الكشف عن نظام بيئي فريد في أعماق ضفة فرسان السعودية

وثّقت الدراسة وجود كائنات بحرية متنوعة في ظروف كان يُعتقد سابقاً أنها غير ملائمة للحياة البحرية.
كشفت دراسة عن نظام بيئي بحري غير معتاد تحت ثالث أكبر منظومة للشعاب المرجانية في العالم، وذلك في منطقة ضفة فرسان القريبة من الحدود الجنوبية الغربية للمملكة العربية السعودية.
الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) والمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، نُشرت مؤخراً في مجلة PNAS Nexus، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) الأحد.
ووثّقت الدراسة وجود كائنات بحرية متنوعة، من بينها أنواع من الشعاب المرجانية والأسماك، في بيئة منخفضة الأوكسجين ومرتفعة الحموضة، وهي ظروف كان يُعتقد سابقاً أنها غير ملائمة للحياة البحرية.
وقالت الدكتورة شانون كلاين، الباحثة في كاوست وقائدة الدراسة، إن “النتائج أظهرت قدرة غير متوقعة لهذه الكائنات على التأقلم، إذ تبين أن بعض الأنواع تمتلك آليات فسيولوجية تقلل من حاجتها إلى الأوكسجين، ما يسمح لها بالبقاء في بيئة قاسية”.
وأضافت أن حركة الأسماك بدت أبطأ من المعتاد، بينما أظهر المرجان صحة جيدة رغم الظروف التي عادةً ما تعيق عملية التكلس.
وتمتد منظومة شعاب فرسان، وهي الأكبر في البحر الأحمر، إلى أعماق تجاوزت 200 متر في بعض المناطق، ما يجعل هذا الاكتشاف مهماً لفهم مدى تحمل الشعاب المرجانية لظروف بيئية متطرفة.
وتأتي هذه النتائج في وقت يشهد العالم ارتفاعاً في درجات حرارة المحيطات وانخفاضاً في مستويات الأوكسجين البحري، وهما عاملان يهددان استدامة الحياة البحرية.
ووفقاً للباحثين، فإن دراسة هذه الكائنات قد تساهم في توسيع المعرفة العلمية حول استراتيجيات التكيف الممكنة في مواجهة التغير المناخي.
من جهته، قال الدكتور محمد قربان، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية وأحد المشاركين في الدراسة، إن “الاكتشاف يعزز من أهمية البحر الأحمر كبيئة طبيعية فريدة لدراسة مرونة الأنظمة البيئية البحرية”، مؤكداً على “ضرورة تكثيف جهود البحث والحفاظ على هذه المواطن النادرة”.
وشارك في إعداد الدراسة عدد من الباحثين من كاوست، من بينهم الدكتورة فروكيه فان دير زوان، أستاذ مساعد، والدكتورة فرانشيسكا بينزوني، أستاذ مشارك، إلى جانب البروفيسور كارلوس دوارتي، أستاذ ابن سينا المتميز.