الضفة الغربية على حافة الانفجار.. إلى أين تتجه الأوضاع الميدانية؟

الضفة الغربية المحتلة مقبلة على مزيد من الاعتداءات الإسرائيلية، خاصة مخيمات جنين وطولكرم في الشمال.
تواجه الضفة الغربية المحتلة تصعيداً ميدانياً غير مسبوق في الأيام الأخيرة، مع تزايد الهجمات الإسرائيلية على المخيمات والمدنيين الفلسطينيين والتحريض من قبل المتطرفين واعتقال النشطاء.
وجاء التصعيد الإسرائيلي في وقت حساس، إذ زاد بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، وهو ما يعكس استفراد جيش الاحتلال بالضفة الغربية ووجود خطط واضحة لذلك.
كما وصل التواجد العسكري الإسرائيلي في مدن وقرى الضفة الغربية إلى مستويات غير مسبوقة، مع تنفيذ حملات اعتقال واسعة شملت قيادات من مختلف الفصائل الفلسطينية، بالإضافة إلى استهداف المدنيين، وتعمد تدمير البنية التحتية بشكل كامل.
عنف ممنهج
ومنذ 7أكتوبر 2023 استشهد 897 فلسطينياً في الضفة الغربية المحتلة في هجمات لجيش الاحتلال الإسرائيلي أو لمستوطنين، وفقاً لأرقام صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة (أوتشا)، أكد أن المستوطنين “تورطوا في حوالي 1400 حادثة عنف ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، خلال عام 2024.
وحسب بيانات المكتب الأممي، تضمنت الاعتداءات تضمنت اعتداءات جسدية، وإشعال حرائق، واقتحامات لتجمعات فلسطينية، بالإضافة إلى الإضرار بالأشجار المثمرة وتدمير الممتلكات.
كما تورط المستوطنون في حوالي 4 حوادث يومية في الضفة بما ذلك القدس الشرقية عام 2024، وأن ذلك تسبب في تهجير العديد من الفلسطينيين.
زيارة نتنياهو
أمام هذا التصعيد، شهدت مدينة تل أبيب وسط سلسلة تفجيرات بعبوات ناسفة (الخميس 20 فبراير) استهدفت حافلات فارغة.
بعد تلك التفجيرات سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الجمعة 21 فبراير)، إلى زيارة أحد مخيمات طولكرم شمال الضفة الغربية، وقام بجولة حيث تلقى إحاطة أمنية وأصدر قراراً بتكثيف العمليات العسكرية.
وعقب تصريحات نتنياهو، أعلن جيش الاحتلال زيادة نشاطه ي في الضفة الغربية وإغلاقه لعدد من المناطق فيها.
حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بدورها، وصفت زيارة نتنياهو إلى طولكرم بـ”الاستعراضية”، تعكس حالة الإفلاس السياسي والعسكري.
كذلك، اتهمت السلطة الفلسطينية رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه “يسعى إلى مواصلة مخططاته ضد الفلسطينيين عبر التهجير والقتل”.
وأكدت الخارجية الفلسطينية أن “الزيارة للمخيم جرت في ظل تهجير سكانه بالقوة، وكذلك إجبار أكثر من 40 ألفاً من سكان مخيمات شمال الضفة على النزوح منها بقوة السلاح تحت حجج وذرائع واهية”.
مزيد من التصعيد
يرى الكاتب والمحلل السياسي، محمود حلمي، أن الضفة الغربية المحتلة مقبلة على مزيد من الاعتداءات الإسرائيلية، خاصة مخيمات جنين وطولكرم في الشمال، لأسباب تتعلق بوجود تكتلات للمقاومة هناك بشكل منظم وقوي.
يقول حلمي: “زيارة نتنياهو تعطي ضوء أخضر لجيش الاحتلال لتوسيع عملياته العسكرية وهجماته على المدن والمخيمات والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وهذا يعني ارتقاء مزيد من الشهداء، وتدمير المنازل والقرى التحتية”.
كما يوضح حلمي أن “نتنياهو جاء لأكثر الأماكن اشتعالاً في الضفة الغربية المحتلة وهي طولكرم حيث تتواجد مجموعات مسلحة فلسطينية منظمة، شكلت على مدار الشهور الأخيرة حالة ازعاج كبيرة لجيش الاحتلال”.
ويشير إلى أن “الضفة الغربية تعرضت لانتهاكات كبيرة من جيش الاحتلال والمستوطنين على حد سواء، وبشكل منظم وسط صمت وعجز من الجميع خاصة السلطة الفلسطينية التي يوجه له البعض اتهامات بالضعف والتخاذل بسبب عدم وجود أي تحركات لمواجهة التصعيد الإسرائيلي”.
حسب حلمي “سيكون هناك تداعيات ميدانية للتصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، أبرزها ازدياد معاناة الفلسطينيين حيث تشهد المناطق التي تتعرض للعمليات العسكرية عمليات نزوح واسعة، بالإضافة إلى ارتفاع ملحوظ في عدد القتلى والجرحى من المدنيين”.
كما أضاف “تعيش العديد من القرى والمدن تحت الحصار أو في ظل عمليات مداهمة ليلية، مما يعيق الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، وهو ما يؤدي إلى تعطل حياة الفلسطينيين”.
وسيقابل التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية – حسب حلمي – “تصاعد في أعمال المقاومة الفلسطينية وإمكانية تنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي المحتلة، ومنها العودة للعمليات الاستشهادية في حالة ارتكبت إسرائيل مجازر بحق المدنيين”.