الاخبار

احتراق مبكر لثلاثة أقمار صناعية يكشف مخاطر النشاط الشمسي المتزايد

شهد شهر نوفمبر الجاري احتراق ثلاثة أقمار صناعية صغيرة أسترالية تابعة لبرنامج “بينار” الفضائي بجامعة كيرتن في الغلاف الجوي للأرض، في حدث سلط الضوء على تأثير النشاط الشمسي المرتفع على الأقمار الصناعية في المدارات المنخفضة.

 

أقرأ أيضاً.. مسبار باركر.. اكتشافات جديدة تضيء أسرار الشمس الغامضة

“بينار”.. أقمار تحمل اسم “كرة النار” وتعيش مصيرها الحارق

الأقمار، التي تحمل أسماء “بينار-2″ و”بينار-3” و”بينار-4″، كانت قد أُطلقت لتعمل لمدة ستة أشهر، لكنها احترقت بعد شهرين فقط، مما قلل بشكل كبير من الوقت المخصص للتجارب العلمية واختبار الأنظمة الجديدة.

الاسم “بينار”، المأخوذ من لغة السكان الأصليين في بيرث، يعني “كرة النار”، في إشارة رمزية إلى مصير الأقمار.

كيف يؤثر النشاط الشمسي على المدارات المنخفضة للأقمار الصناعية؟

النشاط الشمسي، الذي يتسم بظهور بقع شمسية وانفجارات ورياح شمسية، يُعد ظاهرة دورية تحدث كل 11 عامًا تقريبًا وتصل إلى ذروتها عند انقلاب الحقل المغناطيسي للشمس.

 

أقرأ أيضاً.. هل خدعتنا الصورة الأولى للثقب الأسود في مجرتنا؟ اكتشافات جديدة تثير الشكوك

وخلال هذه الفترة، يزداد تأثير الطقس الفضائي على الغلاف الجوي الخارجي للأرض، ما يؤدي إلى تمدده وزيادة السحب الجوي الذي يعطل مدارات الأقمار الصناعية.

الأقمار الكبيرة، مثل محطة الفضاء الدولية وأقمار “ستارلينك”، تعتمد على دافعات لتصحيح مساراتها، لكن الأقمار الصغيرة مثل “بينار” تفتقر إلى هذه الأدوات، مما يجعلها عُرضة للانحراف والسقوط المبكر.

الشفق القطبي يصل إلى خط الاستواء.. مشهد نادر بسبب النشاط الشمسي

الدورة الشمسية الحالية، المعروفة بالدورة 25، تجاوزت التوقعات بمستويات نشاط أعلى بنسبة 50% عما كان متوقعًا. هذا النشاط المرتفع تسبب في زيادة تأثيرات الطقس الفضائي على الأقمار الصناعية، بما في ذلك ارتفاع معدلات الإشعاع المتأين واضطرابات الاتصالات الراديوية طويلة المدى.

كما أنه أدى إلى ظهور الشفق القطبي بوضوح في مناطق أقرب إلى خط الاستواء، في ظاهرة لم تُشاهد بهذه الحدة منذ عقدين.

رغم الخسارة المبكرة للأقمار “بينار”، بدأ الفريق العامل على البرنامج بالفعل بالتحضير لمهام مستقبلية تأخذ في الحسبان الظروف المتغيرة للطقس الفضائي.

ومع توقع انخفاض النشاط الشمسي تدريجيًا بحلول عام 2026 وعودته إلى الحد الأدنى بحلول 2030، يأمل العلماء أن تكون المهمات المستقبلية أكثر نجاحًا واستقرارًا.

هذه التجربة أكدت الحاجة الملحة لتحسين توقعات الطقس الفضائي لتقليل المخاطر على الأنشطة الفضائية، خاصة مع تزايد اعتماد البشرية على التكنولوجيا المدارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى