هل ينهي معبر “كيسوفيم” الجديد أزمة نقص المساعدات في غزة؟
جيش الاحتلال أعلن الثلاثاء (12 نوفمبر) عن فتح معبر “كيسوفيم” لمرور شاحنات المساعدات إلى غزة.
الخطوة الإسرائيلية جاءت استجابة للضغوطات التي مارستها إدارة بايدن على “إسرائيل”.
مصادر إغاثية قللت من أهمية وجدوى هذا المعبر كونه غير مؤهل لإيصال المساعدات.
بعد التهديد الأمريكي لسلطات الاحتلال الإسرائيلي بتقليص الدعم العسكري للجيش في حال لم يتم زيادة حجم المساعدات والمواد الغذائية إلى غزة، خضعت حكومة بنيامين نتنياهو لتلك التهديدات وقامت بفتح معبر جديد وسط القطاع لإدخال المواد الإغاثية.
سارع جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى إعلان فتح معبر “كيسوفيم” الثلاثاء 12 نوفمبر الجاري، لأول مرة لمرور شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك بعد الموعد النهائي الذي حددته إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، والذي تصل مدته إلى 30 يوماً وينتهي هذا الأسبوع.
وكانت إدارة الرئيس جو بايدن حذرت “إسرائيل” الشهر الماضي من أنه يجب زيادة كمية المواد الغذائية وغيرها من المساعدات الضرورية بشكل عاجل، التي تدخل إلى غزة إلى 350 شاحنة يومياً، وإلا فإنها “تخاطر بتقليص الدعم العسكري الأمريكي”.
تتضمن أول قافلة للمساعدات من معبر “كيسوفيم” الغذاء والماء والمعدات الطبية ومواد مخصصة لمراكز الإيواء، والتي توجهت إلى مناطق وسط وجنوبي القطاع، وفقاً لجيش الاحتلال.
خطوة غير مجدية
لكن وفي المقابل، قللت مؤسسات أممية وفلسطينية من جدوى المعبر الجديد الذي قام جيش الاحتلال فافتتاحه، كونه حتى اللحظة لم تتدفق المساعدات إلى قطاع غزة.
الأمم المتحدة أكدت أن 85% من محاولاتها لتنسيق قوافل المساعدات والزيارات الإنسانية إلى شمال القطاع، حيث ينتشر الجوع الشديد بسبب الهجوم والحصار الإسرائيلي، تم رفضها أو عرقلتها من قبل السلطات الإسرائيلية الشهر الماضي.
وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) أنه قدم 98 طلباً إلى السلطات الإسرائيلية للحصول على تصريح للعبور عبر نقطة التفتيش على طول وادي غزة، لكن لم يتم السماح إلا بعبور 15 فقط منها، وفق ما ذكره المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك.
رئيس جمعية النقل في غزة، ناهض شحيبر، أكد أن معبر “كيسوفيم” الذي يقع وسط القطاع، “غير مؤهل للعمل، والكلام عنه يشبه الحديث عن الميناء العائم الذي أنشأته أمريكا سابقاً”.
وقال شحيبر في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “لا إسرائيل أو أمريكا معنيتان بالإغاثة لشعبنا، وإنما لتخفيف الضغط الذي يمارسه العالم الغربي الداعم للاحتلال، ونحن في غزة لا نعول على أحد غير رب العالمين”.
وأضاف: “أن نتوقع الخير من العدو الذي يقتل أطفالنا ونساءنا، فهذا أمر مستحيل، وإذا أراد الاحتلال فعلاً أن يساعد الشعب الذي يقتله يومياً، فعليه أولاً وقف الحرب وتمكين المؤسسات الدولية من العمل بحرية”.
وشدد على أن الاحتلال “عليه تحمل كل تبعات هذه الحرب العنصرية والإرهابية المستمرة منذ أكثر من عام على سكان قطاع غزة”.
إنذار بالمجاعة
أمام تراجع المساعدات لقطاع غزة، أصدرت لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي في الأمم المتحدة، إنذاراً أعربت فيه عن قلقها إزاء “الاحتمال الوشيك والكبير لحدوث المجاعة، بسبب الوضع المتدهور بسرعة في قطاع غزة”.
وقال مدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية لدى برنامج الأغذية العالمي جان مارتن باور: إن “هناك احتمالاً قوياً أن المجاعة تحدث أو أنها وشيكة في أجزاء من شمال غزة نتيجة للنزوح على نطاق واسع، وانخفاض التدفقات التجارية والإنسانية إلى غزة، وتدمير البنية الأساسية والمرافق الصحية والوضع الصعب المتعلق بعمل الأونروا”.
وأوضح باور أن برنامج الأغذية العالمي شهد انخفاضاً كبيراً في عدد الشاحنات التي تدخل غزة في أواخر أكتوبر، مشيراً إلى أن 58 شاحنة فقط تدخل يومياَ، مقارنة بنحو 200 شاحنة خلال الصيف، ومعظم الشاحنات التي دخلت كانت تحمل مساعدات إنسانية.
وبين أن انخفاض تدفقات المساعدات أدى إلى مضاعفة أسعار المواد الغذائية في شمال غزة خلال الأسابيع الماضية، وهي الآن أعلى بنحو 10 أضعاف مما كانت عليه قبل اندلاع الصراع.
ولفت إلى أن هذا الإنذار بمثابة تذكير بأن “أعين العالم يجب أن تكون على غزة، وأن التحرك مطلوب الآن”.
وشددت اللجنة على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية – خلال أيام لا أسابيع – من قبل جميع الأطراف المشاركة بشكل مباشر في الصراع أو تلك التي تتمتع بنفوذ على سيره، “لمنع وقوع هذا الوضع الكارثي والتخفيف منه”.
كذلك، أكدت سيندي ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، أنه من المرجح أن المجاعة تحدث أو على وشك الحدوث في شمال غزة.
وقالت ماكين في تغريدة لها عبر حسابها في موقع “أكس”: “لابد من اتخاذ خطوات فورية للسماح بتدفق آمن وسريع ودون عوائق للإمدادات الإنسانية والتجارية لمنع وقوع كارثة شاملة”.