الإنترنت والأطفال.. كيف تضمن سلامتهم في العالم الرقمي؟
إن تعليم الأطفال كيفية التصرف في المواقف المختلفة التي يتعرضون لها من أهم جوانب التربية، وهذا يشمل أيضًا العالم الرقمي، فقد أصبح الإنترنت جزءًا أساسيًا من حياتنا، ويستخدمه الكبار والصغار.
وسواء كان الأطفال يستخدمون الحاسوب المحمول أو الجهاز اللوحي لأداء الواجبات المدرسية أو اللعب، أو يستخدمون هاتفًا ذكيًا، فمن المهم أن نضمن الحفاظ على أمنهم وسلامتهم في العالم الرقمي.
يتضمن ذلك استخدام أدوات الرقابة الأبوية المدمجة للحد من تعرض الطفل للمحتوى غير المناسب في أثناء استخدام الإنترنت، وتحديد وقت الاستخدام، وهناك أيضًا قواعد أساسية أخرى يجب أن يتعلمها الطفل ليتجنب عمليات الاحتيال، وكيفية التصرف في حال الوقوع في مشكلة معينة.
وفيما يلي سنذكر خمس طرق يمكن للآباء اتباعها لضمان الحفاظ على سلامة أبنائهم في العالم الرقمي:
1- استخدام مزايا وتطبيقات الرقابة الأبوية:
لضمان سلامة أطفالك عبر الإنترنت، فإن أسهل الطرق التي يمكنك اتباعها استخدام تطبيقات ومزايا الرقابة الأبوية، إذ تتوفر مزايا مدمجة في أنظمة التشغيل المختلفة للحواسيب والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية تساعد الآباء في مراقبة سلوك أبنائهم عبر الإنترنت، كما يمكن للآباء أيضًا استخدام تطبيق مستقل مخصص للرقابة الأبوية، أو تطبيق يستهدف شبكة الإنترنت الخاصة بالمنزل لتصفية المحتوى الذي يمكن للطفل الوصول إليه.
يمكن لتطبيقات الرقابة الأبوية التحكم في عدد الساعات التي يمكن للطفل خلالها استخدام الجهاز، ومواقع الويب أو الألعاب التي يمكنه الوصول إليها عبر الإنترنت، ومراقبة جميع أنشطته عبر الإنترنت وتسجيلها.
ولتتعرف بعض من أفضل تطبيقات الرقابة الأبوية، يمكنك الاطلاع على مقال: “أفضل تطبيقات الرقابة الأبوية للحفاظ على سلامة أطفالك“.
2- استخدام محركات البحث الآمنة للأطفال:
مع أن أدوات الرقابة الأبوية يمكنها المساعدة كثيرًا في الحفاظ على سلامة الطفل في أثناء استخدام الإنترنت، فإنها لا تستطيع حمايته من كل شيء. وهنا يأتي دور محرك البحث الذي يستخدمه الطفل.
معظم محركات البحث تحتوي على إعداد للبحث الآمن يمكنه تصفية نتائج البحث التي تتضمن العنف أو المواد الإباحية أو المحتوى الآخر غير المناسب للطفل، ويُطلق على الإعداد في محرك بحث جوجل اسم البحث الآمن، وهو مفعل تلقائيًا لحسابات الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا.
تتوفر أيضًا محركات بحث مصممة خصوصًا للأطفال، وتمتاز بقدرتها على تصفية المحتوى غير المناسب للمشاهدين الصغار، وتعتمد على تقنية متقدمة لحظر مواقع الويب والصور ومقاطع الفيديو غير المناسبة من نتائج البحث. وهذا يعني أن الأطفال لا يرون سوى نتائج البحث المناسبة لأعمارهم عند البحث عن شيء ما.
يمكنك تعرّف بعض هذه المحركات في مقال: “أفضل محركات البحث الآمنة للأطفال“.
3- اتباع قواعد الأمان الأساسية:
هناك مجموعة من القواعد الأساسية التي يجب على جميع مستخدمي الإنترنت اتباعها للحفاظ على أمنهم وسلامتهم، وهذه القواعد ينبغي للآباء تعليمها لأطفالهم، وتشمل:
الحد من نشر المعلومات الشخصية:
أي شيء ينشره أي شخص عبر الإنترنت، سواء كان اسم أو صورة شخصية أو عنوان العمل أو المنزل أو المدرسة يشكل تهديدًا محتملًا. ومن أجل السلامة، من المهم الحد من نشر المعلومات الشخصية عبر الإنترنت.
الحذر من الغرباء:
يجب تعليم الأطفال أن يكونوا حذرين عند التحدث مع أشخاص غرباء عبر الإنترنت، وطلب المساعدة من والديهم إذا طلب منهم شخص ما القيام بشيء غير مقبول.
التثقيف عن طرق الاحتيال عبر الإنترنت:
الإنترنت مليء بطرق الاحتيال المتنوعة، مثل: تطبيقات مكافحة الفيروسات المزيفة، ورسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية والروابط غير الآمنة، وغير ذلك. لذلك من المهم تثقيف الأطفال عن كيفية تعرّف الروابط الآمنة وغير الآمنة، والرسائل والتطبيقات المزيفة لتجنب التعرض للاحتيال.
كيفية التعامل مع التنمر:
التنمر عبر الإنترنت أمر خطير ويتعرض له الأطفال والكبار أيضًا، وقد يؤثر سلبًا في الصحة النفسية ويقلل الثقة بالنفس، لذلك من المهم أن تعلم أطفالك كيفية التعامل مع التعليقات السيئة، وكيفية استخدام أدوات الحظر وتقييد الوصول لحسابات الأشخاص المتنمرين.
تمييز المحتوى المزيف:
تحدث إلى أطفالك عن المحتوى المزيف والفرق بينه وبين المحتوى الحقيقي، وكيف يمكنهم التحقق من صحة المعلومات التي تظهر لهم، وكيف يمكن لبعض الأشخاص استخدام أدوات متطورة تعمل بالذكاء الاصطناعي لتزييف الحقائق ونشرها عبر الإنترنت.
تأمين كاميرات الويب في الحواسيب:
تتضمن جميع الحواسيب المحمولة كاميرات ويب مدمجة قد تشكل تهديدًا كبيرًا إذا تعرض الحاسوب للاختراق، لذا تحدث إلى أطفالك عن ضرورة استخدام أغطية مادية فوق الكاميرا في أثناء استخدام الحاسوب، وعدم الموافقة على إذن الوصول إلى كاميرا الحاسوب من التطبيقات المختلفة قبل استشارتك للتحقق من كون التطبيق آمن.
4- تفعيل المصادقة الثنائية واستخدام مدير كلمات المرور:
تُعد كلمات المرور الطريقة الأكثر انتشارًا لتأمين الحسابات عبر الإنترنت، لكنها ليست كافية خاصة في الوقت الحالي الذي تتزايد فيه عمليات الاختراق. ولتعزيز سلامة الحسابات التي يستخدمها أطفالك عبر الإنترنت استخدم المصادقة الثنائية.
من ناحية أخرى، يساعد استخدام مدير كلمات المرور في إنشاء كلمات مرور فريدة وطويلة لكل خدمة يشترك فيها أطفالك، وهو أمر ضروري لضمان الحفاظ على أمنهم عبر الإنترنت.
5- تواصل مع أطفالك عبر مواقع التواصل الاجتماعي:
في هذا العصر المليء بتطبيقات التواصل الاجتماعي التي يحبها الأطفال والكبار ويقضون ساعات في استخدامها، يجب على الآباء أيضًا تعرّف كيفية استخدامها، والتواصل مع أطفالهم عبرها، وهذا يساعد الآباء في الحصول على فكرة عما يحدث في هذه التطبيقات، وما المجالات التي يهتم بها أطفالهم، وتقديم نصائح لأطفالهم لتحسين كيفية استخدام هذه التطبيقات لتجنب التعرض للاحتيال، أو الإدمان على استخدامها.