الاخبار

خنق المستشفيات.. “إسرائيل” تحكم الحصار على مرضى السرطان في غزة

إجراءات الاحتلال الممنهجة ضد المستشفيات تجعل من المستحيل استمرار تقديم الرعاية الطبية للجرحى والمرضى.

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار المفروض على قطاع غزة، خرج مستشفى غزة الأوروبي، الواقع في محافظة خان يونس جنوب القطاع، عن الخدمة، مما زاد من معاناة مرضى السرطان الذين يعتمدون عليه بشكل أساسي لتلقي العلاج.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأحد، أن مستشفى غزة الأوروبي توقف عن العمل بعد أن اضطرت طواقمه إلى تفريغ الأجهزة الطبية والمعدات داخله، وإخلائه من المرضى والجرحى، وذلك عقب تهديدات الاحتلال الإسرائيلي وأوامر الإخلاء التي أصدرها للمواطنين في مناطق شرق خان يونس ومنطقة الفخاري التي يقع فيها المستشفى.

وكان مستشفى غزة الأوروبي الذي تعرض لقصف عنيف، يعد الملاذ الأخير لمرضى السرطان في القطاع، خاصة بعد تدمير مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، الذي كان المركز الوحيد المختص في تقديم العلاج الكيميائي.

ويشكل خروج المستشفى غزة عن الخدمة ضربة قاسية للمنظومة الصحية في قطاع غزة، ويفاقم من معاناة مرضى السرطان الذين يواجهون ظروفاً صحية كارثية في ظل استمرار العدوان والحصار.

ومع خروج المستشفى الأوروبي عن الخدمة، أصبح المرضى يواجهون موتاً بطيئاً بسبب نقص الأدوية الأساسية والعلاجات التلطيفية، وعدم توفر الأجهزة الحيوية.

الدكتور موسى الصباح، رئيس قسم الأورام السرطانية في المستشفى، أكد، في تصريحات صحفية، أن المستشفى كان الوحيد الذي يقدم خدمات طبية لمرضى السرطان في القطاع، وأنه يفتقر إلى العلاجات الكيماوية الأساسية والأدوية التلطيفية، وهناك مرضى حالتهم تتدهور.

إجراءات ممنهجة

من جانبه، أكد مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، محمد زقوت، أن إجراءات الاحتلال الممنهجة ضد المستشفيات تجعل من المستحيل استمرار تقديم الرعاية الطبية للجرحى والمرضى.

وقال زقوت في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، إن “ممارسات الاحتلال تسببت بخروج المستشفيات الكبرى عن الخدمة بالكامل”.

وأفاد بأن مستشفى غزة الأوروبي تعرض لقصف بـ14 صاروخاً، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية وخطوط الأكسجين، مما يعقّد إعادة تشغيله.

وأوضح زقوت أن الاحتلال يتعمد قتل الجرحى بمنع وصولهم للمستشفيات، إضافة إلى استهداف مباشر للمرضى والأطقم الطبية داخلها.

وكشف أن طائرات الاحتلال أطلقت النار بشكل مباشر على قسم العناية المركزة في المستشفى الإندونيسي.

وبين أن هناك أربع حالات تتلقى الرعاية في العناية المركزة، في حين تحتاج حالتان أخريان لها ولا يمكن استمرار تقديم الخدمة لهما.

وأشار إلى أن مستشفى العودة تعرض لقذائف وإطلاق نار من طائرات الاحتلال، مما يعرّض حياة المرضى والطواقم الطبية للخطر

واتهم الاحتلال بمنع دخول الوفود الطبية التي تُسهم في إجراء العمليات التخصصية والمعقدة.

وذكر أن أقسام العناية المركزة والعمليات والطوارئ تعمل في ظروف كارثية بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية المنقذة للحياة.

ومنذ بدئه حرب الإبادة في 7 أكتوبر 2023، عمد الجيش الإسرائيلي إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظم مستشفياتها عن الخدمة، ما عرّض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

ويبلغ عدد المستشفيات العاملة في غزة 19 مستشفى تعمل جزئيا، بينها 8 حكومية و11 خاصة، من أصل 38 مستشفى، وفق وزارة الصحة بغزة.

كما تعمل في القطاع 9 مستشفيات ميدانية تقدم خدمات طارئة وسط الإبادة الإسرائيلية في حق الفلسطينيين.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات الآلاف من النازحين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى