الاخبار

في يوم الطفل الفلسطيني.. أطفال غزة تحت وطأة القتل والتشريد

يأتي يوم الطفل الفلسطيني في وقت يعاني فيه أطفال غزة من ظروف إنسانية كارثية تشمل القتل والتشريد والمجاعة

يحيي الفلسطينيون في 5 أبريل من كل عام “يوم الطفل الفلسطيني”، وهو مناسبة تهدف إلى تسليط الضوء على حقوق الأطفال الفلسطينيين والانتهاكات التي يتعرضون لها في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

وتحل ذكرى هذا العام في وقت يعاني فيه أطفال غزة من ظروف إنسانية كارثية، تشمل القتل والتشريد والمجاعة، إلى جانب الخوف المستمر من القصف والتدمير، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.

يعد يوم الطفل الفلسطيني مناسبة للتذكير بالحقوق الأساسية للأطفال، مثل الحق في الحياة، والتعليم، والصحة، والعيش في بيئة آمنة، لكن هذه الحقوق تنتهك يومياً بفعل الاحتلال الإسرائيلي، حيث يواجه الأطفال الفلسطينيون، لا سيما في قطاع غزة، ظروفاً قاسية تهدد مستقبلهم وحياتهم.

أرقام صادمة

ويعيش أطفال غزة تحت تهديد مستمر بسبب القصف الإسرائيلي، حيث فقد آلاف الأطفال حياتهم أو أُصيبوا بجروح خطيرة خلال الهجمات العسكرية المتكررة، كما أجبرت آلاف العائلات على النزوح، مما ترك الأطفال في حالة من الضياع والحرمان من الاستقرار والأمان.

أدى العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة وتدمير البنية التحتية إلى نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة، ما تسبب في ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال، كما أن انعدام الأمن الغذائي يجعلهم عرضة لأمراض خطيرة قد تؤثر على نموهم ومستقبلهم.

كما يعيش الأطفال في غزة تحت ضغط نفسي هائل بسبب القصف المتكرر وفقدان أحبائهم، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.

رئيسة الإحصاء الفلسطيني، علا عوض، أكدت أن عدد سكان دولة فلسطين بلغ نحو 5.5 مليون نسمة مع نهاية العام 2024، وتوزعوا بواقع 3.4 مليون في الضفة الغربية و2.1 مليون في قطاع غزة إذ يشكل الأطفال دون سن 18 عاماً 43% من إجمالي السكان؛ أي ما يقارب 2.38 مليون طفل/ة،  بواقع 1.39 مليون في الضفة الغربية و0.98 مليون في قطاع غزة موضحة في تصريح وصل “الخليج أونلاين”:

  • بلغ عدد الشهداء منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، 50 ألفاً و21 شهيداً، منهم 17 ألفاً و954 طفلاً، من بينهم 274 رضيعاً ولدوا واستشهدوا تحت القصف.

  • 17 طفلاً ماتوا نتيجة البرد في خيام النزوح، و52 طفلاً قضوا بسبب التجويع وسوء التغذية الممنهج.

  • عدد الجرحى 113 ألفاً و274 جريحاً، 69% منهم من الأطفال والنساء.

  • عدد المفقودين أكثر من 11 ألفاً و200 مواطن، 70% منهم أطفال ونساء.

  • خلال عام 2024 فقط، تم توثيق اعتقال ما لا يقل عن 700 طفل فلسطيني.

  • يتعرض الأطفال المعتقلون لانتهاكات جسيمة تشمل اقتحام المنازل ليلاً، والاعتداء بالضرب أمام ذويهم، وإطلاق النار عليهم، وتقييد أيديهم وأرجلهم، وتغطية أعينهم، والحرمان من المساعدة القانونية.

  • لا يزال الاحتلال يحتجز أكثر من 350 طفلاً أسيراً، حتى مارس 2025.

  • بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في يناير 2025، تم الإفراج عن، 51 طفلاً من الضفة الغربية، القدس، والخط الأخضر، و44 طفلاً من قطاع غزة، جميعهم اعتقلوا بعد 7 أكتوبر.

طفولة تحت النار

وفقاً للتقديرات الرسمية الفلسطينية، فقد 39 ألفاً و384 طفلاً في قطاع غزة أحد والديهم أو كليهما بعد 534 يوماً من العدوان الإسرائيلي، من بينهم نحو 17 ألف طفل حُرموا من كلا الوالدين، ليواجهوا الحياة دون أي سند أو رعاية أسرية.

يعيش هؤلاء الأطفال في ظروف مأساوية، إذ اضطر كثير منهم للجوء إلى خيام ممزقة أو منازل مدمرة، وسط غياب شبه كامل للرعاية الاجتماعية والدعم النفسي.

تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في مارس الماضي، كشف عن واقع كارثي يعيشه الأطفال ذوو الإعاقة في غزة، حيث أصيب ما معدله 15 طفلاً يومياً بإعاقات دائمة نتيجة استخدام أسلحة متفجرة محظورة دولياً، ليصل العدد الإجمالي إلى 7 آلاف و65 طفلاً، من بينهم مئات فقدوا أطرافهم أو بصرهم أو سمعهم.

كما سُجلت 4 آلاف و700 حالة بتر، بلغت نسبة الأطفال بينهم 18%، أي ما يعادل 846 حالة، مما فاقم من حجم المعاناة الجسدية والنفسية لهؤلاء الأطفال.

ويعاني هؤلاء الأطفال أيضاً من كارثة مركبة، بين الإعاقات الجسدية والتأثيرات النفسية الحادة، وسط انهيار كامل في النظام الصحي، جراء تدمير المستشفيات ومنع دخول الإمدادات الطبية والأطراف الصناعية.

كما أدى انتشار سوء التغذية إلى تفاقم التشوهات العظمية وإعاقة التئام الجروح، في حين يتهدد خطر الموت نحو 7 آلاف و700 طفل من حديثي الولادة بسبب نقص الرعاية الطبية، حيث تعمل المستشفيات المتبقية بقدرات محدودة جداً، ما يعرض حياتهم للخطر، بحسب التقرير الأممي.

وخلال العدوان، سُجل تفشي فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة للمرة الأولى منذ 25 عاماً، نتيجة انخفاض نسبة التلقيح من 99% إلى 86% بسبب تدهور الأوضاع الصحية.

ونفذت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة الأخرى ووزارة الصحة الفلسطينية، ثلاث جولات تطعيم في محاولة للسيطرة على انتشار المرض.

تطهير عرقي 

عائد أبو قطيش مدير “الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين”، أكد أن هناك سلوكاً إسرائيلياً متكرراً لقتل الأطفال الفلسطينيين، خاصة بعد 7 أكتوبر 2023 مضيفاً لـ “الخليج أونلاين”:

  • لا توجد ضرورة لإطلاق النار على الأطفال لقتلهم، كونهم لا يشكلون أي خطر على حياة الجنود.

  • ثقافة الإفلات من العقاب لدى جنود الاحتلال شكلت ضوءاً أخضر لهم لقتل الأطفال.

  • هناك أيضاً اعتداءً على مقدمي الخدمات الطبية للأطفال، ومنعهم من الوصول إليهم خلال إصابتهم من قِبَل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

  • القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان ينصّان على توفير حماية خاصة للأطفال.

  • لكن لا يتم تفعيل هذه المبادئ والمعايير التي عمل عليها المجتمع الدولي خلال العقود الثمانية الأخيرة، ليكون الضحية هو الطفل الفلسطيني، والقاتل هو الجندي الإسرائيلي، دون وجود مساءلة أو محاسبة.

  • جنود الاحتلال يحظون بدعم كامل من دولتهم رغم انتهاكهم لحقوق الأطفال، وارتكابهم الجرائم بحقهم.

  • الأطفال الفلسطينيين يتعرضون لعملية تجويع وتطهير عرقي وشيطنة، لتبرير قتلهم، وسط عجز غير مسبوق من المجتمع الدولي في التعاطي والتدخل لحمايتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى