الاخبار

مستشفى كمال عدوان.. مرضى وطاقم تحت وطأة القتل الإسرائيلي

فرض جيش الاحتلال حصاراً نارياً على مستشفى كمال عدوان ونشر روبوتات متفجرة في محيطه

أوقات صعبة يعيشها عشرات الجرحى والمرضى ومرافقيهم، وأطباء وممرضين وعاملين داخل مستشفى كمال عدوان في جباليا شمال قطاع غزة، جراء تشديد جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه على المستشفى، وإرساله لروبوتات متفجرات على الأبواب وداخل ساحة المكان الطبي.

يتعمد جيش الاحتلال الذي هاجم جباليا للمرة الثالثة خلال عمليته الأخيرة التي بدأت في أكتوبر الماضي، إلى إخراج المستشفى الوحيد في تلك المنطقة عن الخدمة وترك من تبقى من العائلات بدون أي رعاية طبية.

على مدار أيام الهجوم على جباليا كانت مستشفى كمال عدوان هدفاً أساسياً لجيش الاحتلال، حيث قتل العشرات من الجرحى والمرضى والمرافقين وأطباء داخل المستشفى، من خلال إرسال طائرات مسيرة تحمل متفجرات.

الساعات الأخيرة شهدت تكثيفاً للاستهداف الإسرائيلي ضد المستشفى، حيث قامت طائرات مسيرة “كوادكابتر” باستهداف خزانات الوقود في المستشفى، وفقاً لشهود عيان من داخل المستشفى تواصل معهم مراسل “الخليج أونلاين” في غزة.

فرض جيش الاحتلال حصاراً نارياً على مستشفى كمال عدوان ونشر روبوتات متفجرة في محيطه، وطالب من تبقى في المستشفى من المرضى والجرحى بالإخلاء.

ينذر خروج المستشفى الوحيد المتبقي في شمال غزة بكارثة صحية ويهدد بموت المئات من المصابين مع استمرار العدوان على مخيم جباليا، خاصة بعد خروج معظم المستشفيات الرئيسية في القطاع عن الخدمة، وآخرها مستشفى العودة في الشمال.

مدير المستشفى، الطبيب حسام أبو صفية، أكد أن جيش الاحتلال يطلق باستمرار منذ ساعات ليل السبت (21 ديسمبر)، النيران والقذائف المدفعية تجاه المباني القريبة من المستشفى، ويلقي قنابل في ساحاته، وقام باستهداف الطاقم الطبي والمستشفى نفسه بكامل تخصصاته، كما لو كان منشأة عسكرية.

وقال أبو صفية في تصريح مكتوب وصل “الخليج أونلاين”: “القنابل تم إسقاطها من الطائرات المسيرة والطائرات الحربية وتتسبب بانفجارات قوية، وتدمر المناطق التي تسقط فيها، وأي شخص يخطو خارج المستشفى معرض للخطر ويتم استهدافه”.

وبين أبو صفية أنه تم استهداف المولدات؛ ما أدى لاشتعال النيران في أحدها ودمرها بالكامل، إضافة إلى أن جيش الاحتلال يحاول استهداف خزان الوقود وهو مليء ويشكل خطراً كبيراً للاشتعال، وإذا اشتعلت النيران فيه، فقد يؤدي ذلك إلى كارثة للعاملين وكل من يتواجد داخل المستشفى.

وذكر أن قوات الاحتلال لم تتردد في القصف المباشر على المستشفى بل أنها ركزت نيرانها على المنطقة المحيطة، حيث يجري قصف مكثف من الدبابات والطائرات، وهو مستمر حتى هذه اللحظة.

وأشار إلى أن الوضع ما يزال خطيراً للغاية، “وهو ما دفعنا إلى إطلاق نداءات إلى المجتمع الدولي، لكن للأسف، لم يتدخل أحد لوقف الاحتلال عن مهاجمة النظام الصحي بهذه الطريقة الوحشية والعشوائية”.

ولفت إلى أن العالم يعرف أن مستشفى كمال عدوان يقدم خدمات أساسية للأطفال والنساء والجرحى، حيث لا توجد مرافق أخرى متاحة لعلاج هؤلاء المرضى في شمال غزة.

ورفض أبو صفية إخلاء المستشفى والانتقال لموقع آخر؛ لأنه يقع في وسط منطقة سكنية، وإخلاؤه سيعرض حياة المصابين لخطر كبير، مبيناً أن الإخلاء خلال ساعات يعني نقل 66 مريضاً، بالإضافة إلى جميع معدات المستشفى والطاقم الطبي، مما قد يترتب عليه عواقب سلبية وخيمة على المرضى المنومين.

كذلك، أكد مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة الفلسطينية، الطبيب مروان الهمص، أن سلطات الاحتلال طالبت بإخلاء مستشفى كمال عدوان، وقامت بنشر روبوتات متفجرة في محيطه

وأوضح الهمص في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، أن جيش الاحتلال يتعمد استهداف الطواقم الطبية في مستشفى كمال عدوان، ويواصل تنفيذ مخططاته لتدمير المنظومة الصحية في القطاع باستهداف جميع المستشفيات.

وبين أن جيش الاحتلال يطلب من الطواقم إخلاء مستشفى كمال عدوان فوراً؛ ما يهدد حياة 80 مريضاً وجريحاً.

مع استمرار الهجوم على مستشفى كمال عدوان، ارتكب الاحتلال أيضاً 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 21 شهيداً و61 إصابة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وفقاً لآخر تحديث صادر عن وزارة الصحة.

وتؤكد الوزارة أنه لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45,227 شهيداً و107,573 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023، حسب الوزارة.

وضع جيش الاحتلال الإسرائيلي المنظومة الصحية هدفاً عسكرياً له، حيث قام بحرق مستشفيات الشفاء، والإندونيسي، وأبو يوسف النجار، وناصر، وعبد العزيز الرنتيسي.

أدى استهداف المنظومة الصحية، وفقاً للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، إلى تحييد المئات من الأطباء والممرضين، حيث استشهد من الكوادر والطواقم الطبية حتى الآن ما يزيد عن 493 كادراً وتم اعتقال ما لا يقل عن 310 عاملين ومختصين في الحقل الطبي.

ويواجه المرضى والجرحى مصيرهم بصمت وعزلة ومعاناة مضاعفة، وهو ما يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً من قبل الأطراف الفاعلة، ومنها منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر وكافة الهيئات الأممية والحقوقية الدولية والمجتمع الدولي، للوقوف امام مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية والإنسانية،  وممارسة الضغط الجاد على القوة القائمة بالاحتلال للوفاء بالتزاماتها القانونية تجاه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، حسب الهيئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى