ما دلالات عملية “القسام” الاستشهادية في جباليا؟
سبق العملية الاستشهادية وجود تحذيرات أطلقها مسؤولون في القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال الإسرائيلي
في حالة التحام مباشرة مع جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في جباليا شمال قطاع غزة، فجر أحد مقاتلي كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة “حماس”، نفسه في الجنود بعد إجهازه على قناص ومساعده، وهو تطور يحمل دلالات كبيرة.
وتعد العملية الاستشهادية في جباليا التي جرى تنفيذها الجمعة 20 ديسمبر الجاري، الأولى من نوعها خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأرادت القسام من خلال عودة العمليات الاستشهادية إرسال رسائل لقادة جيش الاحتلال، أبرزها أن معادلة المعارك والقتال في غزة تغيرت، وتتجه إلى ملاحقة الجنود والضباط في الأماكن الذي يتمركزون فيها وتفجيرهم وتحويل أجسادهم إلى أشلاء من خلال الاستشهاديين.
ماذا جرى؟
في تفاصيل ما حدث، كشفت كتائب “القسام” عن تفاصيل عملية وصفتها بالأمنية المعقدة، نفذها أحد مقاتليها في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة وأوقعت أفراد قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح.
وقالت القسام في بيان لها إن “مجاهداً قسامياً تمكن من الإجهاز على قناص صهيوني ومساعده بعد ظهر اليوم من مسافة صفر في مخيم جباليا”.
كما أشارت إلى أنه “بعد ساعة من ذلك تنكر المجاهد نفسه بلباس جنود الاحتلال، واستطاع الوصول إلى قوة صهيونية مكونة من 6 جنود وتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف في القوة وإيقاعها بين قتيل وجريح”.
سبق تلك العملية، أيضا قيام مقاتل قسامي بطعن ضابط إسرائيلي و3 جنود من نقطة صفر في جباليا.
كما أوضحت “القسام” في بيان عسكري، أن أحد مقاتلها تمكن من الإجهاز على الضابط والجنود الإسرائيليين واغتنام أسلحتهم الشخصية مؤكدة أن “قدراتها لا تزال بخير وهي قادرة على مواجهة جيش الاحتلال في قطاع غزة”.
أساليب للمواجهة
مدير مركز القدس للدراسات الإسرائيلية عماد أبو عواد، أكد أن استخدام كتائب “القسام” العمليات الاستشهادية في قطاع غزة يعد تطور طبيعي لمواجهة وجود جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أبو عواد في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، أن “عودة العمليات الاستشهادية جاء في ظل تراجع وجود الذخيرة لدى القسام والمقاومة في غزة، لأن تموضع جيش الاحتلال ووجوده على الأرض يتطلب استخدام أساليب أخرى في القتال والمواجهة”.
كما أشار إلى أن “ما حدث في جباليا هو عودة للأساليب والوسائل التي كانت تستخدم سابقاً في قطاع غزة، حين كان جيش الاحتلال والاستيطان موجود في القطاع وهي التي ساهمت في خروجه منها”.
وذكر أيضاً أنه “مع مرور الوقت يصبح بقاء جيش الاحتلال داخل قطاع غزة عبء عليها، وسيولد ردة فعل لدى الغزيين للقيام بعمليات استشهادية منظمة وفردية”.
كما رأى أن “عودة العمليات الاستشهادية تظهر قدرة الفلسطيني التموضع مع إجراءات الاحتلال، ويفتح المجال أمام كل الوسائل المتاحة للمواجهة، وعدم إشعار جيش الاحتلال بالراحة في القطاع بشكل مطلق”.
ولفت أيضاً إلى أن “الصوت في المجتمع الإسرائيلي ارتفع بشكل كبير في الفترة الأخيرة حول قتل مزيد من الجنود في القطاع دون وجود أي أهداف عسكرية، وهي قضية مستمر نقاشها في إسرائيل”.
تحذيرات إسرائيلية
سبق العملية الاستشهادية وجود تحذيرات أطلقها مسؤولون في القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال الإسرائيلي من أن كتائب “القسام”، جندت حوالي أربعة آلاف عنصر جديد في غزة خلال الأشهر الأخيرة بحسب موقع “والاه” العبري.
ونقل الموقع عن ضباط ومسؤولين عسكريين قولهم، إن حركة “حماس” تواصل العمل بطريقة غير مألوفة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف المسؤولون أن “مقاتلي الحركة الجدد يتلقون تدريبات على يد قادة جدد يكيّفونهم مع أنماط قتال الجيش، وأنهم يقاتلون مع قيادات عسكرية لم ينجح الجيش في اغتيالها”.
كما أكد المسؤولون أن “حماس كيفت نفسها في بعض مناطق جنوب القطاع مع ظروف القتال ضد قوات الاحتلال، وكذلك بنت نظام خطوط دفاعية في جباليا شمالي القطاع خلال الأشهر الستة الماضية”.
ولا تزال قيادات في “حماس” تعمل بصورة غير تقليدية مقابل قوات جيش الاحتلال بغزة، مع تكييف نفسها في بعض مناطق مع ظروف القتال ضد قوات الاحتلال.
وفي يونيو الماضي نشر المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي دورون كادوش تغريدات تناول فيها موضوع إعادة تأهيل حركة حماس لنفسها على المستوى العسكري.
ونقل المراسل العسكري عن عضو بارز في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قوله إن “جميع الأطر العسكرية لحماس تتعافى، وتحاول إعادة تأهيل نفسها في جميع أنحاء قطاع غزة”.