هل تنتظر “الأونروا” واللاجئين الفلسطينيين أيام صعبة؟
تعد الظروف الحالية أرض خصبة لتنفيذ ترامب خطط وقرارات جديدة ضد “الأونروا” خاصة أنه خلال فترة رئاسته السابقة استهدف الوكالة بعدد من القرارات التاريخية.
بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، تنتظر وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” قرارات تهدد وجودها واستمرارها بعملها لمساعدة اللاجئين في مناطق خدماتها الخمس وهي قطاع غزة والضفة الغربية، ولبنان، والأردن، وسوريا.
تزداد فرص استهداف “الأونروا” من قبل إدارة ترامب القادمة بفعل عدة عوامل مساعدة له، أبرزها الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، وحالة الشيطنة الإسرائيلية ضد الوكالة الأممية، والقرارات المتخذة من قبل الكنيست ضدها أيضا، إضافة إلى تراجع تمويلها بفعل وقفه من أكثر من دولة.
وتعد الظروف الحالية أرض خصبة لتنفيذ ترامب خطط وقرارات جديدة ضد “الأونروا” خاصة أنه خلال فترة رئاسته السابقة استهدف الوكالة بعدد من القرارات التاريخية، كان أبرزها وقف مساهمات واشنطن المالية السنوية البالغة 300 مليون دولار.
كما تهدد القرارات الجديدة التي يتوقع أن يتخذها ترامب ضد الأونروا التي تأسست أواخر عام 1949 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد تأسيس دولة “إسرائيل” على أرض فلسطين، قضية اللاجئين الفلسطينيين نفسها أيضاً.
قرارات ترامب القديمة
اتخذت إدارة ترامب في أغسطس 2018، قراراً يقضي وقف التمويل كلياً عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا”.
كما سبق ذلك القرار، إجراء آخر من قبل ترامب وهو تخفيض الدعم السنوي الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية للوكالة، من 365 مليون دولار، إلى 125 مليون دولار سنوياً، لم تقدم منها لعام 2018 إلا 60 مليون دولار.
ويمثل التمويل الأمريكي للوكالة سابقاً ثلث ميزانيتها السنوية والبالغة 1.24 مليار دولار؛ وهو ما يؤثر جذرياً في حياة ملايين اللاجئين الفلسطينيين المعتمدين على خدمات الوكالة في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان.
ورافق قرار ترامب ف يحينها وقف تمويل “الأونروا” مع قرار آخر اتخذه، يتمثل بحجب مساعدات إغاثية وطبية وتنموية بقيمة 200 مليون دولار.
كذلك، كشفت مجلة “فورن بوليسي” عن رسائل بريد إلكتروني مسربة، توضح كيف ضغط جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره، على مسؤولين آخرين في الإدارة للانخراط في “جهد جدي للتضييق على الأونروا”.
واستأنفت واشنطن تقديم التمويل للأونروا ابتداء من العام 2021 بعد انتخاب الرئيس الحالي جو بايدن.
وخلال فترة بايدن، قررت الولايات المتحدة تعليق تمويل “الأونروا” وذلك على خلفية اتهام وجهته “إسرائيل” إلى بعض موظفي الوكالة بالمشاركة في عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في أكتوبر 2023.
وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر حينها: إن “الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء المزاعم القائلة إن 12 موظفاً لدى الأونروا قد يكونون متورطين في الهجوم الذي شنته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 “.
إجراءات جديدة
يتوقع الكاتب والمحلل السياسي، إسماعيل موسى، أن يتخذ ترامب قرارات أكثر قسوة ضد “الأونروا” خلال فترة رئاسته الجديدة، خاصة أن كل الظروف الدولية والإقليمية مهيأة لتنفيذ ذلك دون وجود انتقادات دولية ضده.
يقول موسى في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “يوجد الآن أرضية جيدة لترامب لتنفيذ ما يريد ضد الأونروا، أبرزها موافقة البرلمان الإسرائيلي الكنيست، على مشروع قانون يحظر على الوكالة الأممية في (إسرائيل)، وحملة التحريض الكبيرة التي تعرضت لها من قبل الاحتلال ودول أخرى أيضاً”.
وأقر الكنيست الإسرائيلي في أكتوبر الماضي، مشروع قانون ضد الوكالة الدولية بأغلبية 92 صوتاً مقابل 10 أصوات معارضة.
وينقسم المشروع إلى جزئين الأول يتحدث عن حظر وكالة “الأونروا” لعملها في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها شرق القدس، والثاني حظر الاتصالات مع الوكالة مع سحب الامتيازات والحصانات الممنوحة للموظفين، حيث سيكون هناك 90 يوماً لإدخال القرارين حيز التنفيذ.
يوضح موسى في هذا السياق أن أبرز القرارات التي سيتخذها ترامب ضد “الأونروا” هو وقف التمويل الأمريكي بشكل كامل لها، وإغلاق أي مكاتب لها في الولايات المتحدة، وإصدار قانون يحظر أي مؤسسة محلية أمريكية التعامل معها.
كما يشير موسى إلى أن “أيام صعبة تنتظر وكالة الغوث وملايين اللاجئين الفلسطينيين خاصة المتواجدين في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان منذ أكتوبر 2023، وحاجة السكان إلى المساعدات الضرورية التي تقدمها الوكالة الدولية”.
ويرى أيضاً أن أيام “الأونروا” ستكون قليلة مع وجود ترامب الذي لديه تاريخ أسود معها، ولديه قرارات وخبرة سابقة في التعامل معها.
كما يشير موسى إلى أن إدارة ترامب تريد من خلال إنهاء عمل “الأونروا” بشكل كامل إلى تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين التي تعد الوكالة الدولية أحد رموزها، وعدم الاعتراف بوجود للاجئين بعد التخلي عن الوكالة.