“أوبك+” أمام اختبار جديد.. كيف ستتعامل مع دعوة ترامب لخفض الأسعار؟
– لم ترد مجموعة أوبك+ حتى الآن على دعوة ترامب إلى خفض أسعار النفط.
– أشار مندوبون من المجموعة إلى وجود خطة بالفعل لبدء زيادة الإنتاج اعتباراً من أبريل
رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستوى التحديات أمام اجتماع لجنة وزارية تابعة لتحالف “أوبك+” الشهر المقبل بدعوته المجموعة إلى خفض أسعار النفط عبر زيادة الإنتاج، بعدما صرح أمام قادة العالم المجتمعين في دافوس بسويسرا، بأنه سيحث السعودية وشركاءها على “خفض تكلفة النفط”.
ولم ترد مجموعة أوبك+ حتى الآن على دعوة ترامب إلى خفض أسعار النفط، في الوقت الذي أشار فيه مندوبون من المجموعة إلى وجود خطة بالفعل لبدء زيادة الإنتاج اعتباراً من أبريل.
أما السعودية فقد قالت إن موقفها وموقف أوبك+ يتمحوران حول استقرار السوق على المدى الطويل، للتأكد من وجود ما يكفي من المعروض لتلبية الطلب المتزايد، فهل يضغط ترامب نحو تحقيق طلباته، أم أن الرياض ومجموعة أوبك+ ستقف ضد مخططاته؟
ترامب يدعو والسعودية ترد
مع استمرار الحرب الدائرة في أوكرانيا مع روسيا منذ العام 2022، يقول الرئيس الأمريكي ترامب إن الحرب ستنتهي على الفور إذا انخفضت أسعار النفط لحرمان روسيا من إيرادات التصدير التي تستخدمها في تمويل حربها.
وقال ترامب، (23 يناير) إنه سيطلب من السعودية ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) خفض أسعار النفط، وهي دعوة وجهها كثيراً خلال ولايته الأولى.
وبينما لم ترد مجموعة أوبك+ بعد على دعوة ترامب، قال وزير الاقتصاد السعودي فيصل الإبراهيم، خلال ندوة بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أن موقف السعودية وأوبك “يتعلق باستقرار السوق على المدى الطويل للتأكد من وجود معروض كاف للطلب المتزايد”.
كما أوضح أن “المملكة تقف في الخط الأمامي لأنها واحدة من أكثر المناطق تضرراً من الحرارة والجفاف، ولذلك فهي جادة في العمل المناخي دون المساس بفرصة البلدان النامية والبلدان الناشئة في الوصول العادل إلى الطاقة”.
اجتماع مرتقب وأسعار متقلبة
وتقول أوبك+، التي تضم أوبك وروسيا ومنتجي نفط مستقلين آخرين، إنها لا تستهدف أسعار النفط، وإن لديها خطة بالفعل لبدء زيادة الإنتاج اعتباراً من إبريل 2025 بعد أن أرجأت الزيادة عدة مرات بسبب ضعف الطلب.
وتنقل وكالة “رويترز” عن مندوب من المجموعة في إشارة إلى تصريحات ترامب “أعتقد أن هذا يتماشى بالفعل مع السياسة التي ستنتهجها أوبك في إبريل لزيادة الإنتاج”.
والتقى وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان (28 يناير 2025)، نظراء له في منظمة أوبك وتحالف أوبك+ وبحث مع بعضهم استقرار الأسواق العالمية.
ومن المقرر أن يعقد تحالف أوبك+، اجتماعاً للجنة المراقبة الوزارية المشتركة في 3 فبراير المقبل.
وارتفعت أسعار النفط من أدنى مستوياتها في أسبوعين خلال تعاملات، (الثلاثاء 29 يناير)، في محاولة لتعويض جزء من الخسائر التي لحقت بها في الجلسة الماضية.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، عقب تصريحات ترامب على انخفاض بنسبة 2%، لتواصل نزيف الخسائر الممتدة، وسط توقعات بزيادة المعروض.
النفط في عهد ترامب
وهناك عاملين اثنين يؤثران على أسعار النفط، ويتوقع أن يستمرا خلال الشهور الأولى لولاية الرئيس الأمريكي الجديد، ترقباً لخطوات عملية أعلن عنها بشأن صناعة النفط في الولايات المتحدة.
في أكتوبر الماضي خرج ترامب أمام حشد من مؤيديه وتطرق إلى موضوع النفط، ولخص سياسته في مجال الطاقة بعبارة “احفروا يا بني، احفروا“، في إشارة إلى مزيد من الحفر والتنقيب والاستكشاف.
وتتضمن هذه السياسة استئنافا واسع النطاق لتراخيص النفط والغاز ووقف مشاريع طاقة الرياح البحرية، التي يزعم أنها “تقتل” الحيتان والطيور، “منذ اليوم الأول” في البيت الأبيض.
العامل الثاني الذي سيؤثر على أسعار النفط عالميا، هو قوة الدولار الناتج عن توترات جيوسياسية وتجارية قد تتسبب بها سياسات ترامب الخارجية، خاصة مع الصين والاتحاد الأوروبي.
وفي يوم إعلانه الفوز، صعد مؤشر الدولار إلى 105.4 نقطة وهو أعلى مستوى منذ 4 شهور، إذ تصبح العملة الأمريكية ملاذا آمنا من أية مخاطر قد تنشأ إلى جانب الذهب.
ومع تباطؤ الطلب على النفط كأحد مكونات الإنتاج، فإن أسعاره ستشهد مزيداً من التراجع في الأسواق العالمية، ما يعني مزيداً من التحديات لمنتجي الخام ومصدريه، بصدارة تحالف “أوبك بلس”.
ومنذ عامين، ينفذ التحالف اتفاقا لخفض إنتاج النفط بأكثر من 3.2 ملايين برميل يوميا ينتهي في ديسمبر 2025، إلى جانب خفض طوعي يشارك فيه بعض أعضاء التحالف بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا بدأ في يوليو 2023 ولم يعلن عن توقفه حتى اليوم.
تأثير قوة النفوذ الأمريكي
حول نتائج مستوى التحديات التي رفعها الرئيس دونالد ترامب المتعلقة بأسعار النفط، يقول الخبير الاقتصادي نمر أبو كف لـ”الخليج أونلاين”:
-
أسعار النفط ليست مرتبطة فقط بالعرض والطلب.
-
القرارات السياسية والتجاذبات العالمية والتحالفات تلعب دوراً أساسياً في تحديد الأسعار.
-
ترامب يسعى لتعظيم ثروة أمريكا وجعل الشعب الأمريكي أولويته.
-
يفضل ترامب استخدام سلاح الاقتصاد بدلاً من القوة العسكرية لأنه أقل تكلفة وأكثر فعالية.
-
العلاقة بين أمريكا والسعودية ليست تتعلق بمجرد مسألة خفض الأسعار، بل تشمل علاقات متشابكة نظراً لدور السعودية المحوري في “أوبك”.
-
من المتوقع أن يضغط ترامب على السعودية ومعظم دول “أوبك” لتحقيق أهدافه.
-
قد يحدث انشقاق داخل “أوبك” بين الدول التي تستجيب للضغوط الأمريكية والدول التي ترفض.
-
واشنطن قادرة على فرض إرادتها عبر ضرائب ورسوم أو عبر استخدام قوتها العسكرية والسياسية.
-
توجه ترامب إلى زيادة إنتاج النفط الأمريكي، خاصة في ألاسكا، قد يؤدي إلى اكتفاء ذاتي للولايات المتحدة.
-
في حال صدرت أمريكا النفط سيؤدي ذلك إلى زيادة المعروض العالمي، مما قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار.
-
يربط ترامب أسعار النفط بالحرب الروسية الأوكرانية، حيث يرى أن خفض الأسعار سيضعف روسيا اقتصادياً ويجبرها على إعادة حساباتها.
-
يمتلك ترامب قدرة على إخضاع الدول اقتصادياً ؛من خلال وسائل ضغط قوية مثل فرض ضرائب على الاستيراد ودعوة رؤوس الأموال للاستثمار في أمريكا.
-
الولايات المتحدة هي الاقتصاد الأقوى عالمياً، مما يمنحها نفوذاً كبيراً على الدول الأخرى.