الاخبار

تهدد الأمن.. فلول الأسد والسيناريوهات المحتملة في سوريا

المحلل السياسي مصطفى النعيمي: 

التعامل المناسب سيكون من خلال نزع السلاح بالقوة العسكرية من فلول النظام.

المرحلة القادمة ستشهد نوعاً من الهدوء النسبي بعد أن يتم معالجة “بؤر الإرهاب الأسدية” المنتشرة في منطقة الساحل السوري.

سيجري العمل على إنشاء وحدات مخصصة للتعامل مع المدنيين، وتمييز المتورطين بالدم السوري.

يكشف حادث كمين من “فلول نظام الأسد”، أن الحكومة السورية الجديدة ستواجه عقبة كبيرة من طرف جهات موالية للنظام السابق، لا يستبعد تلقيها دعماً وأوامر من أطراف دولية.

بحسب ما قال وزير الداخلية السوري محمد عبد الرحمن، في بيان، الخميس (26 ديسمبر الجاري) فإن 14 عنصراً قتلوا وأصيب 10 آخرين من عناصر وزارة الداخلية إثر تعرضهم لـ”كمين غادر من قبل فلول النظام المجرم بريف محافظة طرطوس”.

أشار عبد الرحمن إلى أن عناصر وزارة الداخلية كانوا يؤدون “مهامهم في حفظ الأمن وسلامة الأهالي”، مؤكداً أن وزارة الداخلية قدمت “مثالاً في التضحية والفداء للحفاظ على أمن سوريا واستقرارها وسلامة أبنائها”.

ولفت إلى أن “هذه التضحيات لن تتوقف حتى تحقيق الاستقرار وبسط الأمن للشعب السوري، وسنضرب بيدٍ من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن سوريا وحياة أبنائها”.

مظاهرات مدفوعة

حادثة الكمين وقعت بعد ساعات من خروج عشرات الآلاف من الطائفة العلوية بمظاهرات في مدن حمص واللاذقية وطرطوس والقرداحة في الساحل السوري.

سبب المظاهرات جاء نتيجة انتشار مقطع فيديو يظهر اعتداء مسلحين على مقام أبو عبدالله الحسين الخصيبي، في منطقة ميسلون بمدينة حلب، قبل أيام.

وأكدت وزارة الداخلية في الحكومة الانتقالية أن “الفيديو المنتشر هو فيديو قديم يعود لفترة تحرير مدينة حلب”، مشيرة إلى أن الفعل “أقدمت عليه مجموعات مجهولة”.

وحذّرت الوزارة من أن “إعادة نشر” المقطع هدفها “إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة”، مشددة على أن “أجهزتنا تعمل ليل نهار على حفظ الأملاك والمواقع الدينية”.

المنطقة التي وقع فيها الهجوم على الشرطة والاحتجاجات التي سبقته، من بين المناطق التي يقطنها العلويون، التي تشمل المناطق الساحلية للبلاد، لا سيما في مدينتي اللاذقية وطرطوس على البحر المتوسط، وتوجد نسبة أقل منهم في محافظات حمص وحماة.

نظرية الاستبداد الأسدية

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى النعيمي يرى أن ما يحصل في منطقة الساحل السوري، “يؤكد نظرية الاستبداد الأسدية السابقة ومنه الحاضنة الأسدية”، التي تواجه الشعب السوري بـ”كم هائل” من السلاح خارج نطاق سيطرة الدولة السابقة.

ويقول النعيمي لـ”الخليج أونلاين” إنه بناء على كمين “فلول النظام” فإن المرحلة القادمة ستشهد عمليات دخول القوات السورية لمنطقة الساحل بمختلف المستويات الأمنية.

ويلفت إلى أن التعامل المناسب سيكون من خلال نزع السلاح بالقوة العسكرية، مبيناً أن المرحلة القادمة ستشهد نوعاً من الهدوء النسبي بعد أن يتم معالجة “بؤر الإرهاب الأسدية” المنتشرة في منطقة الساحل السوري.

أما على الصعيد الأمني، يتوقع النعيمي أن يجري العمل على إنشاء وحدات مخصصة للتعامل مع المدنيين، وتمييز المتورطين بالدم السوري.

يضاف إلى ذلك مسار الاستخبارات؛ “ومن خلاله تُعرف طبيعة وبيئة المناطق التي جرى فيها تفعيل الاحتجاجات للتعامل معها وتفكيكها تدريجياً، وإخراج العناصر الأجنبية المتمترسة داخلها، وتستخدم السوريين وقوداً لمحرقة المستفيد الوحيد منها إيران”، على حدّ قول النعيمي.

إشارات إيرانية

رغم تأكيد الفصائل السورية التي أسقطت نظام الأسد، وأسست الحكومة المؤقتة في دمشق، على نبذ التفرقة، وعدم المساس بالمدنيين، لكن ما يظهر على السطح تذهب إلى أن الحكومة الجديدة ستواجه مشاكل معقدة.

إشارات أرسلتها طهران، تصب في هذا الإتجاه؛ فليس خافياً وجود جهات موالية لطهران بسوريا، حيث نجحت منذ سنوات طويلة في تأمين موقع قدم داخل هذا البلد.

ضمن ما يؤكد ذلك، خطاب المرشد الإيراني علي خامنئي في 22 ديسمبر الجاري، الذي يحمل رسائل يمكن وصفها بـ”النارية” لحكومة سوريا الجديدة. 

من خلال العبارات التالية التي قالها خامنئي مخاطباً الفصائل السورية المسلحة التي أسقطت حكم الأسد، يمكن فهم ما تخفيه طهران، حيث وصف الموالين لها وللنظام السابق بـ”شباب سوريا” أما الفصائل التي أسقطت الأخير فوصفهم بـ”صانعي الفوضى”:

  • لم تكن هناك قوة إسرائيلية ضدكم في سوريا، ولم يكن هناك عائق أمامكم وهذا ليس انتصاراً.

  • بطبيعة الحال، فإن شباب سوريا الشجعان سيخرجونكم من هنا بالتأكيد.

  • الشاب السوري ليس لديه ما يخسره. جامعته غير آمنة، مدرسته غير آمنة، منزله غير آمن، شارعه غير آمن، حياته كلها غير آمنة.

  • ماذا يفعل الشاب السوري؟ يجب أن يقف بقوة وإرادة أمام أولئك الذين خططوا لهذه الفوضى وأولئك الذين نفذوها، وسيتغلب عليهم.  

سيناريوهات محتملة

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى النعيمي، يرى أن هنالك الكثير من المصاعب التي ستواجه القوى الأمنية في عملية الدخول إلى المدن والبلدات التي يسكنها “فلول الأسد”.

ويلفت في حديثه لـ”الخليج أونلاين” إلى أن تجاوز تلك المصاعب يكون باعتماد “أعلى درجات الحيطة والحذر في التعامل مع الملف المحلي والإقليمي والدولي وآلية التفكك والتعامل مع “من يمكن إنقاذهم من فك المشروع الإيراني”.

ولا يستبعد النعيمي أن يستغرق تفكيك هذه المجاميع وقتاً ليس قصيراً، “وصولاً إلى إنقاذ كامل السوريين من فك المشروع الإيراني الذي بات يهدد الجغرافيا السورية عبر الساحل السوري”.

وحول السيناريوهات المحتملة يقول النعيمي:

  • سيناريو التهدئة، ويتمثل في التواصل المباشر مع رجال الدين لإصدار توجيهات للحواضن الاجتماعية بضرورة الانفكاك عن المحور الإيراني والعودة إلى سوريتهم، وهذا الخطاب الوطني يستطيع تحييد أكثر من 70% من المعركة في حال وقعت.

  • سيناريو المستوى السياسي؛ من خلال التواصل مع الشخصيات السياسية من أجل توجيه رسائل تطمينية لكل الموجودين في الساحل السوري، تفيد بأن: 

– الدولة السورية اليوم تعمل على إبعاد إيران سياسياً وعسكرياً ودينياً.

– أن لا يزجوا بأبنائهم في هذه المعركة.

– الدولة السورية تحاسب المجرمين فقط وليس لها أي مصلحة في تأجج النعرات الطائفية على الإطلاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى