الاخبار

إنترنت الفضاء.. ستارلينك تحلق في سماء الخليج

في العام 2022، أصبحت البحرين أول دولة خليجية تمنح رخصة لستارلينك للعمل على أراضيها.

في ظل التقدم السريع في تقنيات الاتصال، تبرز خدمة “ستارلينك” التابعة لشركة “سبيس إكس” التي أسسها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، كمشروع ثوري يهدف إلى ربط العالم بشبكة إنترنت فضائي عالية السرعة، خاصة في المناطق النائية التي تفتقر إلى بنى تحتية تقليدية.

وشهدت منطقة الخليج العربي اهتماماً متزايداً بهذه التقنية المتقدمة، حيث بدأت بعض الدول في اعتماد الخدمة لتطوير قطاعات الطيران، والرعاية الصحية، والملاحة، إضافة إلى تحسين الاتصالات في المناطق الصحراوية والنائية.

ودخلت خدمة الإنترنت الفضائي “ستارلينك” منطقة الخليج العربي لأول مرة عام 2022، مما يمثل تحولاً كبيراً في مجال الاتصال الرقمي.

ما هي “ستارلينك”؟

“ستارلينك” هي شبكة عالمية من الأقمار الصناعية تدور في مدار منخفض حول الأرض، مصممة لتقديم خدمة إنترنت عالية السرعة ومنخفضة الكمون (latency).

وبخلاف الأقمار الصناعية التقليدية التي تدور في مدارات مرتفعة، تعتمد ستارلينك على آلاف الأقمار الصغيرة لخفض زمن الاستجابة وتحسين تجربة الاستخدام.

وحتى مطلع العام الجاري، تجاوز عدد الأقمار الفعالة 6 آلاف قمر صناعي، فيما وصل عدد المستخدمين عالميًا إلى أكثر من 5 ملايين، موزعين على أكثر من 125 دولة، منها دول خليجية بدأت تتبنى الخدمة بفعالية.

ويعمل الإنترنت عبر تقنية ستارلينك من خلال توصيل المستخدمين بالأقمار الصناعية عبر طبق هوائي يتم توصيله بجهاز التوجيه والمودم الخاصين بالمستخدم، والتي بدورها تكون متصلة بالإنترنت حيث تتميز بـ:

  • سرعة التنزيل: من 25 إلى 220 ميغابت في الثانية.
  • زمن الاستجابة: من 25 إلى 60 ميلي ثانية.
  • عدم وجود حدود بيانات صارمة في بعض الخطط.
  • إمكانية التركيب الذاتي للمستخدمين.
  • تغطية عالمية تشمل البحر والجو والبر.
  • الاتصال مستقر والتدفق عال حتى أثناء ذروة الاستخدام وفي الظروف الجوية القاسية.

لكن رغم المزايا التقنية التي تقدمها خدمة “ستارلينك”، إلا أن ارتفاع أسعار الاشتراك والمعدات أحد أبرز سلبياته، حيث تبلغ تكلفة المعدات الأساسية نحو 599 دولار، في حين تبدأ رسوم الاشتراك الشهري من 120 دولار.

كما تواجه منافسة متصاعدة من مشاريع كبرى مثل “كايبر” التابع لشركة “أمازون” و”وان ويب”، وخدمة “آبل” للانترنت الفضائي.

لكن تبقى “ستارلينك” تشكل حجر أساس لتقنيات متقدمة مثل القيادة الذاتية في سيارات تسلا، والروبوتات المتصلة بالذكاء الاصطناعي، والمدن الذكية والمرافق غير المتصلة تقليدياً، ودعم الملاحة في الطائرات والسفن.

ستارلينك والخليج

وتعد السعودية أحدث الدول الخليجية التي تصل إليها خدمة “ستارلينك”، حسبما أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك خلال مشاركته، (الثلاثاء 13 مايو)، في إحدى جلسات منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، التي خُصصت لمناقشة آفاق الذكاء الاصطناعي ومستقبل التقنية، 

وأوضح أن المملكة سمحت باستخدام خدمة الإنترنت الفضائي “ستارلينك” لأغراض الملاحة والطيران داخل المملكة، شاكراً إياها على هذه الخطوة.

ويمثل دخول “ستارلينك” إلى منطقة الخليج علامة فارقة في مستقبل الاتصالات، خاصة في ظل توجه دول المنطقة نحو رقمنة الخدمات وتعزيز الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والتقنيات السحابية.

وفي العام 2022، أصبحت البحرين أول دولة خليجية تمنح رخصة لستارلينك للعمل على أراضيها.

أما في أكتوبر 2024، فقد أطلقت الخطوط الجوية القطرية أول رحلة مزودة بخدمة ستارلينك على متن طائرة “بوينغ 777” من الدوحة إلى لندن.

وتوفر “القطرية” هذه الخدمة المجانية للمسافرين في جميع الدرجات بسرعات تحميل تصل إلى 215 ميغابت في الثانية، مما يتيح إجراء مكالمات فيديو وبث الفيديوهات والألعاب عبر الإنترنت.

أما الإمارات فرغم أنه لم تعتمد الخدمة بعد، فقد قامت بالتعاون مع الولايات المتحدة في فبراير 2024، بتفعيل خدمة ستارلينك في مستشفى ميداني إماراتي في غزة.

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية حينها، إن الخدمة تهدف إلى تقديم استشارات طبية تساهم في إنقاذ حياة المرضى، من خلال تقنية الاتصال المرئي في الوقت الفعلي، مشددةً على أهمية “توفير خدمات الإنترنت الفعالة والسريعة لضمان تقديم أعلى مستوى للرعاية الطبية في المستشفيات التي توفر العلاج الطبي للمصابين والمرضى الفلسطينيين في غزة”.

وفي مارس 2025، أصبحت خدمة ستارلينك متاحة في سلطنة عمان، مما يعزز من قدرات الاتصال في المناطق البعيدة ويتيح فرصاً جديدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى