الاخبار

اتصال بوتين بالشرع.. كيف يرسم ملامح المرحلة المقبلة في سوريا؟

  • التوجه الروسي نحو الانفتاح مع دمشق يأتي في إطار استمرار للمصالح الاستراتيجية التي حققتها روسيا في عهد نظام بشار الأسد.

  • الرغبة الروسية تكمن في تثبيت قواعدها العسكرية في سوريا، عبر تعزيز الشراكات الاقتصادية والسياسية مع الحكومة السورية الحالية. 

في توقيت حساس يؤكد أن موسكو ما تزال لاعباً أساسياً في المشهد السوري، يأتي اتصال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره السوري أحمد الشرع، ليبدي استعداد روسيا للانخراط بقوة في مرحلة ما بعد الأسد، مع الحرص على تثبيت قواعد التعاون الثنائي وضمان استمرارية المكتسبات الروسية على مختلف المستويات.

الاتصال الذي أجراه بوتين الأربعاء 12 فبراير الجاري، هو الأول منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي.

وبحسب بيان الرئاسة السورية، أكد بوتين خلال الاتصال دعم روسيا الكامل لوحدة الأراضي السورية وسيادتها واستقرارها، موجهاً الدعوة إلى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لزيارة موسكو قريباً.

من جانبه، شدد الرئيس السوري أحمد الشرع على “العلاقة الاستراتيجية الوطيدة بين البلدين، وانفتاح سوريا على كل الأطراف بما يخدم مصالح الشعب السوري ويعزز الأمن والاستقرار”. 

في بيان للكرملين، أكد الرئيس الروسي استعداد بلاده لمواصلة دعم سوريا اقتصادياً واجتماعياً، مشيراً إلى تقديم مساعدات إنسانية لسكانها والمساهمة في تحسين الوضع الاقتصادي.

وشدد البيان على أهمية التعاون الثنائي في المجالات التجارية والاقتصادية والتعليمية، لافتاً إلى المحادثات الأخيرة التي أجراها الوفد الروسي المشترك بين الوزارات في دمشق.

دعم القيادة السورية الجديدة

الاتصال جاء بعد حوالي أسبوعين من زيارة وفد روسي برئاسة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف إلى دمشق في 28 يناير الماضي، وعقد مشاورات مع الرئيس أحمد الشرع.

وكان هذا أول تواصل دبلوماسي بين روسيا وسوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وشهد لقاء الشرع وبوغدانوف حينها:

  • بحث قضايا احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.

  • الوفد الروسي أكد دعمه للتغيرات الإيجابية الجارية في سوريا.

  • مناقشة دور روسيا في إعادة الثقة مع الشعب السوري، بما في ذلك التعويضات وآليات العدالة الانتقالية.

  • مصدر سوري ذكر لـ”رويترز” أن الشرع طلب من موسكو تسليم بشار الأسد لكن الكرملين رفض التعليق على هذا الطلب.

  • الجانب السوري شدد على ضرورة معالجة أخطاء الماضي واحترام إرادة الشعب السوري.

وفي تصريحات سابقة كان أحمد الشرع أكد أهمية العلاقة الاستراتيجية مع روسيا، فيما أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتصريحات القيادة السورية الجديدة.

وشدد لافروف في يناير الماضي، على استمرار الاتصالات مع الإدارة الجديدة في سوريا وعلى مواصلة السفارة الروسية في دمشق نشاطها.

كما أعرب عن رغبة موسكو بالمساهمة في الجهود المبذولة لتحسين الوضع في سوريا وقال: “لتحقيق ذلك، لا بد من حوار شامل بمشاركة كل القوى السياسية والعرقية والدينية في سوريا وكل القوى الخارجية”.

إرث نظام الأسد

نظام بشار الأسد ارتبط باتفاقيات مع موسكو، منها القواعد العسكرية الروسية في سوريا، أبرزها قاعدة حميميم الجوية على الساحل السوري وقاعدة طرطوس البحرية، التي تعدّ حجر الأساس لنفوذ موسكو في منطقة شرق المتوسط.

هذه القواعد سبق أن أشار حول مصيرها بوتين، إلى استمرار النقاش حول استخدامها لأغراض إنسانية، فيما ذكر بوغدانوف أن بقاء القواعد الروسية في سوريا يتطلب مزيداً من المفاوضات مع الإدارة الجديدة.

ويُفهم من الاتصال الذي أجره بوتين بالشرع، أن الرئيس الروسي يسعى لضمان استمرار هذه المكتسبات في ظل القيادة السورية الجديدة، خاصة مع المتغيرات التي تلت سقوط نظام الأسد.

وبالتأكيد، إلى جانب ذلك تسعى موسكو للعمل على ضمان استقرار طويل الأمد للعلاقات مع دمشق، بما يخدم مصالح روسيا الاستراتيجية في المنطقة.

لا مكان لروسيا في سوريا الجديدة

يشير المحلل السوري مصطفى النعيمي الذي تحدث لـ”الخليج أونلاين” إلى أن “التوجه الروسي نحو الانفتاح مع دمشق، يأتي في إطار استمرار للمصالح الاستراتيجية التي حققتها روسيا في عهد نظام بشار الأسد”.

ويرى النعيمي أن الرغبة الروسية تكمن في تثبيت قواعدها العسكرية في سوريا، عبر تعزيز الشراكات الاقتصادية والسياسية مع الحكومة السورية الحالية موضحاً:

  • روسيا تسعى لتعزيز وجودها الاستراتيجي في البحر الأبيض المتوسط عبر بناء شراكات مع الحكومة السورية.

  • تخشى روسيا من انتقال التسليح من المعسكر الشرقي إلى الغربي، وتسعى للحفاظ على قاعدة حميميم.

  • الأهداف الاقتصادية والاستراتيجية لروسيا تتمثل بتسويق أسلحتها وبيعها للحكومة السورية والحفاظ على قاعدة حميميم لضمان قدرتها العسكرية في المنطقة.

  • رغم سحب روسيا لأكثر من 70% من قدراتها العسكرية إلى ليبيا، لكنها ما زالت متمسكة بوجودها في سوريا.

  • المصالح الاستراتيجية الروسية قد تفرض عليها البقاء في سوريا رغم التكاليف.

  • سوريا تحولت إلى المعسكر الغربي في تسليحها، والرسائل الأمريكية واضحة بخصوص هذا التغيير.

  • تركيا قد تكون جهة إشرافية في تدريب الجيش السوري وبناء مؤسسته العسكرية.

  • دعوة بوتين لزيارة وزير خارجية سوريا إلى موسكو تعتبر محاولة روسية لإخراج سوريا من عزلتها الدولية.

  • روسيا تأمل في العودة إلى سوريا عبر مرونة في التعامل مع الحكومة السورية، لكنها ستواجه معارضة من الولايات المتحدة.

  • روسيا لم تعد تحتفظ بمكانة قوية في سوريا.

  • معظم الاتفاقيات الروسية السابقة كانت في ظروف استثنائية، ولا تلتزم بها الحكومة السورية الحالية.

  • المجتمع السوري يرفض الوجود الروسي بشكل مطلق بعد ما تعرض له من قصف جوي روسي ضد المدنيين.

  • هناك انعدام تام للقبول بعودة روسيا إلى سوريا، حتى في حال وجود تحالفات جديدة.

  • روسيا لن يكون لها دور كبير في سوريا المستقبل.

  • محاولات روسيا للعودة إلى سوريا ستفشل، لأن دعمها للأسد كان وراء نفوذها، وبغياب الأسد، يختفي هذا النفوذ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى