الاخبار

مخلفات الجيش الإسرائيلي.. مواد فاعلة بيد المقاومة في غزة

تنبهت كتائب “القسام” مبكراً لاستخدام مخلفات جيش الاحتلال في تصنيع عبواتها الناسفة.

مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عامه الثاني، واستمرار المقاومة الفلسطينية بالتصدي لجيش كامل داخل أزقة وشوارع المخيمات والمدن، برز استخدامها مخلفات جيش الاحتلال التي يطلقها من طائراته ودباباته ولم تنفجر.

ذهبت المقاومة الفلسطينية إلى إعادة استخدام المواد المتفجرة الموجود بالصواريخ والقنابل التي يطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي ولم تنفجر، لقوة تلك المواد وتأثيرها في الدبابات والآليات، إضافة إلى تعويض النقص في قدراتها الصناعية التي تعتمد عليها.

وبرز استخدام المقاومة وخاصة كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، لمخلفات الصواريخ الإسرائيلية في تصنيع عبوات ناسفة، ووضع الآية القرآنية “بضاعتكم ردت إليكم”.

حققت “القسام” خسائر فادحة في صفوف جيش الاحتلال من خلال استخدام مخلفات الصواريخ الإسرائيلية، كان آخرها ما أعلنته الكتائب عن إيقاع قوة إسرائيلية راجلة في كمين محكم بمنزل في منطقة الحاووز التركي غرب معسكر جباليا، شمالي قطاع غزة.

وأظهرت المشاهد التي بثتها الكتائب في أكتوبر الماضي قيام عدد من مقاتلي القسام بتفخيخ المنزل بصاروخ “جي بي يو”، وهو من مخلفات جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على القطاع.

وقال أحد مقاتلي “القسام” قبل أن يضغط زر التفجير “جئناكم بجحيم الموت فمخيم جباليا حرام عليكم”.

وانتهى المقطع بعبارة “بضاعتكم ردت إليكم”، في إشارة إلى أن الصاروخ الذي تم تفجيره في القوة الإسرائيلية هو أحد ذخائر جيش الاحتلال التي لم تنفجر بعد إطلاقها.

سبق أيضاً وتمكن عناصر “القسام” من تدمير 5 دبابات إسرائيلية وقتل وإصابة جميع أفرادها بعد إعادة استخدام صاروخين يزنان طنين، أطلقهما الاحتلال باتجاه بيوت المدنيين ولم ينفجرا.

وأكدت “القسام” أن مقاتليها قاموا قبل أيام بزرع الصواريخ في طريق تقدم آليات الاحتلال في جباليا البلد وفور وصول الآليات للمكان تم تفجير الصواريخ.

قصد السبيل

تنبهت كتائب “القسام” مبكراً لاستخدام مخلفات جيش الاحتلال في الاستفادة منها بتصنيع عبواتها الناسفة، حيث أطلقت مشروع “قصد السبيل” الذي يهدف إلى تحييد مخاطر كميات كبيرة من قذائف جيش الاحتلال التي سقطت على قطاع غزة، ولم تنفجر، وإعادة تدويرها وإدخالها ضمن منظومة تصنيع السلاح لدى المقاومة.

وشكلت “القسام” وحدة خاصة تقوم بانتشال القذائف والقنابل الكبيرة غير المتفجرة، ليقوم متخصصون بدراستها والبحث في كيفية الاستفادة منها، وذلك بعد تحييد خطرها، كونها تحتوي عادة على مواد شديدة الخطورة، وتحتاج إلى خبرة كبيرة للتعامل معها.

شملت مراحل المشروع دراسة الهياكل وتحليل المواد، ومرحلة استخراج المواد المتفجرة، ثم القص والتسنين للرؤوس والمحركات، وصب المواد المتفجرة، وتركيب الرؤوس المتفجرة على المحركات، وإمداد الميدان بالصواريخ وإطلاقها باتجاه أهدافها.

ضمن عمليات استخدام الاحتلال الناجحة كان إعلان القسام في سبتمبر 2020، عثورها على مئات القذائف داخل بقايا سفينتين حربيتين بريطانيتين غارقتين في عمق البحر المتوسط قبالة سواحل القطاع الفلسطيني.

في حينها، قال قيادي في “القسام” لبرنامج “ما خفي أعظم”، إن أفراد سلاح الهندسة لديهم، قاموا بإعادة تدوير القذاف، وفحصها وإجراء تجارب على فعاليتها على سقف إسمنتي مسلح بسمك 40 سم، وكانت النتيجة تدمير الهدف بالكامل.

كما كشفت “القسام” أن نتائج مشروع “قصد السبيل” كانت مضاعفة القوة الصاروخية لـ”الكتائب”، وقد حققت إدامة النيران واستخدمت هذه الصواريخ لأول مرة في عام 2018، عندما ضربت المقاومة المواقع العسكرية للاحتلال في عسقلان بعشرات الصواريخ.

اعتماد ذاتي

الخبير العسكري، يوسف الشرقاوي، يؤكد أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لا يوجد خيار أمامها إلا الاعتماد على نفسها والبحث عن كل شيء من أجل الاستمرار في التصدي لجيش الاحتلال.

يوضح الشرقاوي في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، أن المقاومة بعد أكثر من عام على استخدامها مواردها العسكرية تحتاج إلى مزيد من المواد والدعم والبحث عن بدائل أمام الحصار المشدد من قبل الاحتلال.

وأضاف الشرقاوي: “المواد التي تحصل عليها المقاومة من صواريخ وقذائف الاحتلال التي لم تنفجر يكون تأثيرها قوياً جداً لأنها مصنوعة من مواد كيمائية من جيوش ومجربة وذات قدرات تفجيرات كبيرة”.

ويشير إلى أن المقاومة استخدمت هذه المواد في تصنيع عبوات ناسفة وتفجيرها بدبابات جيش الاحتلال وأثبتت قوتها الفاعلة في تدمير الآليات العسكرية وإلحاق خسائر بشرية كبيرة.

ويوم الثلاثاء 12 نوفمبر الجاري، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، بمقتل 24 جندياً منذ بدء المناورة في جباليا، خلال شهر ونصف فقط، على الرغم من أن جيش الاحتلال كان قد ناور في المدينة مرتين من قبل في ديسمبر من العام الماضي، وفي مايو ويونيو من هذا العام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى