ما هي الأهداف الإسرائيلية من إنشاء “محور جديد” شمال قطاع غزة؟
ما الذي يحدث في مناطق شمال قطاع غزة؟
- جيش الاحتلال يقول بشق طريق جديدة لفصل مناطق ومدن الشمال عن مدينة غزة.
- الجيش الإسرائيلي قال إن قواته تقترب من الإخلاء الكامل لشمال غزة ولن يُسمح للسكان بالعودة إلى منازلهم.
بعد أكثر من شهر على اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جباليا ومدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة وارتكابه مجازر مروعة فيه، وتهجير الآلاف من السكان، قام الجيش بشق طريق جديدة يفصل مناطق ومدن بشمال القطاع عن المدينة.
أظهر هذا الطريق أو المحور الجديد الذي أضيف لمحاور “نيتساريم” الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، و”فلادليفا” الحدودي بين القطاع ومصر، النية الحقيقة من عملية جيش الاحتلال في الشمال وهي تنفيذ “خطة الجنرالات”.
كما تنص الخطة على احتلال شمال القطاع وتحويله لمنطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة ما ترتكبه حالياً من قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
وبدأت العملية في شمال قطاع غزة في السادس من أكتوبر الجاري، حيث فرض جيش الاحتلال حصاراً مشدداً على مناطق شمال القطاع، الأمر الذي فاقم الأوضاع الإنسانية.
اعتراف إسرائيلي
هيئة البث العبرية الرسمية، أكدت أن جيش الاحتلال يعمل على فصل شمال قطاع غزة عن مدينة غزة، ولا يعتزم السماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في الشمال.
وقالت الهيئة إن “تقديرات الجيش تفيد بأن الآلاف فقط من الفلسطينيين ما يزالون في المناطق المركزية بشمال قطاع غزة، بين 1000 و3000 في بيت لاهيا وحوالي 1000 في جباليا”.
وأضافت الهيئة: “يقول الجيش إنه بعد دخول جباليا مرتين في الماضي، لا توجد هذه المرة نية للسماح لسكان شمال قطاع غزة بالعودة إلى منازلهم”.
وسُئل كبار المسؤولين في جيش الاحتلال عما إذا كان هناك قرار بتقسيم شمال قطاع غزة إلى قسمين، مدينة غزة والأحياء الشمالية، فأجابوا بأن “القرار هو قطع شمال قطاع غزة عن مدينة غزة دون مزيد من الإيضاحات”.
من جانبه أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قواته تقترب من الإخلاء الكامل لشمال غزة ولن يُسمح للسكان بالعودة إلى منازلهم، فيما يبدو أنه أول اعتراف رسمي من “إسرائيل” بأنها تخلي الفلسطينيين بشكل منهجي من المنطقة.
وفي مؤتمر صحفي مساء الثلاثاء (5 نوفمبر)، قال العميد في الجيش الإسرائيلي إيتزيك كوهين للصحافيين، إنه بما أن القوات اضطرت إلى دخول بعض المناطق مرتين، مثل مخيم جباليا، “فلا توجد نية للسماح لسكان شمال قطاع غزة بالعودة إلى منازلهم”.
كما أوضح أنه “سيتم السماح للمساعدات الإنسانية بالدخول بشكل منتظم إلى جنوب القطاع ولكن ليس إلى الشمال، حيث لم يعد هناك مدنيون متبقون”.
فصل جديد
الخبير الاستراتيجي أحمد عبد الرحمن، يقول إن “عملية جيش الاحتلال المستمرة في شمال قطاع غزة، تدق ناقوس الخطر حول رغبة الاحتلال في تحويل أحلام اليمين المتطرف في عودة الاستيطان في قطاع غزة إلى حقيقة”.
يقول عبد الرحمن في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “مخططات إعادة الاستيطان إلى قطاع غزة، وإلى منطقته الشمالية تحديداً من زاويتين، أولاهما أنه يهدف إلى فرض أمر واقع جديد يصب في خانة تشكيل مزيد من الضغط على المقاومة الفلسطينية لتقديم تنازلات في أي مفاوضات جدية للوصول إلى وقف لإطلاق النار”.
ويضيف: “هذا الأمر يشبه إلى حدِ بعيد ما جرى من اقتطاع عشرات الكيلومترات من أراضي القطاع، سواء من خلال محور (نتساريم) وسط القطاع، والذي تجاوزت المساحة التي اقتطعها حتى الآن الـ 42 كلم، إذ تمدّد بشكل طولي من الشمال باتجاه الجنوب ليصل إلى سبعة كيلومترات ونصف بعد أن كان كيلومترين اثنين فقط”.
وأوضح أن ما يحدث يشبه أيضاً ما جرى عند محور “فيلادلفيا” على الحدود المصرية – الفلسطينية، والذي اقتطع بدوره حتى الآن أيضاً نحو 28 كلم، إضافة إلى كل ذلك المنطقة العازلة المقامة على طول الحدود الشمالية والشرقية من القطاع، والتي يبلغ عمقها من كلم واحد إلى 3 كلم في بعض المناطق، بما يعني أنها تقتطع بالحد الأدنى نحو 120 كلم مربع أخرى.
كما أشار إلى أن “الزاوية الثانية التي يمكن النظر من خلالها إلى ما يجري في شمال القطاع، هي أنها بالفعل محاولة جادة من جانب دولة العدو لعودة المستوطنين إلى القطاع بعد اندحارهم منه قبل عشرين سنة تقريباً، حينما تم تفكيك المستوطنات الواحدة والعشرين التي كانت تنتشر كالسرطان في مناطق القطاع المختلفة”.
ولفت إلى أنه “لا يمكن اعتبار كل ما يخطط له الاحتلال قدراً واجب النفاذ، ولا يمكن النظر إلى ما يحيكه من مؤامرات تستهدف الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة كافة بأنه واقع لا فِكاك منه، إذ إن الاحتلال التي فقد قدرته على الردع، وتعرض لانتكاسة هائلة في صباح السابع من أكتوبر من العام الماضي، لم يعد بإمكانه فرض شروطه على أحد”.