الاخبار

صرح صناعي جديد.. ما أهمية أول مصنع ميثانول في الإمارات؟

–  إنشاء أول مصنع للميثانول في الإمارات يعزز ريادتها بإنتاج الوقود منخفض الكربون ويدعم تنويع الاقتصاد.

– أهمية المشروع لقطاع الطاقة والاقتصاد الإماراتي:

  • يسهم في تحقيق الحياد المناخي.
  • يوفر مواد كيماوية محلية.
  • يقلل الاعتماد على الاستيراد.

تواصل دولة الإمارات جهودها في تطوير الصناعات الكيميائية والتحول نحو الطاقة المستدامة من خلال إنشاء أول مصنع لإنتاج الميثانول، والذي سيكون من بين أكبر المنشآت العالمية في هذا المجال.

وأعلنت شركة أبوظبي للمشتقات الكيميائية المحدودة (تعزيز)، وهي المشروع المشترك بين أدنوك و”إيه دي كيو”، عن ترسية عقد تنفيذ المصنع بمدينة الرويس الصناعية، وذلك في إطار استراتيجية الدولة لتعزيز قطاع الكيماويات وتحقيق التنويع الاقتصادي.

ضمن الأكبر عالمياً

وتقترب الإمارات من إنشاء أول مصنع لإنتاج الميثانول في الإمارات، والذي يُعدّ من بين أكبر المصانع عالمياً في هذا المجال، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز مكانة أبو ظبي كمركز عالمي للإنتاج الكيماوي المتطور.

وكشفت “تعزيز” في بيان نشرته في 3 فبراير 2025 عن إرساء عقد أعمال الهندسة والمشتريات والتشييد بقيمة 6.2 مليار درهم (1.7 مليار دولار) مع شركة “سامسونغ إي آند إيه”، وسيقام المشروع بمدينة الرويس الصناعية بمنطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، التي تشهد أيضاً تنفيذ أحد أكبر مشروعات الغاز المسال في العالم.

وأشارت وكالة الانباء الإماراتية “وام”، إلى أن أول مصنع للميثانول في الإمارات سيسهم في إنتاج نحو 1.8 مليون طن سنوياً عند تشغيله في عام 2028، باستخدام كهرباء مستمدة من مصادر الطاقة النظيفة، مما يجعله من بين أكثر المصانع كفاءة في استهلاك الطاقة عالمياً.

وتأتي هذه التطورات في إطار سعي شركة “تعزيز” لتطوير منظومة عالمية المستوى في قطاع الكيماويات بمنطقة الظفرة، وقد وصف الرئيس التنفيذي لشركة “تعزيز”، مشعل سعود الكندي، ترسية العقد لإنشاء المصنع بأنه خطوة هامة لتعزيز نمو القطاع الصناعي في الدولة، وإبراز مكانتها الرائدة في الإنتاج الكيماوي المستدام.

ولفت الكندي في تصريح نشرته وكالة “وام”، في 3 فبراير الجاري، إلى أن المشروع يعكس التزام الشركة بتحقيق طموحات “أدنوك” العالمية، من خلال إنشاء سلسلة قيمة متكاملة تدعم التنوع الاقتصادي وتطوير التقنيات المتقدمة في مجال الصناعة.

وكانت “تعزيز” قد وقّعت في 19 يناير 2023 مع شركة “برومان إي جي” (برومان)، إحدى الشركات الرائدة في مجال إنتاج الميثانول في العالم، اتفاقية مساهمين لتطوير هذه المنشأة العالمية لإنتاج الميثانول في الإمارات.

وبيّنت “تعزيز” آنذاك، أن إنتاج هذه المادة الكيماوية المتعدّدة الاستخدامات للمرة الأولى في الإمارات يدعم أهداف وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدّمة لتنويع الاقتصاد المحلي وتسريع التنمية الصناعية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ القيمة الإجمالية للمرحلة الأولى من هذا الاستثمار تتجاوز 5 مليارات دولار، حيث سيجري إنتاج معظم المواد الكيماوية داخل الإمارات للمرة الأولى، بحسب الموقع الرسمي لشركة أدنوك.

خطوة استراتيجية

ويتحدث الأكاديمي والخبير الاقتصادي الدكتور عبد الرحيم الهور، عن أهمية تحول دولة الإمارات لمركز جاذب للمستثمرين، ويؤكد على أهمية إرساء قواعد الحاضنة التشريعية المتوازنة، فضلاً عن مشاريعها الطموحة التي تعزز من نموها الاقتصادي، من بينها مصنع الميثانول.

ويقول لـ”الخليج أونلاين” إن إنشاء هذا المصنع يُجسّد خطوة استراتيجية نحو تعزيز الاستقلال الصناعي لدولة الإمارات، حيث يقلل من الحاجة إلى استيراد هذه المادة الحيوية، فضلا عن دعم هذا الإنتاج المحلي لمبادرة “صنع في الإمارات”، وتعزيز سلاسل القيمة الصناعية المحلية.

ومع تزايد الطلب العالمي على الميثانول، يتوقع الهور أن يُعزز هذا المصنع مكانة الإمارات في سوق الطاقة والكيماويات العالمية، إذ أن إنتاج هذه المادة محلياً يفتح فرصاً للتصدير، مما يضع الدولة في موقع تنافسي قوي.

ويشير إلى أن هذا المشروع سيُعزز من قدرات الدولة في إنتاج الوقود منخفض الكربون، مما يتماشى مع الاتجاهات العالمية نحو الاستدامة، مع محافظتها على الانتاج الهيدروكربوني.

ويوضح الهور أن المصنع سيكون له تأثير إيجابي على الصناعات التحويلية في الإمارات، فإنتاج الميثانول محلياً يوفر مادة خام أساسية لمجموعة واسعة من الصناعات، بما في ذلك الوقود والمذيبات والمستحضرات الصيدلانية ومواد البناء.

ويضيف: “المشروع يُركز على تحقيق توازن بين التنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية، وهذا النهج يدعم التزام الإمارات بالاستدامة البيئية ويعزز من مكانتها كدولة رائدة في تبني التقنيات النظيفة”. 

ويؤكد أن إنشاء مصنع الميثانول في الإمارات يُمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز الاستقلال الصناعي، وتلبية الطلب العالمي المتزايد، ودعم الصناعات التحويلية المحلية، مع الالتزام بالاستدامة البيئية.

1

تطوير قطاع الكيمياويات

ويمثل المشروع المرتقب خطوة رئيسية نحو تعزيز تطوير منشآت عالمية المستوى، تسهم في ترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي للإنتاج المتطور للميثانول.

وتخطط شركة تعزيز، بالشراكة مع أدنوك و”إيه دي كيو” القابضة، لإنتاج 4.7 مليون طن سنوياً من المواد الكيماوية بحلول عام 2028.

وتعطي المرحلة الأولى من “تعزيز” الأولوية لإنتاج 6 مواد كيماوية محلياً تشمل كل من “المواد الكاوية”، و”ثاني كلوريد الإيثيلين”، و”مونومر كلوريد الفينيل”، و”البولي فينيل كلوريد”، و”الأمونيا” و”الميثانول”.

وتؤكد شركة “تعزيز” أنها تستعد لإنتاج مجموعة متنوعة من المواد الكيماوية لأول مرة في دولة الإمارات، والتي يمكن فيما بعد استخدامها في تصنيع عدد من المنتجات محلياً بما في ذلك مواد البناء والزراعة والرعاية الصحية، مما يقلل الاعتماد على استيرادها من الخارج ويساهم في تعزيز المحتوى الوطني.

من جانبه، أعرب الرئيس التنفيذي لشركة “سامسونغ إي آند إيه”، هونغ نامكونغ، في 3 فبراير الجاري، عن أهمية هذا المشروع، موضحاً أنّ تولّي مهمة إنشاء المصنع يعكس التزام الشركة بالمساهمة في دفع عجلة الابتكار بقطاع الصناعة، ودعم التنويع الاقتصادي في الإمارات، إلى جانب تعزيز جهود التنمية المستدامة.

 ويعكس المشروع استراتيجية الإمارات الطموحة للارتقاء بقطاع الصناعات التحويلية والكيماوية، وتعزيز دورها في الأسواق العالمية من خلال تقنيات إنتاج متقدمة ومستدامة.

أهمية المشروع الجديد

ويحظى المشروع بأهمية كبيرة كونه يعزز مكانة الإمارات العالمية في إنتاج الوقود منخفض الكربون، ما يعكس التزامها بالتحول نحو الطاقة النظيفة وتعزيز قطاع الكيماويات الصناعية.

ويمثل الميثانول مادة كيماوية متعددة الاستخدامات، إذ يتم إنتاجه من الغاز الطبيعي ويُستخدم في مجموعة واسعة من الصناعات، بدءاً من الطلاء وأجزاء السيارات وصولاً إلى مواد البناء والمستحضرات الصيدلانية، إضافةً إلى كونه مصدراً مستداماً للطاقة النظيفة يمكن توظيفه في قطاع النقل. وفق وكالة الانباء الإماراتية. 

 وبفضل خصائصه، يُنتج الميثانول انبعاثات أقل عند الاحتراق مقارنة بأنواع الوقود التقليدية، ما يجعله خياراً مثالياً للحد من البصمة الكربونية.

وتشير “وام”، إلى أن الطلب العالمي على الميثانول يشهد نمواً متزايداً، خاصة في قطاع الشحن، حيث بلغت قيمة سوق الميثانول العالمي ومن المتوقع أن تتجاوز قيمته37.8  مليار دولار بحلول عام 2028.

وصُممت المنشأة الصناعية الجديدة لتكون متطورة تكنولوجياً ومنخفضة الانبعاثات، ما يسهم في تحقيق أهداف الإمارات في الحياد المناخي.

وكشف الكندي بتصريحات سابقة نشرها الموقع الرسمي لشركة تعزيز، في 6 نوفمبر الماضي، بأن هذا المشروع يعد محوراً رئيسياً في تحول قطاع الطاقة الإماراتي، حيث يعزز مستقبل أعمال أدنوك ويستفيد من وفرة احتياطيات الغاز في الدولة.

كما أكد أن الشراكة مع برومان تكرّس مكانة الإمارات كوجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتسهم في تنويع الاقتصاد الوطني وتسريع التنمية الصناعية.

ويتماشى هذا المشروع مع الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة “مشروع 300 مليار”، حيث تسهم منشأة إنتاج الميثانول في دعم المرحلة المقبلة من التطور الصناعي، وتلبية الطلب المتزايد في الأسواق العالمية، وتعزيز دور القطاع الخاص، إلى جانب تحقيق أهداف المبادرة الوطنية “اصنع في الإمارات”.

كما يُمكّن إنتاج الميثانول المصنعين المحليين من تطوير مواد خام صناعية يمكن استخدامها في تصنيع منتجات ذات قيمة مضافة، مما يعزز من جودة المنتجات المحلية ويجعلها منافسة عالمياً. إضافة إلى ذلك، تسهم سلاسل القيمة المحلية التي تم تطويرها في تقليل الحاجة إلى الاستيراد، وضمان الوصول إلى المنتجات التي تشهد طلباً متزايداً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى