الاخبار

منتدى الأعمال العُماني الأفريقي.. آفاق جديدة للشراكات الاقتصادية

إلى ماذا يهدف منتدى الأعمال العُماني الأفريقي؟

تعزيز الشراكات الاقتصادية وفتح أسواق جديدة بين عُمان وأفريقيا.

ما أبرز القطاعات الواعدة لتعزيز الشراكات الاقتصادية بين الجانبين؟

الأمن الغذائي، والطاقة، واللوجستيات، والثروة السمكية.

تشكل العلاقات الاقتصادية بين سلطنة عُمان والقارة الأفريقية امتداداً لتاريخ طويل من التعاون التجاري، حيث يسعى الجانبان اليوم إلى ترسيخ هذه الروابط عبر شراكات استثمارية تلبي تطلعات المرحلة المقبلة.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين سلطنة عمان والدول الأفريقية خلال عام 2024 أكثر من 2.5 مليار دولار، منها 858 مليون دولار مع مصر، وفق بيانات المركز العماني للإحصاء والمعلومات.

بهذا السياق جاء انعقاد منتدى الأعمال العُماني الأفريقي بالعاصمة مسقط، في 17 فبراير الجاري، ليبحث آفاقاً جديدة للشراكات الاقتصادية، ويُسلط الضوء على القطاعات الواعدة، مستفيداً من التكامل الجغرافي والموارد المتاحة لتعزيز النمو المشترك.

شراكات واعدة

في عالم اقتصادي يتطلب بناء شراكات دولية قوية للنمو والاستدامة، يبرز منتدى الأعمال العُماني الأفريقي كفرصة ذهبية لتعزيز العلاقات بين سلطنة عمان والقارة السمراء.

ومثّل المنتدى الاقتصادي منصة حوارية لتعزيز الروابط التجارية والاستثمارية بين الجانبين، مستنداً إلى علاقات تاريخية وروابط تجارية ممتدة.

تركّزت أعمال المنتدى على قطاعات حيوية تمثل ركيزة أساسية في التعاون المستقبلي، من أبرزها الأمن الغذائي، والتجارة، واللوجستيات، والطاقة، والقطاع المالي، والاتصالات، والإنشاءات المدنية، والتعليم، والثروة السمكية.

وتشكّل هذه القطاعات قواسم مشتركة بين الجانبين، بما يفتح المجال لتأسيس مشاريع تكاملية تعود بالنفع المتبادل.

وناقش المنتدى أهمية الموقع الاستراتيجي لسلطنة عُمان، المطلّ على خطوط الملاحة العالمية، وجرى تأكيد أن تكامل هذا الموقع مع أسواق القرن الأفريقي وجنوب وشرق أفريقيا يشكل فرصة سانحة لتأسيس منصات لوجستية فاعلة تربط أسواق المنطقة ببقية أنحاء العالم.

ونقلت وكالة الأنباء العمانية عن رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، فيصل بن عبد الله الرواس، تأكيده أن القارة الأفريقية تعدّ من الأسواق الواعدة التي تزخر بالموارد الطبيعية، وتتمتع بأسواق استهلاكية واسعة، وتتيح هذه المعطيات فرصاً كبيرة لتعزيز التبادل التجاري وجذب الاستثمارات.

كما أشار إلى أن تعزيز حضور الشركات العُمانية في الأسواق الأفريقية يمكّن من فتح نوافذ جديدة نحو أسواق دول مجلس التعاون الخليجي ودول شرق آسيا، الأمر الذي يسهم في توسيع خريطة الأعمال العُمانية إقليمياً ودولياً.

وعُرضت خلال المنتدى مرئيات تسلط الضوء على أبرز المنتجات المتبادلة بين عُمان والدول الأفريقية، إلى جانب استعراض المزايا التنافسية للبيئة الاستثمارية العُمانية، وما توفره المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة والمدن الصناعية من تسهيلات لتحفيز المستثمرين.

علاقات وطيدة

ويقول الباحث الدكتور حبيب الهادي، إن سلطنة عُمان ترتبط بعلاقات تاريخية تمتد لآلاف السنين مع شرق أفريقيا، بحكم الجوار الجغرافي.

ويضيف لـ”الخليج أونلاين” أن هذا العامل التاريخي والجغرافي كان حافزاً لعُمان لإقامة علاقات وطيدة في مختلف المجالات مع شرق أفريقيا خاصة، والقارة الأفريقية عموماً.

وأوضح الهادي أن العلاقات التاريخية لها دور مهم في دعم الحراك الاقتصادي والاستثماري والتعاون بين الجانبين العُماني والأفريقي.

ويشير إلى أن الموقع الجغرافي، والطرق التجارية البحرية، والموانئ، والاستثمار في الزراعة والثروة السمكية والمؤسسات الصناعية، كلها مشاريع تنموية قائمة بين الجانبين.

وتعتبر اللقاءات والاجتماعات الحالية فرصة لتبادل الأفكار والآراء، وعقد الصفقات والاتفاقيات ومذكرات التفاهم، حسب الهادي، مما يعزز الشراكة والتعاون ويُسهل تنفيذ الاتفاقيات بفضل وجود هذا المنتدى.

ويلفت الهادي إلى أنه بعد المنتدى الذي أقيم مؤخراً في مسقط، من المتوقع أن تصدر نتائج أوسع وأشمل، وتعاون متزايد الوتيرة بين الجانبين، بفضل هذه اللقاءات.

1

تعاون اقتصادي متجذر

لطالما ارتبطت سلطنة عُمان بعلاقات تاريخية وثيقة مع الدول الأفريقية، تعود إلى قرون من التبادل التجاري والتواصل الحضاري، وأسهمت هذه الروابط الممتدة في تهيئة أرضية خصبة لتعزيز التعاون الاقتصادي المشترك في العصر الحديث.

وفي هذا السياق شدد المشاركون في المنتدى على أن الإرث التاريخي لعُمان في القارة الأفريقية يمثل قيمة مضافة يمكن البناء عليها، فالعلاقات التجارية التقليدية التي تربط الموانئ العُمانية بموانئ شرق أفريقيا ما زالت تشكل جسوراً لتمتين العلاقات الاقتصادية، بما يسهم في تسهيل تدفق السلع والخدمات بين الطرفين.

وأكد المتحدثون أهمية الاستثمارات الثنائية كأحد المحاور الرئيسية التي عُني بها المنتدى، حيث أعرب رجال الأعمال من كلا الجانبين عن تطلعهم لزيادة وجود الشركات العُمانية في الأسواق الأفريقية، مع التركيز على قطاعات حيوية توفر فرصاً واعدة للنمو.

حول ذلك نقلت صحيفة عمان عن صاحب شركة “الإشهار” الوطنية، ماجد عكعاك، تأكيده خلال المنتدى أن الهدف الأساسي يتمثل في فتح قنوات فعالة للتواصل وتعزيز جسور التعاون بين السلطنة والأسواق الأفريقية.

وأوضح أن الوفد الذي حضر المنتدى يضم نخبة من رجال الأعمال المتخصصين يمثلون 40 شركة من 9 دول، تغطي قطاعات اقتصادية حيوية تدعم تنمية التعاون الاقتصادي بين السلطنة والدول وأفريقيا، خاصة دول القرن الأفريقي.

وأشار إلى أن سلطنة عمان تمتلك موانئ استراتيجية مطلة على المحيط الهندي، ما يسهم في تسهيل وصول المنتجات العُمانية إلى الأسواق الأفريقية.

من جانبها قدمت زينب بنت سالم الهاشمية، من غرفة تجارة وصناعة عمان، عرضاً مرئياً استعرضت خلاله اختصاصات الغرفة ودورها في تنمية القطاع الخاص، كما سلطت الضوء على حجم التبادل التجاري بين السلطنة وعدد من الدول الأفريقية.

وأبرزت الهاشمية أهم المنتجات العمانية المصدرة، إضافة إلى القطاعات التي تركز عليها السلطنة وفق رؤية “عمان 2040″، والتي تشمل الطاقة والمعادن، والصناعات، والطاقة المتجددة، والثروة الزراعية والسمكية، واللوجستيات، كما ناقشت العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، مسلطة الضوء على أبرز المنتجات المصدرة والمستوردة.

بدورها قدمت عائشة الهدابية، من وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، عرضاً مرئياً بعنوان “استثمر في عمان”، تناولت فيه المقومات الاستثمارية التي تتميز بها السلطنة، ومن ذلك موقعها الاستراتيجي المطل على خطوط الملاحة العالمية، والحوافز التي تقدمها للمستثمرين، وآليات التمويل، والقوانين الداعمة للاستثمار.

كما استعرضت الهدابية القطاعات الواعدة التي تعتمد عليها السلطنة في تحقيق التنويع الاقتصادي، بالإضافة إلى التعريف بالبنية التشريعية التي تعزز بيئة الاستثمار في عُمان.

وفي إطار تعزيز البيئة الاستثمارية، قدم هلال الراشدي من هيئة المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة عرضاً مرئياً استعرض فيه دور الهيئة والتسهيلات والخدمات التي توفرها للمستثمرين، مما يسهم في جذب المشاريع الاقتصادية وتعزيز النمو الاقتصادي في السلطنة.

وأجريت على هامش المنتدى، لقاءات ثنائية بين أصحاب وصاحبات الأعمال المشاركين، حيث ناقشوا سبل تعزيز التعاون والشراكات الاقتصادية والتجارية، واستكشاف الفرص التجارية في القطاعات المستهدفة، بما يساهم في توسيع نطاق التعاون الاقتصادي بين سلطنة عمان والدول الأفريقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى