الاخبار

الذكاء الاصطناعي في الإمارات.. سباق متسارع نحو الصدارة

خبير الذكاء الاصطناعي سامر المبيض: 

الحاجة ما زالت قائمة لبناء منصات آمنة؛ وفعالة لتبادل البيانات بين القطاعين العام والخاص.

الأمر يتطلب الابتكار المستمر وإقامة شراكات استراتيجية؛ لأن الإمارات تنافس دولاً كبرى مثل الولايات المتحدة والصين.

شهدت الإمارات تطوراً ملحوظاً في مجال الذكاء الاصطناعي (AI)، مع التركيز على دمجه في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية.

تعمل الإمارات على خلق بيئة متكاملة للذكاء الاصطناعي تدعم الابتكار، وتتيح فرصاً واعدة لنمو الاقتصاد وتطوير البنية التحتية، مع هدف واضح أن تكون ضمن الدول الرائدة في هذا المجال بحلول 2031.

عمل كبير تمارسه الدولة الخليجية في هذا المجال يمكن التعرف إلى مستواه وحجمه من خلال ما يتحقق على أرض الواقع، وفي مثال على ذلك فإن ما شهدته البلاد خلال أسبوعين في هذا القطاع، كان أبرزه: 

  • أطلقت شركة “جوجل” مبادرة “فرص الذكاء الاصطناعي” في دبي، وتُعدّ الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

  • تهدف المبادرة إلى توفير المهارات الأساسية في المجال، وتمويل الأبحاث ذات الصلة، وطرح منتجات جديدة مستندة إلى الذكاء الاصطناعي تفيد الجميع.

  • انعقاد أعمال “خلوة الذكاء الاصطناعي” لرسم خارطة طريق واضحة لتبني الذكاء الاصطناعي على المستوى الحكومي ومبادرات ومشاريع تكاملية ضمن أجندة العام 2025. 

  • فوز وزارة الخارجية بجائزة الإمارات للذكاء الاصطناعي عن فئة “تميز الخدمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي”، وذلك عن مشروع “البعثة الذكية”. 

  • أطلقت “دبي الرقمية” مسح المهارات الرقمية، بهدف جمع رؤى من المؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص حول احتياجاتها من المواهب الرقمية، وتحديد فجوات المهارات المحتملة.  

  • وقعت “أدنوك” وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” اتفاقية مع “مايكروسوفت” للتعاون الاستراتيجي في مجالات الذكاء الاصطناعي والحلول منخفضة الكربون في الإمارات ومختلف أنحاء العالم، بهدف الحدّ من انبعاثات منظومة الطاقة الحالية والمساهمة في بناء منظومة طاقة مستدامة للمستقبل.

  • أعلن الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس مجلس الوزراء، شراكة مع “مايكروسوفت”، لإطلاق مبادرة لتأهيل مليون شخص بمهارات الذكاء الاصطناعي في الإمارات بحلول 2027. 

نتائج متوقعة

بات الذكاء الاصطناعي داعماً أساسياً لاقتصاد الإمارات، ووفق شركة “ماكينزي” العالمية فإن القيمة المضافة السنوية المحتملة للذكاء الاصطناعي التوليدي في اقتصاد الدولة قد تصل إلى 9.6 مليارات دولار. 

بحسب ما يذكر موقع حكومة الإمارات، يتميز المشهد المحلي للذكاء الاصطناعي في الدولة، بدعم حكومي قوي وشراكات استراتيجية ومعاهد أكاديمية مرموقة وصناعة مزدهرة تمكّن الابتكار.

وعلى الصعيد الدولي، تؤدي أبوظبي دوراً رائداً في صياغة ملامح حوكمة الذكاء الاصطناعي وسياساته الدولية؛ من خلال مساهمتها الاستباقية في منصات متعددة الأطراف.

وتتلخص نتائج سياسة أبوظبي المتوقع في مجال الذكاء الاصطناعي بـ:

  • ترسيخ مكانة الإمارات كقائد عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي.

  • أن يتماشى تطوير الذكاء الاصطناعي في الإمارات مع الأولويات الأخلاقية والاجتماعية والبيئية.

  • توفير إطار استراتيجي يدمج الأهداف المحلية للإمارات مع طموحاتها الدولية، وخاصة في الابتكار بالذكاء الاصطناعي.

  • تحفيز التنويع الاقتصادي والابتكار.

  • تعزيز جودة الحياة من خلال الذكاء الاصطناعي، مما يعكس التزام الدولة بالتقدم التكنولوجي المتمحور حول الإنسان.

  • التعاون الدولي لحوكمة الذكاء الاصطناعي؛ مما يعزز من تأثير الإمارات على الساحة الدولية.

دعم كبير

وفقاً لتقارير دولية، تُصنف الإمارات أحد رواد الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط، وتطمح إلى أن تصبح من بين أفضل 10 دول في العالم بحلول عام 2031.

يعزز هذه المكانة العديد من الخطط والإنجازات، بدأتها الإمارات منذ سنوات، من بين أبرزها إنشاء وزارة خاصة بالذكاء الاصطناعي عام 2017، وتطوير “استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031” التي تهدف إلى جعله أساساً لاقتصاد المستقبل.

وشملت أبرز إنجازاتها في هذا القطاع، إدخال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، وتطوير مدن ذكية، وتأسيس “أكاديمية الذكاء الاصطناعي” لتأهيل الكوادر الوطنية في هذا المجال، وإدخال برامج تعليمية في الجامعات والمدارس تغطي أسس وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

واستغلت الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن والسلامة، وأطلقت عدة مناطق متخصصة في التكنولوجيا، مثل “مدينة دبي للإنترنت”، بالإضافة إلى دعم الابتكار والبحث العلمي.

حول الإنجازات التي حققتها الإمارات في دمج الذكاء الاصطناعي، يقول عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، في جلسة بعنوان “دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة وإنتاجية الحكومة” عقدت مؤخراً:

  • توفير ما يزيد على 1.5 مليار درهم في قطاع الطاقة.

  • تحسين العمليات في قطاع الطيران بنسبة 24%.

  • زادت كفاءة التعامل مع الحاويات في قطاع الخدمات اللوجستية بنسبة 30%.

  • استثمارات في التكنولوجيا للقطاع الخاص زادت عن 5.5 مليار درهم.

  • إطلاق أكثر من 328 مبادرة تدريبية في مجال وظائف الذكاء الاصطناعي.

  • تأهيل 358 ألفاً و187 مبرمجاً نشطاً على منصة GitHub.

وتحتاج الإمارات لتواصل طريقها بنجاح في قطاع الذكاء الاصطناعي أن تتجاوز التحديات التي تواجهها؛ لتشق طريقها إلى مستقبل رائد في هذا القطاع المتسارع.

في هذا الشأن يشدد المهندس سامر المبيض، المدير التنفيذي لشركة “فورهات روبوتكس” السويدية للروبوتات والذكاء الصناعي، على أهمية التركيز على تطوير المواهب، وتطوير البنية التحتية لتبادل البيانات، ومواجهة المنافسين، ودمج الذكاء الاصطناعي بمختلف القطاعات.

ويقول المبيض لـ”الخليج أونلاين”، إنه رغم الجهود المبذولة في الإمارات بمجال الذكاء الاصطناعي، لكن ما يزال هناك نقص في الخبرات المحلية، لافتاً إلى أن “الاستثمار في التعليم والتدريب يعتبر محورياً لمعالجة هذا النقص”.

ويرى أيضاً أن الحاجة ما زالت قائمة لبناء منصات آمنة وفعالة لتبادل البيانات بين القطاعين العام والخاص.

ويلفت إلى أن الأمر يتطلب الابتكار المستمر وإقامة شراكات استراتيجية؛ لأن الإمارات تنافس دولاً كبرى مثل الولايات المتحدة والصين.

وأكد المبيض على ضرورة التوسع في تطبيق الذكاء الاصطناعي؛ ليشمل القطاعات غير التقنية، وهو “ضروري لتحقيق فوائد اقتصادية أوسع”، مبيناً أن “الإمارات تواصل التقدم بخطى ثابتة، وتظهر التزاماً واضحاً بمعالجة هذه التحديات لتحقيق مستقبل رائد في الذكاء الاصطناعي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى