الاخبار

واشنطن: آلية جديدة لتوزيع المساعدات في غزة عبر «شركات خاصة»

غزة (الاتحاد)

قال السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، أمس، إن إسرائيل لن تشارك في عملية توزيع المساعدات على قطاع غزة، لكنها ستسهم في توفير الأمن، فيما أكد أن إيصال المساعدات لا يتوقف على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك فيما يعاني القطاع أزمة جوع إثر حصار إسرائيلي مستمر منذ مارس الماضي. 
وأضاف هاكابي في تصريحات صحافية: «الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يريد أن يتم توزيع الغذاء في غزة بأمان وكفاءة»، لافتاً إلى أن الآلية الجديدة للمساعدات الإنسانية لا تعتمد على وقف العمل العسكري، معرباً عن أمله في أن تبدأ قريباً.
جدير بالذكر أن إسرائيل أوقفت في 2 مارس إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة رغم وجود مئات الشاحنات من المساعدات الدولية التي تنتظر الدخول، الأمر الذي فاقم من المجاعة في القطاع.
وأوضح السفير، أنه «سيتم الكشف عن المزيد من التفاصيل في الأيام المقبلة، وستكون هناك مشاركة من منظمات غير ربحية»، فيما قال إن هناك حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية في غزة.
وأعلن السفير، أن «شركات أمن خاصة» ستكون مسؤولة عن ضمان سلامة العاملين وتوزيع الغذاء، وبسؤاله عن قواعد الاشتباك التي ستتبعها شركات الأمن الخاصة المشاركة في الخطة الأميركية لتوزيع المساعدات في القطاع، رفض هاكابي التعليق، لكنه أضاف «كل شيء سيكون متوافقاً مع القانون الإنساني الدولي». 
وأشار السفير الأميركي لدى إسرائيل، أن «بعض الشركاء تعهدوا بالتمويل، ولا يريدون الكشف عن هوياتهم حتى الآن». 
وقالت الخارجية الأميركية، أمس الأول، إن التوصل إلى حل لإيصال المساعدات إلى غزة «بات وشيكاً»، وإن إعلاناً سيصدر قريباً، فيما أعربت منظمات إنسانية وعاملون في مجال الإغاثة عن شكوكهم في جدوى الخطة الجديدة لتوزيع المساعدات، مشيرين إلى أنها قد لا تحدث فرقاً مع سكان القطاع المتضررين من الحرب الإسرائيلية والحصار.
ولأكثر من مرة، حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ومؤسسات حقوقية، ومسؤولون أمميون، من مخاطر المجاعة وسوء التغذية الحاد الذي وصل له فلسطينيو غزة، خاصة الأطفال والكبار في السن بسبب منع إسرائيل دخول المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية للقطاع.
بدورها، قالت الناطقة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إنه سيكون «من الصعب جدّاً» توزيع المساعدة الإنسانية في غزة من دون الوكالة.
وخلال إحاطة إعلامية من عمان، صرّحت جولييت توما «من المستحيل الاستعاضة عن الأونروا في مكان مثل غزة، فنحن أكبر منظمة إنسانية».
وقالت: «لدينا في غزة أكثر من 10 آلاف شخص يعملون على تسليم الإمدادات القليلة المتبقية، كما تدير الوكالة ملاجئ للنازحين».
وأكّدت «من الصعب جدّاً جدّاً تصوّر أيّ عملية إنسانية من دون الأونروا».
وانتقدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» الخطط الأميركية لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة، وقالت إنها ستفاقم معاناة الأطفال والأسر.
وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم «اليونيسف»: «يبدو أن مشروع الخطة الذي قدمته إسرائيل لمجتمع الإغاثة من شأنه أن يفاقم المعاناة المتواصلة للأطفال والأسر في قطاع غزة».
وأضاف إلدر أن حديثه ينطبق أيضاً على المؤسسة الجديدة التي يعتقد أنها جزء من الخطة الموسعة نفسها.
وقال إلدر الذي شارك في مهام عدة ترتبط بغزة منذ اندلاع الحرب، إن «استخدام المساعدات الإنسانية كطعم لإجبار الناس على النزوح، خاصة من الشمال إلى الجنوب، سيتركهم أمام اختيار مستحيل: اختيار بين النزوح والموت». وأضاف «من الواضح أن الهدف هو تعزيز السيطرة على مقومات الحياة الأساسية كتكتيك ضغط».
ودعا إلدر إسرائيل بدلاً من ذلك إلى رفع الحصار الذي تفرضه منذ أكثر من شهرين على دخول المساعدات إلى القطاع، والذي تسبب في تفشي الجوع على نطاق واسع ويثير مخاوف من ارتفاع الوفيات نتيجة لسوء التغذية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى