“أسلحة إنهاء المهمة”.. هل اقتربت نهاية نووي إيران؟

أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (الأحد 2 مارس)، أن بلاده تواجه “حرباً شاملة” مع العدو، مشدداً على ضرورة الاستعداد لها.
بوادر تصعيد جديد بين “إسرائيل” وإيران تلوح في الأفق بعد إعلان واشنطن إرسال قنابل وذخائر وصواريخ بقيمة 7,4 مليارات دولار للدولة العبرية كانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن قد جمدتها.
وشكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الأحد 2 مارس) الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إرسال الذخائر التي احتجزتها الإدارة السابقة، والتي اعتبر أن من شأنها أن تساعد في “إنهاء المهمة ضد محور الإرهاب الإيراني”.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تراجع فيه النفوذ الإيراني بشكل ملحوظ بعد الضربات القاسية التي تلقتها أذرعه في سوريا بإسقاط نظام بشار الأسد والقضاء على قيادة “حزب الله” اللبناني العسكرية، الأمر الذي يشي أن برنامج طهران النووي قد يكون هو التالي.
أعظم صديق
وفي بيان مصور وصف نتنياهو الرئيس ترامب بأنه “أعظم صديق لإسرائيل في البيت الأبيض على الإطلاق” معتبراً أنه “أظهر دعمه من خلال إرسال جميع الذخائر التي كانت محتجزة، مما يمنح إسرائيل الأدوات اللازمة لإنهاء المهمة ضد محور الإرهاب الإيراني”.
وكان نتنياهو قد أدلى بتصريحات مماثلة الشهر الماضي خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، حيث أكد أن “إسرائيل ستنهي المهمة ضد إيران بدعم من الولايات المتحدة”.
وأشار نتنياهو آنذاك إلى أن “إسرائيل وجهت ضربة قوية لمحور الإرهاب الإيراني منذ بدء حرب غزة في 7 أكتوبر 2023″ في إشارة إلى ما تسميه طهران بـ”محور المقاومة”، الذي كان يضم نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد و”حزب الله” في لبنان والحوثيين في اليمن والمليشيات الشيعية في العراق.
من جهته، فرض ترامب الذي عاد إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، سياسة “الضغط الأقصى” على إيران، مستعيدًا نهجه خلال ولايته الأولى.
كما أعرب مراراً عن دعمه الثابت لـ”أسرائيل”، وكان نتنياهو أول زعيم أجنبي يزور البيت الأبيض الشهر الماضي.
حرب شاملة
وبالتوازي مع ذلك أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (الأحد 2 مارس)، أن بلاده تواجه “حرباً شاملة” مع العدو، مشدداً على ضرورة الاستعداد لها.
وقال بزشكيان خلال كلمة أمام البرلمان الإيراني إنه كان يعتقد أن الحوار مع الولايات المتحدة قد يكون الخيار الأفضل، لكنه أكد التزام إيران بتوجيهات المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، برفض أي حوار مع واشنطن تحت الضغط.
وجاءت تصريحات بزشكيان في أعقاب تأكيدات وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بأن “طهران لن تجري مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي تحت التهديدات والضغوط”.
وقال عراقجي: “لا إمكانية لإجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة طالما يستمر فرض الضغوط القصوى” مشيراً إلى أن “إيران ستواصل تنسيق جهودها مع شركائها الدوليين، بما في ذلك روسيا والصين، بشأن البرنامج النووي”.
وتعكس التصريحات الإيرانية خطورة الوضع الذي تواجهه، لاسيما بعد أن قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 8 فبراير الماضي، إن إيران قد زادت بطريقة “مقلقة للغاية” مخزوناتها من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60٪ القريبة من عتبة 90٪ اللازمة لصنع أسلحة نووية.
وسبق أن قال ترامب في يناير الماضي إن “خيارات عديدة كانت مطروحة للتعامل مع إيران، من بينها توجيه ضربات جوية لوقف برنامجها النووي” وهي خطوات تتماشى مع سياسة “الضغط الأقصى” التي انتهجتها إدارته، مستخدمةً عقوبات اقتصادية صارمة تهدف إلى خنق الاقتصاد الإيراني وإجبار طهران على التفاوض بشأن برامجها النووية والباليستية.
كما سبق واعتبر مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي مايك والتز، أن “إيران باتت في موقف دفاعي وفقدت تأثيرها على المستوى الإقليمي”.
ويحظى التشدد إزاء برنامج إيران النووي بدعم المشرعين في الكونغرس، حيث أكد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الشهر الماضي، على “ضرورة تدمير برنامج إيران النووي بالكامل.
كما اعتبر في تصريحات صحفية أن “احتمالية تفكيك البرنامج النووي الإيراني عبر الدبلوماسية لا تتجاوز واحدًا في التريليون، بينما تصل احتمالية القضاء عليه عبر العمل العسكري، بدعم إسرائيلي أمريكي، إلى 90%” مؤكداً أن “إسرائيل مستعدة للتحرك عسكريًا إذا دعت الحاجة”.
ما المنتظر؟
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن تخشى من أن تتسبب الضربات الإسرائيلية والإيرانية المتبادلة في أكتوبر الماضي بحرب إقليمية، لكن تقارير أمريكية سبق أن ذكرت أن “إسرائيل” قامت بتدمير الدفاعات الجوية الإيرانية خلال الضربات الجوية التي وصفتها حينها بـ “الدقيقة والمحددة”.
وبحسب ما ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” (3 مارس) فإن الأسلحة التي أرسلتها واشنطن لتل أبيب شملت:
- 35 ألف و529 قنبلة تزن 2000 رطل.
- 4 آلاف قنبلة خارقة للتحصينات تزن 2000 رطل.
- 5 آلاف قنبلة ذكية موجهة تزن ألف رطل.
هذه الكمية الضخمة من الأسلحة تعكس إصراراً أمريكياً إسرائيلياً على إنهاء برنامج طهران النووي في ظل انتكاسات حلفائها العسكرية في المنطقة، لاسيما أن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أوضح في 26 فبراير الماضي، أن إيران خصبت ما يكفي من اليورانيوم لصنع “قنبلتين نوويتين”.
وأضح في مقابلة مع صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية حينها أن “الوقت ينفذ إيران تعمل على تحويل اليورانيوم إلى أسلحة، وهذا تطور قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط بشكل كبير”.
وأضاف: فرص نجاح المسار الدبلوماسي ضئيلة، وفشل المجتمع الدولي في إيقاف البرنامج النووي الإيراني سيكون كارثة على أمن إسرائيل”.
الباحث في مركز “التحديات النووية” الأمريكي جاك روش، وصف التطورات الأخيرة بأنها تشكل تحذيراً جدياً للمجتمع الدولي، مشدداً على ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لـ”منع إيران من امتلاك سلاح نووي”.
وفي تصريح لموقع “صوت أمريكا” أكد روش أن أي “عملية عسكرية إسرائيلية ضد إيران قد تحظى بدعم الولايات المتحدة، في إطار استراتيجية الضغط الأقصى التي تنتهجها واشنطن لمواجهة طهران”.
وخلال زيارته للبيت الأبيض الشهر الماضي، وردًا على سؤال حول إمكانية شن ضربات عسكرية ضد إيران خلال فترة حكم ترامب، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حينها إنه “لإيقاف البرنامج النووي الإيراني قبل أن يتحول إلى برنامج تسليحي، يجب أن يكون هناك خيار عسكري موثوق على الطاولة”.
من جانبه، رد ترامب أنه يفضل التوصل إلى اتفاق مع إيران بدلاً من قصفها، لكن مستشاره للأمن القومي، مايك والتز، أكد أن “جميع الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة”، مشددًا على أن “واشنطن لن تقبل بأقل من التفكيك الكامل للبرنامج النووي الإيراني”.