يومياً كحد أدنى، محذراً من أن نقص الإمدادات يفاقم من سوء التغذية وينذر بكارثة إنسانية متكاملة الأركان، مع خروج عشرات المخابز والمستشفيات عن الخدمة وتوقف محطات ضخ المياه والصرف الصحي.
وأشار البيان رقم (828) إلى أن الجوع وسوء التغذية يضربان بشدة شرائح واسعة من السكان، خاصة الأطفال وكبار السن والمرضى، في ظل غياب الغذاء والدواء والكهرباء والماء.
واتهم البيان “إسرائيل باتباع سياسات ممنهجة تستهدف المدنيين”، معتبراً ذلك “انتهاكاً صارخاً لاتفاقيات جنيف واستخداماً للغذاء كأداة حرب”.
ودعا المكتب الإعلامي المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف “الموت البطيء” في غزة، محذراً من أن التلكؤ في الاستجابة يمثل “وصمة عار في جبين العالم”.
كما حمّل البيان “إسرائيل” وحلفاءها، خصوصاً الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن استمرار ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية”.
وأكد المكتب الإعلامي ضرورة الفتح الكامل والفوري للمعابر، والسماح بإدخال المساعدات دون شروط، وتمكين المنظمات الإغاثية من العمل بحرية داخل القطاع، كما طالب “بمحاسبة إسرائيل على استخدام الحصار والتجويع كأداة من أدوات الحرب”، مشدداً على أن “الصمت الدولي لم يعد مقبولاً”.
ويأتي البيان في وقت تصاعدت الانتقادات الدولية تجاه استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، ومنع دخول الغذاء والدواء منذ مطلع مارس الماضي.
وفي موقف أممي، شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على أن “هجمات حماس المروعة في 7 أكتوبر لا تبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”، داعياً إلى وقف إطلاق نار دائم، والإفراج غير المشروط عن جميع الأسرى، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية.