الاخبار

أزمة نظافة في غزة.. إغلاق المعابر يشل البلديات وينشر الأمراض

تسبب إغلاف الاحتلال للمعابر في تكدس النفايات في الشوارع والأحياء المختلفة في قطاع غزة

تفاقمت أزمة تراكم النفايات في قطاع غزة بشكل كبير نتيجة استمرار إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي، للمعابر ووقف إدخال الوقود اللازم لتشغيل المركبات التي تعمل على تجميع النفايات، لليوم الثالث عشر على التوالي.

وتسبب إغلاق الاحتلال للمعابر في تكدس النفايات في الشوارع والأحياء المختلفة في غزة، مما يشكل تهديداً صحياً وبيئياً خطيراً على سكان القطاع، وتحوله لمنطقة خصبة لانتشال الأمراض والأوبئة.

وتراجعت بلديات القطاع عن رفع النفايات نتيجة توقف إمدادات الوقود، وهو ما يجعل سكان غزة يمشون على أكوام من النفايات.

وصدرت أصوات حقوقية وأممية تطالب بضرورة إنهاء أزمة تجميع وترحيل النفايات من بين أماكن وجود السكان في قطاع غزة، بسبب الخطورة التي تتركها على صحتهم.

وحذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن تراكم أكثر من 270 ألف طن من النفايات الصلبة في قطاع غزة يشكل كارثة بيئية وصحية، وقد يؤدي إلى انتشار أمراض وأوبئة، خاصة في ظل تدمير الهياكل الأساسية لخدمات المياه والصرف الصحي.

كما سبق ونبه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن مسألة إدارة النفايات الصلبة في غزة أصبحت حاجة ملحة، وتتطلب دعماً وحلولاً فورية.

وذكر البرنامج الأممي في تقرير عبر موقعه الإلكتروني، أن هذه الأزمة انعكاس للأزمة الإنسانية الأوسع في القطاع.

وسبق أن وضع البرنامج الخطوط العريضة لخارطة طريق شاملة معنية بالإدارة المستدامة للنفايات في غزة، مع التركيز على التحول إلى نموذج الاقتصاد الدائري، ولكن منذ اندلاع الحرب، تحولت الأولويات نحو المساعدة الإنسانية العاجلة.

أطنان من النفايات

اضطرت بلديات قطاع غزة إلى استخدام العربات التي تجرها الحيوانات من أجل تجميع النفايات إلى مكبات مؤقتة وضعتها داخل المدن لعدم وجود الوقود وتوقف العربات، وعدم سماح الاحتلال بترحيل النفايات إلى المكبات الرئيسية.

أمام منزل الغزي أحمد الشريف في مدينة غزة تتجمع كميات كبيرة من النفايات التي يلقيها السكان وتعجز البلديات عن نقلها.

يقول الشريف لـ”الخليج أونلاين”: “النفايات شكل من أشكال المعاناة التي يعيشها سكان قطاع غزة بفعل استمرار إغلاق الاحتلال للمعابر وعدم ادخال الوقود، حيث تتجمع كميات كبيرة منها في كل مكان وتتسبب بانتشار الأمراض”.

ويوضح أن البلديات كانت قبل إغلاق المعبر تعمل على تجميع النفايات من خلال المركبات الخاصة بها، ولكن بعد إغلاقه أصبحت تلجأ إلى الحيوانات، ولكن غير كافية لنقل الكميات الكبيرة منها.

كارثة صحية

اتحاد بلديات قطاع غزة، أكد أن استمرار قطع الكهرباء منذ بداية العدوان، أدى إلى حرمان السكان من مصدرهم الأساسي للطاقة، وتسبب في شلل في الخدمات الأساسية، خاصة الصحية والمياه والصرف الصحي، حيث توقفت محطات تحلية المياه عن العمل، ومحطات الصرف الصحي، والعديد من مرافق البلدية، ما يهدد بانتشار الأوبئة والأمراض بشكل خطير.

وفي تصريح لـ”الخليج أونلاين”، بين الاتحاد أن استمرار هذه السياسات العقابية بحق المدنيين يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ويضاعف معاناة سكان غزة، الذين يواجهون أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ.

وأضاف أن عدم السماح بإدخال مواد البناء وقطع الغيار والآليات ومنظومات الطاقة البديلة حد من قدرة البلديات على إيجاد حلول ناجعة، مما يعمق الأزمة ويهدد بانهيار للخدمات الأساسية.

بلدية غزة، بدورها، حذرت من كارثة صحية وبيئية كبيرة بسبب تراكم نحو 170 ألف طن من النفايات في الشوارع والمكبات المؤقتة، إثر منع “إسرائيل” طواقمها من الوصول للمكب الرئيسي قرب الحدود الشرقية للمدينة فضلاً عن تدمير نحو 80% من آلياتها خلال أكثر من 15 شهراً من الإبادة الجماعية.

وأوضحت البلدية في تصريح وصل “الخليج أونلاين” نسخة منه، أنها نفذت حملة لجمع وترحيل النفايات من شوارع وأحياء المدينة إلى مكبات مؤقتة.

وتسبب استمرار إغلاق الاحتلال لمعابر قطاع غزة، في توقف خطة البلدية التي أطلقتها في فبراير الماضي، لإزالة النفايات المتراكمة في شوارع وأحياء مدينة غزة ومراكز الإيواء للتخفيف من الكارثة الصحية والبيئية التي تعيشها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى